بعد وقف إطلاق النار .. مغاربة غزة يفترشون الركام في انتظار الإجلاء - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يحول الدمار الهائل الذي طال البيوت في قطاع غزة، وخاصة بالشمال، جراء العدوان الإسرائيلي، دون عودة مغاربة عالقين في القطاع إلى مساكنهم، بعد سريان اتفاق وقف الإطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وإسرائيل.

وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، السبت، عودة نصف مليون فلسطيني إلى مدينة غزة وشمالي القطاع، منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وبالنظر إلى طول المدة المرتقب أن تستغرقها عمليات إزالة عشرات ملايين الأطنان من الركام ولانعدام مقومات الحياة، فإن المغاربة العالقين في غزة جددوا المناشدة بإجلائهم، بعد فتح معبر رفح في وجه حركة المسافرين، رغم أن بعضهم يضع خيار العودة مؤقتا إلى الشمال.

وأكد وسام المغربي، العالق وأسرته المكونة من 12 فردا في قطاع غزة، أن “الأجواء في غزة، بعد سريان الاتفاق، صارت أفضل بكثير. لا شيء غير الهدوء يسود، لا قصف ولا استهدافات ولا تدمير”.

وأضاف المغربي، في تصريح لهسبريس، أن “العائلة لم تباشر بعد الرجوع إلى الشمال. سننتظر أسبوعين من الآن للقيام بذلك”، مرجعا السبب إلى “كون أغلب الطرق مغلقة، بفعل كثرة الدمار”.

وخلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تعرّض بيت العائلة في شمال القطاع لتدمير كلي. ولذلك، قال المغربي الفلسطيني ذاته: “حينما نرجع إلى الشمال سوف نضطر، على غرار السواد الأعظم من الغزيين، إلى العيش في خيمة، خصوصا أنه لا يوجد عدد كاف من البيوت للإيجار”.

وأشار إلى أن هذا الوضع “جعل أسعار إيجار الشقق التي ما زالت قائمة تحلق، حيث تصل إلى ألف دولار شهريا في حالة شقة تتكون من غرفة ومطبخ وحمام”.

و”لأن إعادة الإعمار سوف تتطلب سنوات طويلة”، فقد أكد وسام المغربي أن “العائلة تريد إجلاءها من القطاع إلى المغرب”، مشددا على أنه “يتعين أن يكون هناك تدخل من قبل السفارة المغربية في مصر لأجل الإجلاء، وبالتنسيق مع السلطات المعنية”.

“رغم أن آلية الإجلاء عبر معبر رفح لا تزال غير واضح كيف سيتم تدبيرها، بعد الاتفاق، حتى الآن”، وفق المتحدث عينه، في وقت كان مغاربة غزة طرحوا في وقت سابق مطلب الإجلاء عبر معبر كرم أبو سالم، بعد التنسيق مع الصليب الأحمر والاحتلال الإسرائيلي.

وشدد المغربي على أن “عملية إعادة الإعمار، إن جرت بالإمكانيات الحالية المتوفرة لدى بلديات قطاع غزة، ستتطلب 100 سنة على الأقل”، و”إذا تمت بتدخل من دول أخرى، فلن تقل مدتها عن خمس سنوات على الأقل”، في تقديره.

وأشارت تقديرات لشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة إلى تخليف العدوان الإسرائيلي 60 مليون طن من الركام في قطاع غزة، بالإضافة إلى فقدان 80 في المائة من السكان منازلهم، وفق تصريحات صحافية للمدير التنفيذي للشبكة، أمجد الشوا.

وقال مصعب البرنييه، المغربي الفلسطيني الذي ما زال نصف أفراد عائلته عالقين في قطاع غزة، إن جميع بيوتهم في تل الهوى “دمرت تماما، ولم يعد لدى العائلة أي بيت تنزح إليه”.

وأضاف البرنييه، في تصريح لهسبريس، أن العائلة “لن تستطيع العودة في ظل هذا الواقع”، معتبرا بدوره أن “مسألة إعادة الإعمار نفسها ستستلزم وقتا طويلا، حيث نتحدث عن 60 مليون طن من الركام، كيف سيتم إزالتها؟”. كما أنه “لم تعد هناك مقومات للحياة، في القطاع؛ لا مدارس، لا مستشفيات، لا غذاء للناس سوى المعلبات الحافظة”.

واستحضر المتحدث نفسه أن “معبر رفح سيفتح في وجه المسافرين والجرحى وحاملي الجنسيات الراغبين في المغادرة”، مردفا أنه “من المفروض أن تكون السفارات المغربية قد بدأت للتنسيق، من أجل مواصلة عمليات إجلاء المغاربة من قطاع غزة”

وجدد مصعب البرنييه مناشدة المغاربة العالقين في القطاع “التسريع في الإجلاء، بما أن ذلك حق في نهاية المطاف لهم، على أساس أن تمنح الأولوية في المغادرة حسب الحالات الصحية”.

كما أكد المغربي الفلسطيني مطلب “إجلاء أزواج الحاملين والحاملات للجنسية المغربية من الفلسطينيين، بما أن إقصاء هؤلاء من الإجلاء يتسبب في شتات أسر ومآسٍ إنسانية”. وقال إنه فيما أجليت والدته المغربية سابقا، ظل والده الفلسطيني عالقا بالقطاع. كما أن أخته المغربية أجليت كذلك “دون زوجها الفلسطيني، فاستشهد، وظلت هنا أرملة بالمغرب”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق