أعربت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية عن رفضها اتهامات وزارة الخارجية الأمريكية لها بالتخطيط لخرق وشيك لاتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الجاري، داعية الإدارة الأمريكية إلى التوقف عن ترديد الدعاية الإسرائيلية.
وقالت “حماس” في بيان: “ترفض “حماس” الادعاءات الواردة في بيان وزارة الخارجية الأمريكية، وتنفي جملة وتفصيلا المزاعم الموجّهة بحقّها حول “هجوم وشيك” أو “انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار”. إنّ هذه الادعاءات الباطلة تتساوق بشكل كامل مع الدعاية الإسرائيلية المضلِّلة، وتوفّر غطاء لاستمرار الاحتلال في جرائمه وعدوانه المنظَّم ضد شعبنا”.
وأضافت: “إنّ الحقائق على الأرض تكشف العكس تماما؛ فسلطات الاحتلال هي التي شكّلت وسلّحت وموّلت عصابات إجرامية نفّذت عمليات قتل وخطف، وسرقة شاحنات المساعدات، وسطو ضد المدنيين الفلسطينيين، وقد اعترفت علنا بجرائمها عبر وسائل الإعلام والمقاطع المصوّرة، بما يؤكّد تورّط الاحتلال في نشر الفوضى والإخلال بالأمن”.
وأكدت “حماس” أن “الأجهزة الشرطية في غزة، وبمساندة أهلية وشعبية واسعة، تقوم بواجبها الوطني في ملاحقة هذه العصابات ومحاسبتها وفق آليات قانونية واضحة، حماية للمواطنين وصونا للممتلكات العامة والخاصة”.
ودعت الحركة الإدارة الأمريكية إلى “التوقّف عن ترديد رواية الاحتلال المضلِّلة، والانصراف إلى لجم انتهاكاته المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار؛ وفي مقدمتها دعم هذه العصابات وتوفير الملاذات الآمنة لها داخل المناطق الخاضعة لسيطرته”.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت، الليلة الماضية، أن “الولايات المتحدة أبلغت الدول الضامنة لاتفاق السلام في غزة بتقارير موثوقة تفيد بانتهاك وشيك لوقف إطلاق النار من جانب “حماس” ضد سكان غزة”. محذّرة من “إجراءات” محتملة تهدف إلى حماية سكان القطاع.
واستضافت مدينة شرم الشيخ المصرية في 13 أكتوبر الجاري قمة دولية برئاسة مشتركة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب وبحضور قادة أكثر من 20 دولة، بهدف تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ووقع كل من ترامب والسيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، خلال القمة، على وثيقة شاملة بشأن إنهاء الحرب بقطاع غزة.
وأطلقت حركة “حماس” الفلسطينية، في 13 أكتوبر الجاري، سراح باقي المحتجزين الإسرائيليين الأحياء لديها وعددهم 20، وسلمت لاحقا عددا من جثث المحتجزين، مؤكّدة أنها تواصل العمل لتحديد مواقع الجثث المتبقية لتسليمها أيضا إلى إسرائيل، التي أفرجت بالمقابل عن نحو 2000 معتقل وسجين فلسطيني من سجونها؛ وذلك في إطار خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة.
ودخلت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة حيز التنفيذ، ظهر يوم 10 أكتوبر الجاري، والذي انتهت إليه مفاوضات غير مباشرة بين “حماس” وإسرائيل استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة وتركيا، بناء على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، ووقعت “حماس” وإسرائيل على ترتيبات المرحلة الأولى منه.
وكان ترامب قد أعلن، في 29 شتنبر الماضي، خلال مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خطة لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عامين بين إسرائيل و”حماس” في قطاع غزة.
واندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، حينما أعلنت “حماس”، التي كانت تسيطر على القطاع، بدء عملية “طوفان الأقصى”. وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع؛ ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيليا غالبيتهم من المستوطنين، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع، متعهدة بالقضاء على “حماس” وإعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
وشهدت الحرب في قطاع غزة هدنتين سابقتين جرى خلالهما تبادل أسرى ومحتجزين بين إسرائيل و”حماس”، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
وأعلنت روسيا، في أكثر من مناسبة، دعمها للجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة وتبادل الأسرى، مؤكدة موقفها الثابت الداعم لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عبر الحوار والمفاوضات على أساس حل الدولتين، بما يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ويحفظ الحقوق والتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني.
0 تعليق