وذكرت وكالة أنباء (أسوشيتيد برس) الأمريكية أن أكبر تكتل تجاري في العالم توقع بالفعل الرسوم الجمركية الأمريكية وكان يبحث أفضل السبل للرد عليها مسبقا، لكن مثل هذه الإجراءات لا تزال تشكل ضغطا كبيرا على العلاقات عبر الأطلسي المتوترة أصلا.. ففي الشهر الماضي فقط، حذرت واشنطن أوروبا من أنها ستضطر إلى الاهتمام بأمنها في المستقبل.

وستشمل إجراءات الاتحاد الأوروبي فرض جمارك كبيرة على سلع من الولايات المتحدة بقيمة حوالي 26 مليار يورو "أي حوالي 28 مليار دولار"، ولن تقتصر على منتجات الصلب والألومنيوم فحسب، بل ستشمل أيضا المنسوجات والأجهزة المنزلية والسلع الزراعية.

في غضون ذلك، أعلنت بريطانيا - وهي ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي - أنها لن تفرض إجراءات انتقامية على الولايات المتحدة واكتفت الحكومة البريطانية بوصف قرار واشنطن بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم العالمية بأنه "مخيب للآمال"!.

من جانبها، صرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين - في بيان نقلته "أسوشيتيد برس" - "بينما تفرض الولايات المتحدة رسوما جمركية بقيمة 28 مليار دولار، فإننا نرد بإجراءات مضادة بقيمة 26 مليار يورو".. مع الإشارة إلى أن المفوضية تتولى إدارة النزاعات التجارية نيابة عن الدول الأعضاء ال(27).

وقالت فون دير لاين: "سنبقى دائما منفتحين على التفاوض إذ نؤمن إيمانا راسخا بأنه في عالم محفوف بالشكوك الجيوسياسية والاقتصادية، لن يكون من مصلحتنا المشتركة إثقال اقتصاداتنا بالرسوم الجمركية".

وأضافت رئيسة المفوضية الأوروبية أن منتجات الصلب والألومنيوم ستتأثر بالمقابل، وكذلك المنسوجات والمنتجات الجلدية والأجهزة المنزلية والأدوات المنزلية والبلاستيك والخشب، كما ستتأثر المنتجات الزراعية - بما في ذلك واردات الدواجن ولحوم البقر وبعض المأكولات البحرية والمكسرات والبيض والسكر والخضراوات.

وكان ترامب قد قال إن ضرائبه ستساهم في توفير الوظائف في المصانع الأمريكية، لكن فون دير لاين قالت: "الوظائف على المحك. وسترتفع الأسعار في أوروبا والولايات المتحدة".

وتابعت: "نأسف بشدة لهذا الإجراء.. الرسوم الجمركية هي بمثابة ضرائب. إنها ضارة بالأعمال التجارية، بل أسوأ بالنسبة للمستهلكين. هذه الرسوم الجمركية تعطل سلاسل التوريد وتسبب حالة من عدم اليقين للاقتصاد".

في الوقت نفسه، أكدت "أسوشيتيد برس" أن العديد من شركات الصلب الأوروبية تستعد لخسائر فادحة ونقلت عن هنريك آدم، رئيس رابطة الصلب الأوروبية "يوروفير"، قوله: "سيؤدي ذلك إلى تفاقم وضع صناعة الصلب الأوروبية، مما يفاقم بيئة السوق المتردية بالفعل".

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي قد يخسر ما يصل إلى 3.7 مليون طن من صادرات الصلب حيث تعد الولايات المتحدة ثاني أكبر سوق تصدير لمنتجي الصلب في الاتحاد الأوروبي وتمثل 16% من إجمالي صادرات الصلب في الاتحاد الأوروبي. وتابع آدم: "لا يمكن تعويض خسارة جزء كبير من هذه الصادرات من خلال صادرات الاتحاد الأوروبي إلى أسواق أخرى".

وكان ترامب قد فرض رسوما جمركية مماثلة على واردات الصلب والألومنيوم من الاتحاد الأوروبي خلال ولايته الأولى، مما أثار غضب الحلفاء الأوروبيين وغيرهم، كما فرض الاتحاد الأوروبي إجراءات مضادة في ذلك الوقت، فرفع الرسوم الجمركية على الدراجات النارية الأمريكية الصنع والبوربون وزبدة الفول السوداني والجينز، وغيرها من السلع.

ويقدر الاتحاد الأوروبي أن حجم التجارة السنوي بين الجانبين يبلغ حوالي 1.5 تريليون دولار، وهو ما يمثل حوالي 30% من التجارة العالمية.

في غضون ذلك، صرح وزير الأعمال البريطاني جوناثان رينولدز صباح اليوم الأربعاء، بأنه "سيواصل التعاون الوثيق والمثمر مع الولايات المتحدة للدفاع عن مصالح الأعمال البريطانية".. ولم يستبعد فرض رسوم جمركية مستقبلية على الواردات الأمريكية، قائلا: "سنبقي جميع الخيارات مطروحة ولن نتردد في الرد بما يخدم المصلحة الوطنية".

وبدوره، أعلن وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي بنيامين حداد اليوم الأربعاء، بأن الاتحاد الأوروبي قادر على اتخاذ خطوات إضافية ردا على الرسوم الجمركية الأمريكية، مع أن الحرب التجارية ليست في مصلحة أحد.

وقال حداد - في تصريحات لقناة "تي إف 1" التلفزيونية الفرنسية "لدينا الإمكانيات للمضي قدما، إن أردنا.. على سبيل المثال، إذا تطلب الأمر المضي قدما، فيمكن إدراج الخدمات الرقمية أو الملكية الفكرية".

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل