أكد عالم الآثار المصري الشهير الدكتور زاهي حواس أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل حدثًا تاريخيًا استثنائيًا، ليس فقط على مستوى مصر، بل على مستوى الحضارة الإنسانية بأكملها، مشيرًا إلى أن هذا اليوم سيكون بمثابة عيد عالمي للثقافة والتراث.
وأوضح حواس أن المتحف حظي بدعاية إعلامية غير مسبوقة على مستوى المتاحف العالمية، متسائلًا: "هل حظى متحف اللوفر أو المتروبوليتان بهذا القدر من الاهتمام؟"، في إشارة إلى حجم الزخم الدولي الذي حظي به المتحف منذ الإعلان عن قرب افتتاحه.
حضور غير مسبوق لقادة وملوك العالم
وتوقع حواس أن يشهد حفل افتتاح المتحف يوم السبت المقبل، الأول من نوفمبر، حضور ما لا يقل عن 60 ملكًا ورئيسًا ورئيس حكومة من مختلف دول العالم، معتبرًا أن هذا الإقبال الكبير من القادة والزعماء يعكس المكانة الدولية المرموقة لمصر ودورها التاريخي في حفظ التراث الإنساني.
وأكد أن هذا الحدث سيعيد وضع مصر في قلب الخريطة الثقافية العالمية، كما سيشكل نقطة تحول كبرى في السياحة الدولية، إذ يتوقع أن يجذب المتحف ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم.
أكبر متحف في العالم وموقعه أسطوري
وأشار حواس إلى أن شهرة المتحف المصري الكبير ترجع إلى ثلاثة عوامل محورية، أولها أنه أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة بمساحة تبلغ 500 ألف متر مربع، متفوقًا على متحف المتروبوليتان الأمريكي بمئات الأمتار المكعبة، وثانيها موقعه الفريد على بعد خطوات من أهرامات الجيزة، حيث يتصل بها بصريًا في مشهد معماري بديع، وثالثها عرض المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون لأول مرة، والتي وصفها حواس بـ"البطل بلا منافس" في تاريخ الآثار العالمية.
من فكرة حلم إلى إنجاز حضاري عالمي
واستعاد حواس بدايات المشروع التي تعود إلى عام 2002 حين طرح الفنان فاروق حسني الفكرة بهدف إنشاء أكبر متحف للحضارة المصرية القديمة.
وأوضح أنه بصفته مديرًا لآثار الجيزة ثم أمينًا عامًا للمجلس الأعلى للآثار، نظم معارض عالمية لآثار توت عنخ آمون جمعت نحو 120 مليون دولار، استُخدمت في تطوير معامل الترميم والمخازن بأحدث التقنيات.
مكاسب اقتصادية وثقافية هائلة لمصر
وختم حواس بتأكيده أن المتحف المصري الكبير سيكون قاطرة اقتصادية وسياحية لمصر، إذ سيجذب ملايين السياح سنويًا، ويعزز من مكانة مصر كعاصمة للثقافة العالمية، مشيرًا إلى أن استثمار مليارات الدولارات في هذا المشروع رغم التحديات الاقتصادية يعكس إيمان الدولة العميق بأن الآثار ليست ماضٍ فقط، بل ثروة المستقبل.


















0 تعليق