يدخل الإغلاق الحكومي الأميركي أسبوعه الرابع، وسط تحذيرات متصاعدة من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء من تداعياته الكارثية على موسم العطلات والسفر، في وقت يستمر فيه أكثر من 60 ألف مراقب جوي وموظف في إدارة أمن النقل بالعمل دون أجر. 

ويؤكد مراقبون أن استمرار الأزمة حتى نوفمبر المقبل قد يؤدي إلى شلل واسع في المطارات، ويُفسد خطط العطلات لملايين الأميركيين الذين يستعدون للسفر خلال موسم كرة القدم الأميركية والأعياد.

فوضى محتملة وتزايد الغياب في صفوف العاملين

حذّر رئيس مجلس النواب مايك جونسون من أن المطارات الأميركية تقترب من حالة فوضى غير مسبوقة، إذ يتزايد الغياب بين العاملين في المطارات بسبب ضغوط العمل وغياب الرواتب. 

وقال جونسون: "نحن على أعتاب موسم العطلات وفي ذروة موسم السفر، وإذا استمر الوضع الحالي، فإن مئات الآلاف من الأميركيين قد يفوتون فرصة حضور مباريات كرة القدم الأميركية أو قضاء عطلاتهم مع عائلاتهم". 

وأشار إلى أن نسبة تأخير الرحلات الجوية التي تُعزى عادة إلى نقص الموظفين ارتفعت من 5% في الأوقات العادية إلى أكثر من 50% خلال الأسابيع الأخيرة.

رحلات متأخرة ومعاناة إنسانية بين موظفي النقل

كشف جونسون أن نحو 19 ألف رحلة جوية تأخرت ما بين السبت والاثنين الماضيين فقط، متوقعاً أن يتزايد المعدل مع استمرار الإغلاق، مشيراً إلى أن بعض موظفي المطارات يضطرون للعمل في وظائف إضافية مثل قيادة سيارات “أوبر” أو توصيل الطعام لتغطية نفقاتهم اليومية.

تحذيرات من تصعيد الغضب بين العاملين

من جانبه، قال وزير النقل شون دافي إنه تحدث إلى عدد من العاملين في أبراج المراقبة الجوية الذين أعربوا عن غضبهم العميق من استمرار الإغلاق الحكومي الأميركي وتأخر رواتبهم، محذراً من أن الوضع مرشح للتصعيد ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي سريع يعيد تشغيل المؤسسات الحكومية ويدعم الاستقرار في قطاع النقل الجوي الحيوي.

ويرى محللون أن استمرار  الإغلاق الحكومي الأميركي لا يهدد فقط قطاع النقل الجوي، بل يمتد أثره إلى الاقتصاد الأميركي ككل، إذ تتراجع الإنتاجية وتتأثر ثقة المستهلكين والشركات، ما قد ينعكس سلباً على النمو خلال الربع الأخير من العام. 

كما يحذر خبراء من أن تكرار سيناريو عام 2019، عندما أُجبر ترامب على إنهاء أطول إغلاق حكومي في التاريخ بعد تفاقم أزمة المطارات، قد يكون وشيكاً ما لم تتوصل الأحزاب إلى اتفاق عاجل يعيد الانضباط إلى مؤسسات الدولة.