شهدت سوق العملات المشفرة اليوم الأربعاء حالة من التعافي الحذر بعد سلسلة من التراجعات الحادة التي شهدتها خلال الأيام الماضية، مدفوعة بموجة من الضغوط البيعية الناتجة عن تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب عمليات جني الأرباح الواسعة من قبل المستثمرين.
واستعادت عملة بيتكوين، كبرى العملات الرقمية من حيث القيمة السوقية، جزءًا من خسائرها، حيث ارتفعت بنسبة طفيفة بلغت نحو 0.8% لتتداول قرب مستوى 112 ألف دولار أمريكي، بعد أن تراجعت في وقت سابق من الأسبوع إلى حدود 108 آلاف دولار، وهو أدنى مستوى لها في نحو ثلاثة أسابيع.
وأشار محللون إلى أن السوق تشهد حالة من الاستقرار النسبي بعد موجة التقلبات العنيفة، إذ يسود تفاؤل حذر بين المستثمرين بعودة الزخم الشرائي تدريجيًا، خاصة مع اقتراب مؤشرات فنية من مستويات دعم قوية قد تحد من التراجع في المدى القصير.
وفي المقابل، سجلت عملة الإيثريوم ارتفاعًا بنسبة 1.2% لتصل إلى 6100 دولار، بينما صعدت عملة بينانس كوين بنسبة 0.9% إلى نحو 580 دولارًا، في حين سجلت عملة سولانا ارتفاعًا بنسبة 1.5% لتتداول عند 185 دولارًا، بدعم من تحسن معنويات المستثمرين في قطاع العملات البديلة.
وأرجع خبراء اقتصاديون هذا التعافي الجزئي إلى انحسار المخاوف مؤقتًا بشأن السياسات النقدية الأمريكية، بعد تصريحات لمسؤولين في مجلس الاحتياطي الفيدرالي أشاروا فيها إلى احتمال تثبيت أسعار الفائدة خلال الاجتماعات المقبلة، وهو ما انعكس إيجابًا على الأصول عالية المخاطر، بما في ذلك العملات الرقمية.
وأوضح تقرير صادر عن منصة كوين ماركت كاب أن القيمة السوقية الإجمالية لسوق العملات الرقمية ارتفعت اليوم بنحو 1.4% لتصل إلى 4.2 تريليون دولار، مع تحسن طفيف في أحجام التداول اليومية التي تجاوزت 180 مليار دولار، بعد تراجعها إلى أدنى مستوياتها خلال الشهر الجاري.
ورغم هذا التعافي النسبي، حذر محللون من أن السوق ما زالت عرضة للتقلبات المفاجئة في ظل استمرار حالة عدم اليقين بشأن مستقبل السياسات النقدية العالمية، فضلًا عن التوترات الجيوسياسية التي تؤثر على شهية المخاطرة في الأسواق.
وأشاروا إلى أن مستوى 112 ألف دولار لبيتكوين يمثل نقطة مقاومة نفسية مهمة للمستثمرين، وإذا تمكنت من الاستقرار فوقها لفترة مطولة فقد يشكل ذلك دعمًا لحركة الصعود نحو مستويات 120 ألف دولار خلال الأسابيع المقبلة، بشرط استمرار التدفقات الاستثمارية من المؤسسات المالية وصناديق التحوط.
ويرى مراقبون أن عودة الثقة تدريجيًا إلى سوق العملات المشفرة ستظل مرهونة بالتطورات الاقتصادية العالمية، وبمدى التزام الجهات التنظيمية بسياسات واضحة تضمن الشفافية وحماية المستثمرين دون الإضرار بجاذبية القطاع كمجال استثماري متنامٍ.
0 تعليق