الهيدروجين الأخضر في المغرب.. مسؤول: هذه 3 تحديات و"موعد مهم" (خاص) - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اقرأ في هذا المقال

  • المغرب يمتلك مقومات كبيرة لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره
  • الصعوبات التي تواجه الهيدروجين الأخضر في المغرب شائعة عالميًا
  • عدم تأمين مشتريين لإنتاج الهيدروجين الأخضر أصعب ما تواجهه المشروعات
  • مشروعات الهيدروجين في المغرب ستخرج إلى النور بعد 3 إلى 5 سنوات

باتت تطورات الهيدروجين الأخضر في المغرب محور حديث عالمي؛ لما تتمتع به المملكة من إمكانات كبيرة للتصدير، وترسيخ مكانتها بصفتها منصة دولية لطرح الرؤى وإثراء النقاشات بعدما نظمت بنجاح النسخة الخامسة للقمة العالمية للهيدروجين الأخضر "World Power-to-X Summit".

وفي هذا السياق، قال مدير معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة بالمغرب الدكتور سمير الرشيدي -خلال تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة (مقرها واشنطن)- إن قمة الهيدروجين الأخضر انعقدت خلال وقت يتزايد فيه التشكيك والتباطؤ بإعلانات المشروعات.

وأرجع هذا التباطؤ إلى التريث والعقلانية من جانب المنتجين والمطورين بعد الحماس الزائد في البداية نحو طرح مشروعات كبرى، والذي اصطدم بعقبات عديدة.

وانعقدت القمة العالمية للهيدروجين الأخضر وتطبيقاته في مدينة مراكش يومي 1 و2 أكتوبر/تشرين الأول 2025، بحضور أكثر من 1750 مشاركًا من 40 بلدًا، لتسهم في ترسيخ موقع المملكة بصفتها مركزًا إقليميًا وعالميًا بهذا المجال.

ونُظمت هذه القمة -التي شاركت فيها منصة الطاقة- تحت إشراف وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، وبشراكة مع معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة، وتجمع الهيدروجين الأخضر في المغرب، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، والوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن).

تحديات الهيدروجين الأخضر في المغرب

حدد الدكتور سمير الرشيدي 3 تحديات رئيسة تواجه تطوير الهيدروجين الأخضر في المغرب وغيره من دول المنطقة، تتمثل في الإطار القانون والتنظيمي، والتكلفة المرتفعة، وعدم جاهزية البنية التحتية للنقل.

وأوضح أن التحدي القانوني والتنظيمي يتعلق بعقود شراء الهيدروجين الأخضر ومشتقاته (offtake agreement) الرائجة حاليًا في السوق، خصوصًا بالاتحاد الأوروبي الرائد في تقنين الهيدروجين، وهو الأمر الذي لا يتماشى مع المشروعات الكبرى خارج الاتحاد الأوروبي وتنوي التصدير إليه، مثل مصر والمغرب.

وعقود الشراء هذه عبارة عن اتفاقية موقّعة بين منتج الهيدروجين والمشتري لضمان شراء كمية محددة من الهيدروجين لمدة زمنية معينة وبسعر متفق عليه مسبقًا، وهذه العقود مبنية في الغالب على أسعار ومعايير وسياسات أوروبية.

وعند تطبيقها خارج الاتحاد الأوروبي، تواجه مشكلات في التسعير، والالتزام بالمعايير، والنقل، والحوافز الحكومية؛ ما يُترجم إلى صعوبات في إيجاد مشترين.

وبالنسبة للتحدي الثاني المتعلق بالتكلفة المرتفعة؛ فقد أرجعه مدير معهد البحث في الطاقة الشمسية إلى أن الهيدروجين الأخضر لا يلقى الدعم الحكومي بأشكاله المختلفة، الذي حصلت عليه مصادر الطاقة الأخرى مثل الفحم والنفط والغاز والطاقة النووية على مدار التاريخ.

وأضاف الرشيدي أن قطاع الهيدروجين الأخضر في حاجة إلى بعض الدعم والمرونة في الإطار القانوني والتشريعي، فضلًا عن الدعم المالي، لجعل هذا القطاع الناشئ منافسًا للوقود الأحفوري، سواءً على طريق فرض ضرائب الكربون، أو تقديم علاوة سعرية لتقليل تكلفة الإنتاج.

مدير معهد البحث في الطاقة الشمسية الدكتور سمير الرشيدي يتحدث عن الهيدروجين الأخضر في المغرب
مدير معهد البحث في الطاقة الشمسية الدكتور سمير الرشيدي يتحدث عن الهيدروجين الأخضر في المغرب

وأشار مدير المعهد المغربي -في تصريحاته إلى منصة الطاقة- إلى أنه دون هذا الدعم سيواجه اقتصاد الهيدروجين صعوبات بالغة في الظهور والتُشكّل.

وأضاف، في تصريحاته على هامش قمة الهيدروجين الأخضر في المغرب، أن عدم إيجاد مشترٍ أصعب ما تخشاه المشروعات.

وأشار الرشيدي إلى أن المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن الذي يعمل على مشروع أنبوب الغاز الطبيعي المغربي النيجيري، يدرس -أيضًا- أن يصاحب هذا المشروع خط أنابيب لنقل الهيدروجين إلى أوروبا.

تكلفة الهيدروجين الأخضر في المغرب

بسؤاله عن تكلفة الهيدروجين الأخضر في المغرب، قال الرشيدي إن إعلان أي تكلفة حاليًا ستكون نظرية وغير واقعة ونابعة من برامج محاكاة.

وأضاف أن التكلفة الواقعية ستكون بعد الشروع في دراسات معمقة كما يحدث حاليًا بمشروعات المملكة التي جاءت في "عرض المغرب للهيدروجين الأخضر".

وأعلن المغرب إطلاق مشروعات في إطار "عرض المغرب للهيدروجين الأخضر"، باستثمارات إجمالية 319 مليار درهم (35 مليار دولار).

ومؤخرًا، وافقت لجنة ‏القيادة المكلفة بـ"عرض المغرب" على توقيع عقود أولية لحجز الأراضي لصالح 5 مستثمرين وطنيين ودوليين، لإنجاز 6 مشروعات في جنوب البلاد.

الدكتور سمير الرشيدي خلال كلمته في قمة الهيدروجين الأخضر
الدكتور سمير الرشيدي خلال كلمته في قمة الهيدروجين الأخضر

وأشار الرشيدي إلى أن مشروعات الهيدروجين الأخضر في المغرب تخطت مراحل الدراسات الأولية، وهناك 6 مشروعات في مرحلة ما قبل الاستثمار النهائي، والتي تتطلب إجراء دراسات متقدمة وتصميم هندسي أولي وتحديد التكاليف وغيرها.

وقال إن تكلفة دراسة المشروع الواحد تتراوح بين 10 ملايين و50 مليون يورو، وهذا يدل على ثقة المستثمرين بمشروعات المملكة، لكنه خلال الوقت نفسه هناك تريث في هذه الدراسات لمدة تتراوح بين 12 و24 شهرًا.

متى تبدأ مشروعات الهيدروجين في المغرب الإنتاج؟

يخطط المغرب لإنتاج نحو 3 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بحلول عام 2030، بالاعتماد على إمكانات الطاقة المتجددة وتحلية مياه البحر.

وفي هذا السياق أكد الرشيدي أن مشروعات الهيدروجين الأخضر في المغرب تسير بوتيرة عقلانية وواقعية وتتناسب مع ظروف قطاع الهيدروجين العالمي، وديناميكية السوق، وذلك ردًا على الانتقادات بشأن بطء تنفيذ المشروعات.

واستطرد قائلًا: "إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها ستخرج المشروعات إلى النور خلال 3 إلى 5 سنوات وليس قبل ذلك".

وأضاف أن قدرة الهيدروجين الأخضر في المغرب ستتراكم تدريجيًا من نحو 100 إلى 200 ميغاواط لتصل إلى نطاق الغيغاواط.

وأضاف أن المشروعات الكبرى ستبدأ في المناطق الجنوبية مثل العيون الساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب، نظرًا إلى توافر الأراضي، إلى جانب امتلاكها موارد شمسية وريحية كبيرة.

وأشار إلى ميزة أخرى لهذه المناطق تتمثل في توافر موارد من الشمس والرياح خلال وقت واحد، وهذا سيعزز الطاقة الإنتاجية للمحللات الكهربائية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق