هو ليه مصر شغالة بقوة على مشروع الربط الكهربائي مع السودان؟ وهل ده مجرد تعاون عادي بين دولتين جارتين؟ ولا خطوة أعمق بكتير… خطوة بتفتح باب لمستقبل مصر كمركز إقليمي للطاقة في إفريقيا والعالم العربي؟ والأهم .. مصر هتستفيد إزاي من المشروع ده بعد ما يخلص بالكامل؟
من حوالى 5 سنين وتحديدا في سنة 2020 مصر بدأت المرحلة الأولى من مشروع الربط الكهربائي مع السودان، وفعلاً دخلت الخدمة بقدرة 80 ميجاوات..الخط ده كان أول خطوة في طريق طويل اسمه “التكامل الكهربائي الإقليمي” — فكرة إن الكهرباء تتحرك بين الدول بسهولة زي ما بيحصل في أوروبا مثلًا.
لكن زي أي مشروع ضخم الطريق ماكانش سهل..المرحلة التانية كانت المفروض تخلص من بدري، لكن الأحداث السياسية والأمنية في السودان وقفت الشغل لفترة طويلة.
النهارده بقى.. الأخبار حلوة جدًا… المسؤولين أعلنوا إن نسبة تنفيذ المرحلة التانية وصلت لـ66% جوه السودان بعد ما كانت 35% بس وقت توقف الأعمال في أبريل 2023.. وفي نفس الوقت، مصر خلصت كل شغلها بنسبة 100% — سواء أعمال التوريد أو التركيبات، وحتى المعدات اللي اتوردت من شركة سيمنس الألمانية ضمن عقد قيمته حوالي 30 مليون دولار.
المرحلة التانية دي هتزود قدرة الربط من 80 ميجاواط إلى 300 ميجاواط، يعني أكتر من تلت أضعاف القدرة الحالية.. وده مش مجرد رقم.. الزيادة دي هتخلي مصر تقدر تبعت كهرباء أكتر للسودان وقت الذروة، وكمان تشتري كهرباء لما تكون الشبكة المصرية محتاجة دعم، خصوصًا مع مشروعات الطاقة الشمسية اللي بتتخطى 10 جيجاوات في مصر دلوقتي.

وطبعًا الكلام مش بس عن السودان. المشروع ده جزء من خطة أكبر اسمها “الربط الكهربائي الإقليمي”، واللي هدفها ربط مصر بدول الجوار كلها — من ليبيا غربًا، للسودان جنوبًا، والسعودية شرقًا. ببساطة، مصر عايزة تبقى محور الكهرباء في الشرق الأوسط وإفريقيا.
طب إيه اللي مصر هتكسبوا فعليًا من ده؟ فيه مكاسب كتيرة جدا مصر هتحققها أولها عوائد اقتصادية ضخمة.. تخيل لما مصر تصدر كهرباء لدول محتاجة طاقة وقت الذروة — ده دخل مستمر بالعملة الصعبة.
كمان ده قوة سياسية ناعم.ة. اللي يملك الطاقة… يملك التأثير. الربط الكهربائي بيخلي مصر شريك لا غنى عنه لجيرانها، وده بيعزز مكانتها الإقليمية. بالاضافة الى ان ده بيوفر استقرار الشبكة نفسها.. لأن الربط مع السودان بيساعد على توازن الأحمال، وتقليل الفاقد، ورفع كفاءة التشغيل، لأن الكهرباء لما تتحرك في شبكة أكبر، بتكون أكثر استقرارًا وأقل عرضة للأعطال.
غير كده في نقاشات دلوقتي بين القاهرة والخرطوم عن تنفيذ مشروعات طاقة شمسية مصرية داخل السودان، خصوصًا في المناطق اللي شبكتها اتأثرت بالأحداث الأخيرة. وده معناه إن التعاون مش بس هيقف عند “سلك كهرباء” بين البلدين، لأ… ده باب مفتوح لشراكة تنموية حقيقية.
وزير الكهرباء المصري الدكتور محمود عصمت كان استقبل وزير الطاقة السوداني من أيام، واتكلموا عن تسريع وتيرة التنفيذ، وإن مصر جاهزة تقدم دعم فني وتقني عشان المشروع يخلص قبل نهاية ديسمبر 2025.
0 تعليق