أزمة سد النهضة تشتعل من جديد.. القاهرة تلوّح بالتحرك وإثيوبيا تتحدى مصر (خاص) - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
مصطفى الخطيب

سد النهضة، تصاعدت حدة التوتر حول ملف سد النهضة، بعد أن خرج مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون أفريقيا، بتصريحات وصف فيها السد بأنه “أصبح واقعًا جديدًا”، داعيًا إلى التهدئة والحوار الفني كسبيل وحيد للتوصل إلى تسوية عادلة.

سد النهضة الإثيوبي

وقال مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية، في تصريحات تلفزيونية، إن سد النهضة الإثيوبي أصبح واقعًا جديدًا بعد افتتاحه قبل أيام، مشددًا على ضرورة التعامل مع هذا الملف بطريقة هادئة وسلمية بعيداً عن أي خطوات متسرعة.

سد النهضةسد النهضة

حل أزمة سد النهضة

وأكد بولس أن الحل الأمثل يكمن في المفاوضات المباشرة بين الأطراف، مشيراً إلى استعداد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبذل كل الجهود ودعم أي مبادرات سلمية من أجل التوصل إلى تسوية عادلة ومستدامة تُرضي جميع الأطراف.

ومن جانبه أكد الرئيس السيسي أن إثيوبيا، خلال الأيام القليلة الماضية، تسببت في إحداث أضرار بدولتي المصب، نتيجة لإدارتها غير المنضبطة لسد النهضة وتدفقات المياه غير المنتظمة التي تم تصريفها دون إخطار أو تنسيق.

مواجهة التصرفات المتهورة للإدارة الإثيوبية

وقال الرئيس السيسي إن ما حدث يحتم على المجتمع الدولي، والقارة الأفريقية بصفة خاصة، مواجهة التصرفات المتهورة للإدارة الإثيوبية. وأكد ضرورة ضمان تنظيم تصريف المياه من السد في حالتي الجفاف والفيضان، ضمن إطار الاتفاق الذي تنشده دولتا المصب، مشيراً إلى أن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق التوازن بين التنمية الحقيقية لدول المنبع وعدم الإضرار بدولتي المصب.

سد النهضةسد النهضة

رفض مصر القاطع لأي إجراءات أحادية على نهر النيل

وأكد السيسي رفض مصر القاطع لأي إجراءات أحادية على نهر النيل تتجاهل الأعراف والاتفاقات الدولية، وتهدد مصالح شعوب الحوض، وتقوض أسس العدالة والاستقرار.

كما أضاف السيسي أن مصر انتهجت على مدار أربعة عشر عاماً مساراً دبلوماسياً نزيهاً، اتسم بالحكمة والرصانة، خلال التفاوض المضني مع الجانب الإثيوبي. وسعت مصر بجدية للتوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن السد الإثيوبي، يراعي مصالح الجميع ويحقق التوازن بين الحقوق والواجبات. وقدمت مصر خلال هذه السنوات العديد من البدائل الفنية الرصينة التي تلبي الأهداف المعلنة لإثيوبيا، وتحفظ مصالح دولتي المصب، إلا أن هذه الجهود قوبلت بتعنت لا يفسر إلا بغياب الإرادة السياسية والسعي لفرض الأمر الواقع، مدفوعة باعتبارات سياسية ضيقة بعيدة عن احتياجات التنمية الفعلية.

إثيوبيا ترد على تصريحات الرئيس السيسي

أصدرت الحكومة الإثيوبية بيانا تناولت فيه موضوع سد النهضة ردا على التصريحات الأخيرة للرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدة على حقها السيادي في استخدام مواردها المائية.

وجاء في البيان أن إثيوبيا "تتابع باهتمام بالغ" التصريحات التي ألقاها الرئيس السيسي خلال الجلسة الافتتاحية لأسبوع القاهرة للمياه، والتي تناولت موضوع السد ومياه النيل.

سد النهضةسد النهضة

نهر النيل ينبع من أراضيها

وأكد البيان على أن "نهر النيل ينبع من أراضيها"، وأنها "وفقا للقانون الدولي ومبدأ السيادة الدائمة على الموارد الطبيعية، تتمتع بحق مشروع وغير قابل للمصادرة في الاستفادة من مواردها المائية".

وأشارت إلى أن هذا الاستخدام يهدف إلى "تحقيق التنمية لشعبها دون أن تلحق ضررا ملموسا بدول الجوار".

ولفت البيان إلى معاناة الشعب الإثيوبي الذي "لأكثر من قرن، يشاهد استغلال موارده المائية دون أن ينال منها نصيبا عادلا"، معربة عن رفضها للاتفاقيات التي أبرمتها الحقبة الاستعمارية واعتبرتها "غير ملزمة لها قانونا أو سياسيا" لأنها لم تكن طرفا فيها.

المفاوضات مع الجانب الإثيوبي مرفوضة

علق السفير محمد العرابي عضو مجلس الشيوخ، على تصريحات مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية، على أن سد النهضة الإثيوبي أصبح واقعًا جديدًا بعد افتتاحه، وأن الحل الأمثل يكمن في المفاوضات المباشرة بين الأطراف، مؤكدًا أن المفاوضات مع الجانب الإثيوبي مرفوضة لأنهم كسروا كل القواعد وقاموا بتصرف أحادي.

السفير محمد العرابيالسفير محمد العرابي

وأوضح العرابي، في تصريحات خاصة لـ العقارية، أن أي تفاوض مع الجانب الإثيوبي غير مثمر وخاصة وأن السد تم افتتاحه، وأن النقطة الجوهرية الآن هو كيفية إدارة سد النهضة وهل توافق الحكومة الإثيوبية على أن تكون هناك إدارة مشتركة بشأن إدارة مياه سد النهضة، ويجب أن تكون الإدارة مشتركة ما بين مصر والسودان وإثيوبيا.

مصر تمتلك أوراق قانونية

وأوضح السفير محمد العرابي، أن مصر تمتلك أوراق قانونية بحته، كما أننا نمتلك أناسيد قانونية قوية كما نمتلك خبراء أكفاء في إدارة المفاوضات ويستطيعون أن يحركوا هذا الملف على المستوى القانوني بشكل جيد.

محاولة احتواء التوتر القائم بين القاهرة وأديس أبابا

قال الخبير في الشأن الأفريقي رمضان قرني إن تصريحات مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشؤون الأفريقية موساعد بولاس بشأن سد النهضة تعكس اهتماماً أمريكياً متجدداً بإحياء الدور الأمريكي في ملف نهر النيل ومحاولة احتواء التوتر القائم بين القاهرة وأديس أبابا، لكنه شدد على أن البيئة السياسية الراهنة لا تزال غير مواتية لعودة المفاوضات.

رسائل قوية من القاهرة لأديس أبابا

وأوضح قرني، في تصريحات خاصة، أن الرسائل المصرية الأخيرة التي وجهتها القاهرة لإثيوبيا جاءت في توقيت بالغ الحساسية، عقب تدشين مراحل جديدة من سد النهضة، وهي رسائل أكدت فيها مصر على رفضها لسياسات الأمر الواقع التي تنتهجها أديس أبابا، وتأكيدها في الوقت نفسه على تمسكها بحقوقها التاريخية في مياه النيل، واستعدادها لاستخدام جميع أدواتها المشروعة للدفاع عن أمنها المائي.

وأضاف الخبير الأفريقي أن إثيوبيا ردت برسالة تصعيدية اتهمت فيها مصر بتبني خطاب عدائي، ووصفت المبادرات التنموية المصرية في دول حوض النيل بأنها “رمزية”، في خطوة اعتبرها قرني دليلاً على استمرار التلاسن السياسي والإعلامي بين الجانبين، وهو أمر “ليس جديداً” في ضوء تباين التوجهات الاستراتيجية بين القاهرة وأديس أبابا.

رمضان قرني خبير في الشأن الإفريقيرمضان قرني خبير في الشأن الإفريقي

إثيوبيا تستغل الأوضاع الإقليمية المضطربة

وأشار قرني إلى أن حالة الاحتقان السياسي بين البلدين وصلت إلى مستويات مرتفعة، في ظل تجميد العلاقات الثنائية وغياب الزيارات الرسمية أو المبادرات المشتركة، لافتاً إلى أن الجانب الإثيوبي يستغل الأوضاع الإقليمية المضطربة، خاصة الحرب في السودان، لفرض سياسة الأمر الواقع واستمرار بناء وتشغيل السد دون تنسيق مع دولتي المصب.

ووصف قرني هذا السلوك الإثيوبي بأنه "انتهازية سياسية" مرتبطة بالوضع الداخلي في أديس أبابا، مشيراً إلى أن الحكومة الإثيوبية توظف مشروع السد لأهداف انتخابية، وتقدمه للرأي العام باعتباره مشروعاً قومياً يرمز للسيادة والتنمية، ما يجعل من الصعب أن تقدم أي تنازلات في المرحلة الحالية.

وأكد الخبير في الشأن الأفريقي أن غياب الإرادة السياسية الحقيقية، خاصة من الجانب الإثيوبي، هو السبب الرئيس في جمود المفاوضات منذ عام 2012، مضيفاً أن التحرك نحو أي تسوية جادة يتطلب ضغوطاً دولية واقتصادية على إثيوبيا لإجبارها على القبول بـ اتفاق قانوني وملزم ينظم عملية الملء والتشغيل ويحفظ حقوق الدول الثلاث.

مصر لن تسمح بالمساس بحقوقها المائية

وختم قرني تصريحاته بالتأكيد على أن مصر تتعامل مع الأزمة بمرونة محسوبة، وتسعى إلى تجنب التصعيد العسكري، لكنها في الوقت ذاته لن تسمح بالمساس بحقوقها المائية أو استمرار السياسات الأحادية الإثيوبية، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تحركات دبلوماسية مصرية مكثفة بالتنسيق مع شركاء إقليميين ودوليين لضمان تحقيق حل عادل ومتوازن للأزمة.

إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق