يستعد قطاع النفط في أوغندا لاستقبال أول كميات من الإنتاج في العام المقبل (2026)، وهو ما دفع إلى اتخاذ خطوات ملموسة لدعم طفرة القطاع المرتقبة.
وصرّح الرئيس التنفيذي للشؤون المؤسسية في شركة النفط الوطنية الأوغندية، توني أوتوا، بأن بلاده تسير على الطريق الصحيح للوصول إلى أول إنتاج نفط في يوليو/تموز 2026، ما من شأنه تحويل طموحات بلاده في مجال الطاقة إلى واقع ملموس بعد 20 عامًا من العمل.
وشدّد أوتوا على أن "أوغندا تعمل فقط بأقل من 20% من إمكاناتها"، معربًا عن أمله في زخم جديد بقطاع الطاقة الناشئ في البلاد.
ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تخطط أوغندا (الدولة الناشئة في إنتاج النفط) للمرحلة التالية من تطوير قطاع الطاقة لدعم أول إنتاج في 2026، بما في ذلك إنشاء ذراع تجارية مدعومة من الدولة، ودمج البتروكيماويات، وشراكات جديدة في قطاع المنبع.
أول إنتاج نفط في أوغندا
تحدَّث توني أوتوا عن الصعوبات التي تواجه الوصول إلى أول إنتاج نفط في أوغندا، مشيرًا إلى سنوات من النكسات التي أجّلت موعد الإطلاق من عام 2024 إلى عام 2025، والآن إلى عام 2026، وسط معارضة شديدة من دعاة حماية البيئة وتحديات التمويل.
مع ذلك، سمح إنجازٌ في التمويل خلال مارس/آذار 2025 للبلاد بالمضي قدمًا في خططها، التي تعتمد على إنشاء خط أنابيب بطول 1400 كيلومتر، بوصفه مخرجًا لنفطها الخام.
وصرّح "أوتوا" بأن خط أنابيب نفط شرق أفريقيا -الممتد من حوض ألبرتين غرابن في أوغندا إلى ميناء تانغا التنزاني- قد اكتمل بنسبة تزيد على 70%، متوقعًا اكتمال الجزء الأوغندي بحلول ديسمبر/كانون الأول 2025، وفق ما نقلته منصة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global).
وبمجرد تشغيل خط الأنابيب، من المتوقع أن يكون حقل كينغ فيشر -التابع للمؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري سينوك (CNOOC)، الذي تبلغ طاقته 40 ألف برميل يوميًا- أول حقل يُشغّل.
أمّا حقل تيلينغا الأكبر، الذي تبلغ طاقته 190 ألف برميل يوميًا، وتديره شركة توتال إنرجي، فقد واجه تأخيراتٍ كبيرة في البناء بانتظار الموافقات اللازمة لمشروع خط أنابيب نفط شرق أفريقيا، ولكن من المتوقع أن يبدأ تشغيله التدريجي في النصف الثاني من عام 2026، وفقًا لشركة الطاقة الفرنسية.
ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج بين الحقلين تدريجيًا إلى ما بين 240 ألفًا و260 ألف برميل يوميًا، قبل أن يصل إلى ذروته.
وتمتلك شركة شركة النفط الوطنية الأوغندية حصة 15% في كلا المشروعين، وتجري حاليًا محادثات مع شركتي توتال إنرجي وسينوك حول كيفية إدارة مبيعاتها من النفط الخام في السنوات الأولى بعد تشغيل الحقلين.

تطورات قطاع النفط في أوغندا
مع اقتراب أول إنتاج نفط في أوغندا، تدرس شركة النفط الوطنية عدّة خطوات لدعم تطور القطاع على نطاق واسع، مع تحقيق اكتشاف نفطي مهم:
- تخطط شركة النفط الوطنية لإطلاق أعمالها التجارية الخاصة لمعالجة نفطها، على غرار ما تفعله شركات النفط الوطنية الأخرى، بما في ذلك أرامكو السعودية وبتروبراس البرازيلية.
ولم تؤكد الشركة الوطنية الأوغندية موعد إطلاق أعمالها التجارية، لكنها تخطط لاتخاذ قرار بشأن مقرّها الرئيس بحلول يناير/كانون الثاني 2026، بحسب ما أوضحه الرئيس التنفيذي للشؤون المؤسسية في الشركة توني أوتوا. - في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2025، أعلنت وزارة الطاقة الأوغندية اكتشافًا في حوض نغاجي من قِبل تحالف تقوده شركة النفط الوطنية الأوغندية، بوصفه إنجازًا صناعيًا جديدًا، حيث تُقدّر احتياطيات النفط القابلة للاستخراج بنحو 1.2 مليار برميل، ونحو خُمس احتياطي حوض ألبرتين غرابن، بحسب التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
- في غرب البلاد، تختار شركة النفط الوطنية شريكًا لتطوير ترخيص استكشاف النفط في مربع كاسوروبان، الذي مُنح في جولة العطاءات الأخيرة للبلاد عام 2023.
وصرّح أوتوا بأن أكثر من 20 شركة أبدت اهتمامها بشراكة استكشاف، متوقعًا التوصل إلى اتفاق نهائي خلال العام. - في قطاع المصب، تستهدف شركة النفط الوطنية الأوغندية إطلاق أول مصفاة نفط في البلاد في عام 2030، تشمل مشروعًا للبتروكيماويات مجاورًا.
وبالتعاون مع المستثمر الإماراتي ألفا إم بي إم (Alpha MBM)، تُطوّر شركة النفط الوطنية الأوغندية مصفاةً بطاقة 30 ألف برميل يوميًا في منطقة هويما الغربية بأوغندا، التي ستتوسع لاحقًا إلى 60 ألف برميل يوميًا في مرحلة بناء ثانية.
وعند تشغيل المصفاة، تُخطط شركة النفط الوطنية الأوغندية لدمجها مع مُجمّع للبتروكيماويات مُخصّص للبولي بروبيلين، الذي سيُقام في مُجمّع كابالينغا الصناعي التابع لها. - بانتظار افتتاح المصفاة، تسعى شركة النفط الوطنية الأوغندية إلى تبسيط وارداتها من الوقود من خلال الاستثمار في البنية التحتية لخطوط الأنابيب الكينية؛ إذ طالما وفّرت كينيا طريق عبور لـ 90% من وقود أوغندا، موفرةً شبكة خطوط أنابيب فعّالة من حيث التكلفة وواردات سريعة نسبيًا.
وأعربت شركة النفط الوطنية الأوغندية عن اهتمامها بالاستحواذ على حصص في شركة تشغيل خطوط الأنابيب الحكومية الكينية (KPC)، وتعمل على إحياء خطة توسيع خط الأنابيب التي طُرحت لأول مرة قبل أكثر من عقد من الزمان.
وسيمتد خط أنابيب إلدوريت-كمبالا-كينغالي من كينيا إلى أوغندا ورواندا، موفرًا بديلًا منخفض التكلفة للنقل بالشاحنات. - كما تخطط الشركة لبناء محطة نفطية بسعة 320 مليون لتر (نحو مليونَي برميل) في كمبالا بحلول عام 2027، وهو مشروع تَعدُّه جزءًا من حملة أوسع لبناء البنية التحتية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
0 تعليق