الإستثمار , شهد الذهب طفرة غير مسبوقة في أسعاره العالمية، مدفوعًا بتزايد التوترات السياسية والاقتصادية، لا سيما في الولايات المتحدة، مما يجعله الخيار المفضل للمستثمرين الباحثين عن الأمان في عالم مضطرب. فقد تجاوز سعر الأوقية 4040 دولارًا عالميًا، وهو أعلى مستوى يسجله المعدن النفيس في تاريخه، بينما ارتفعت الأسعار محليًا في مصر لتقترب من 5400 جنيه للجرام عيار 21، في ظل إقبال كبير من المواطنين على الشراء.

التوترات العالمية تضع الذهب في الصدارة من أجل الإستثمار
يشير خبراء اقتصاديون ومصرفيون إلى أن الفترة الراهنة تتسم بتداخل غير مسبوق بين الأزمات السياسية والاقتصادية عالميًا، وهو ما يجعل الذهب المستفيد الأكبر من هذا الوضع. ومع تزايد المخاوف من تفاقم أزمة الديون الأمريكية وتراجع أداء الدولار، يتجه المستثمرون نحو الذهب باعتباره أصلًا يحافظ على القيمة في الأزمات.
وفي هذا السياق، أكد محمود نجلة، المدير التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت بشركة الأهلي لإدارة الإستثمارات المالية، أن المرحلة الحالية تختلف عن أزمات سابقة، حيث تتزامن الضغوط الاقتصادية مع التوترات السياسية، ما يعزز من أهمية الذهب كملاذ طبيعي وآمن للمستثمرين، خاصة في ظل تراجع ثقة الأسواق في الدولار بسبب تدخلات الإدارة الأمريكية في السياسة النقدية.

الدولار يفقد بريقه.. والذهب بلا سقف
من جانبها، أوضحت الخبيرة المصرفية سهر الدماطي أن الدولار يعاني من فقدان تدريجي لجاذبيته كأداة إستثمارية آمنة، في ظل تجاوز الدين الأمريكي لحاجز 37 تريليون دولار، وهو رقم يفوق الناتج القومي للولايات المتحدة. وأكدت أن هذا الوضع يجعل الذهب خيارًا أكثر استقرارًا، إلى جانب بعض العملات الأخرى مثل الفرنك السويسري.
وأشارت الدماطي إلى أهمية تنويع المحفظة الإستثمارية وعدم الاعتماد الكلي على الدولار أو الأسهم، موضحة أن الذهب، والعقارات المؤجرة، وأدوات العائد الثابت، هي البدائل الأكثر أمانًا في الوقت الراهن.
بدوره، قال لطفي منيب، نائب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات، إن الذهب “قال كلمته” وتجاوز كل مستويات المقاومة التاريخية، مشيرًا إلى أن الأسعار تتجه نحو مسار صعود حر، دون وجود سقف واضح في الوقت الحالي، مدعومًا بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية، وزيادة الطلب المحلي والعالمي على المعدن الأصفر.

الذهب في مصر.. صعود مستمر رغم التحديات
في السوق المحلية، ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 ليقترب من 5400 جنيه، متأثرًا بالصعود العالمي وزيادة الإقبال المحلي على الشراء. ويرى الخبراء أن استمرار ارتفاع الأسعار يعكس توجه المستثمرين المصريين نحو الأصول الآمنة، خاصة مع تراجع الدولار محليًا وتحسن المؤشرات الاقتصادية تدريجيًا.
وتوقع منيب أن أي خفض قادم في أسعار الفائدة الأمريكية سيكون نقطة انطلاق جديدة لارتفاع الذهب عالميًا، مضيفًا أن السوق قد يشهد بعض التصحيحات المؤقتة، لكنها لن تغير من الاتجاه العام الصاعد للمعدن.
0 تعليق