"جيتكس غلوبال 2025" .. الذكاء الاصطناعي يحدد خريطة إنتاجية جديدة - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في ثاني أيام “جيتكس غلوبال 2025″، شدّت أنظار زوار المعرض العالمي ورواد التكنولوجيا مشاركة سام ألتمان، المؤسس المشارك الرئيس التنفيذي لشركة “OpenAI”، متفاعلا مع موضوع جلسة حوارية ضمن فعاليات الحدث: “من التبنّي المبكر إلى المجتمعات الأصيلة بالذكاء الاصطناعي: استشراف عصر جديد من الذكاء”، واضعا بذلك معالم “رؤية استراتيجية واضحة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي”.

“أداة إنتاجية”

“الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تجريبية، بل أصبح محركا أساسيا للإنتاجية في جميع المجالات، من البرمجة إلى البحث العلمي، مع إمكانية تحقيق اختراقات علمية صغيرة لكنها حقيقية عبر أنظمة مثل ‘GPT-5′”؛ بهذه الكلمات أوضح ألتمان تطورات الوافد التكنولوجي الجديد.

وكان “جيتكس العالمي” فرصة سانحة لألتمان ليشرح مفهوم “التفرد اللطيف” (The Gentle Singularity) الذي سبق أن قدّمه مقال على مدونته الشخصية في يونيو الماضي لوصف رؤيته لمستقبل سيشهد فيه الذكاء الاصطناعي تطورا هائلا، لكنه يحدث بطريقة تدريجية ومُدارة. وقال: “السنوات القادمة شاهدة على تطور متدرّج: في 2025 الذكاء الاصطناعي قادر على أداء المهام المعرفية، أما 2026 يتوقع استعماله توليد أنظمة لأفكار جديدة. وبحلول 2027، تتولى الروبوتات تنفيذ المهام الواقعية وربما “المشاركة في تطوير خلفائها”.

استراتيجية لكل دولة

أشار ألتمان، خلال مشاركته افتراضيا بالفيديو ضمن أبرز فعاليات اليوم الثلاثاء، إلى أن “كل دولة ستكون بحاجة إلى استراتيجية خاصة بالذكاء الاصطناعي، كما يجب أن تكون هذه الاستراتيجية على رأس أولويات القيادة الوطنية”.

متحدثا أمام حضور غفير تابع كلمته باهتمام، لم يُخفِ الرئيس التنفيذي لـ”أوبن إيه آي” (المطوّرة لنماذج ChatGPT) طموحه وآماله بأن “نَشهد قريبا مزيدا من الدول التي ستتعهد بأن تَعمل على إدماج الذكاء الاصطناعي في حياة جميع مواطنيها، وفي عمليات ومسارات اشتغال حكوماتها، بل وفي تطوير اقتصاداتها بأكملها”، مشددا على أن “فرصة بناء هذا النظام بالشراكة مع الحكومات، كاستثمار في بنية تحتية على هذا المستوى الرفيع، أمر يثير الحماس حقا”.

وفي هذا السياق، نوه إلى ريادة التجربة الإماراتية في المضمار التكنولوجي المستقبلي، قائلا: “من المذهل حقا أن نرى الريادة التي أظهرتها دولة الإمارات في هذا المجال”، آملا أن “تكون تجربتها نموذجا يحتذى به لبقية دول العالم في كيفية تَبنّي دولة متبصّرة للذكاء الاصطناعي، والإقرار بأنه سيكون جزءا محوريا من مستقبلها. نحن فخورون بأن نكون شريكا في هذه المسيرة”.

التكنولوجيا والمجتمع

يعتبر ألتمان أن “التصور السائد هو أن التكنولوجيا تظهر فجأة على الساحة، ثم يكون على المجتمع أن يتفاعل معها؛ لكن ما أراه – من خلال كل خبرتي- هو أن الأمر أشبه بنظام يتطوّر بشكلٍ متبادل”، بتوصيفه.

“التكنولوجيا تتقدم خطوة، ثم يتغيّر المجتمع، فتتغير التكنولوجيا، فيتغيّر المجتمع أكثر… إنها عملية تفاعلية متبادلة، وليست لحظة واحدة تسقط فيها التكنولوجيا أو يتأقلم فيها المجتمع مرة واحدة”؛ بهذه العبارات أكمل المسؤول التكنولوجي العالمي ذاته شرحه لعلاقة متشابكة بين حاجيات المجتمع وابتكارات التكنولوجيا.

وأردف: “هذا التطور المشترك أكثر استقرارا، وأكثر نفعا للجميع، وهو بالضبط ما نسعى إلى تطبيقه في إدارة شركة OpenAI”.

أربع ركائز

تحدث خلال الجلسة الحوارية ذاتها بينغ شياو (PENG XIAO)، الرئيس التنفيذي لـ”مجموعة G42″، وهي شركة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية مقرها أبوظبي، وتلتزم بتحسين الحياة اليومية من خلال دمج قوة البشر بالتكنولوجيا، مركزا على “رؤية الإمارات لبناء مجتمع “AI-native”.

شياو استعرض أربعة ركائز أساسية، هي: القيادة السياسية العليا، التعليم الشامل لجميع فئات المجتمع والأعمار، البنية التحتية الضخمة عبر مراكز “بيانات Stargate”، و”الشراكات العالمية لتسريع الابتكار”، مستدلا خلال حديثه بالأمثلة عن “منزل صُمم بالكامل باستخدام ChatGPT عبر 500 طلب”، و”نسبة 10:1 من وكلاء الذكاء الاصطناعي مقابل البشر في مكتب الرئيس التنفيذي”، بالإضافة إلى أحد التطبيقات الذي يدمج أكثر من 1000 خدمة مع دعم صوتي متعدد اللغات مدعوما بـ ChatGPT”.

هذه الجلسة الحوارية التي استمرت لحوالي ساعة شكلت محطة بارزة في أجندة المعرض، جامعة في نقاش مثير للتفكير في المستقبل اثنَيْن من أبرز قادة التكنولوجيا على مستوى العالم لبحث آفاق التعاون والفرص الواعدة في عصر الذكاء الاصطناعي، محاولين استكشاف الأسس البنيوية لمجتمعات أصيلة بالذكاء الاصطناعي.

كما ناقشت مبادرة “معهد الذكاء الاصطناعي المسؤول”، لتوحيد الجهود بين التقنيين، صانعي السياسات والباحثين في دراسة آثار الذكاء الاصطناعي على الوظائف، الرفاهية، والسلامة، خالصة إلى ضرورة “تجنب الانقسام الرقمي من خلال جعل الذكاء الاصطناعي وافرا ومنخفض التكلفة ومتاحا للجميع، مع تعزيز التعليم الشامل، وتوزيع رموز الذكاء عالميا عبر مشروع ‘شبكة الذكاء'”.

واختتم المتحدثون نقاشهم بالإشارة إلى “الطاقة والطموح باعتبارهما مفتاح التوسع المستدام للذكاء الاصطناعي”، مؤكدين أن “تكلفة الذكاء ستتقارب مع تكلفة الطاقة”، وأن “الخطر الأكبر يكمن في فشل الطموح”، داعين إلى “التفكير الكبير والتحرك العاجل لتحقيق الإمكانيات الكاملة لهذه التكنولوجيا”، بتعبير ألتمان.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق