نظّمت مؤسسة الفقيه التطواني، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالخميسات، يوم السبت 11 أكتوبر 2025، لقاء ثقافيا وتواصليا حول موضوع “القراءة والتحول الرقمي: أسئلة البحث عن المعرفة”، تحت شعار “أحبك يا وطني”، بحضور نخبة من الأطر التربوية والفاعلين الجمعويين والتلاميذ والطلبة.
استُهلت الندوة بترديد النشيد الوطني، لتليها كلمة افتتاحية لبوبكر الفقيه التطواني، رئيس المؤسسة، أكد فيها على أهمية القراءة كقيمة فكرية وتربوية تُسهم في بناء الوعي وترسيخ ثقافة المعرفة، مبرزا دور الأدب والفكر في صون الهوية المغربية وتعزيز الانفتاح الإيجابي على محيطها الثقافي والإنساني. وأشاد رئيس المؤسسة بدور الشركاء التربويين والمؤسساتيين في دعم مثل هذه المبادرات، التي تعكس التزام مؤسسة الفقيه التطواني بنشر ثقافة القراءة والتفكير النقدي في أوساط الشباب.
وفي كلمته، عبّر خالد زروال، المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالخميسات، عن اعتزازه بهذا اللقاء الذي يجمع بين الفعل الثقافي والتربوي، مؤكدا أن المدرسة المغربية مدعوة اليوم إلى مرافقة التحولات الرقمية بأساليب جديدة في التعليم والتكوين من دون أن تفقد البعد الإنساني والمعرفي للقراءة والتعلّم.
وقدّمت الدكتورة زهور كرام، أستاذة التعليم العالي بجامعة محمد الخامس، عرضا علميا تناول العلاقة بين القراءة التقليدية والقراءة الرقمية في زمن التحول التكنولوجي والذكاء الاصطناعي.
وأبرزت الأستاذة أن عملية القراءة تحتاج إلى تركيز ونظام ذهني يُكسب القارئ ذاكرة معرفية متينة، محذّرة من ظاهرة “القراءة السطحية” عبر الإنترنت التي تجعلنا نتحرك بسهولة بين الصفحات من دون أن نكوّن معرفة متماسكة أو ذاكرة فكرية عميقة.
وأشارت إلى أن 81 في المائة من القرّاء اليوم يطالعون عبر الشبكة، لكن ذلك يتم غالبا بدون وعي نقدي ولا استمرارية في الفهم. كما نبّهت إلى أن وفرة المعلومات والمنصات الرقمية، رغم إيجابياتها، جعلتنا نفقد تدريجيا ثقافة الاختيار والمبادرة؛ إذ أصبحنا نستهلك ما تقدّمه الخوارزميات بدلا من أن نبحث عمّا يغني عقولنا بوعي ومسؤولية.
أدار اللقاء الأستاذ الجامعي والإعلامي بدر الزاهر الأزرق، الذي أتاح نقاشا تفاعليا بين المشاركين من أطر تربوية وطلبة وتلاميذ، الذين عبّروا عن أهمية الموضوع وراهنيته، مشيدين بمستوى النقاش العلمي والتربوي الذي طبع الندوة، معتبرين أن مثل هذه المبادرات تمثل جسرا بين المدرسة والمجتمع ومختبرا حقيقيا لترسيخ قيم القراءة والفكر النقدي في الوسط التربوي والشبابي.
وتأتي هذه الندوة ضمن سلسلة اللقاءات الفكرية التي دأبت مؤسسة الفقيه التطواني على تنظيمها عبر مختلف جهات المملكة، مساهمة في إحياء النقاش الثقافي والفكري، وتعزيز الوعي بأهمية القراءة كرافعة للتنمية الفكرية والمواطنة المسؤولة في عصر التحول الرقمي.
0 تعليق