تعيش مدينة العيون، كبرى حواضر الأقاليم الجنوبية، على إيقاع حركية غير مسبوقة استعدادا لتخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، في أجواء وطنية مفعمة بالاعتزاز والانتماء، ومواكبة لتطورات دبلوماسية متسارعة تسبق صدور القرار الأممي الجديد بشأن نزاع الصحراء المغربية، الذي يُرتقب أن يشكل محطة مفصلية نحو طيّ آخر أوراق عملية التسوية التي امتدت لعقود.
ومع اقتراب سادس نونبر القادم اكتست شوارع المدينة الرئيسية وساحاتها الكبرى حلة جديدة، فيما تتواصل الأشغال بوتيرة مرتفعة في مختلف الأحياء لتأهيل الممرات وتزيين الفضاءات العمومية بالأعلام الوطنية والمجسمات الضوئية التي تخلد روح المسيرة الخضراء.
كما جرى في هذا الصدد تعزيز الإنارة العمومية وتحديث الواجهات العمرانية، في مشهد يعكس مكانة العيون كعاصمة نموذجية للأقاليم الجنوبية ومركز إشعاع حضاري متجدد.
وتواكب هذه الدينامية الميدانية تعبئة رسمية وشعبية واسعة، إذ تسهر السلطات المحلية والمجالس المنتخبة على تنسيق الجهود لإنجاح احتفالات هذه المناسبة الوطنية الخالدة، التي تتزامن هذه السنة مع تحولات بارزة على مستوى ملف الصحراء المغربية، وسط مؤشرات قوية على تزايد دعم المجتمع الدولي لمبادرة الحكم الذاتي كخيار وحيد واقعي لتسوية النزاع الإقليمي.
ويرى متتبعون أن أجواء الاحتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء في مدينة العيون تحمل رمزية مزدوجة، تجمع بين تخليد المسيرة التي أرست دعائم الوحدة الوطنية والاحتفاء بالمكاسب السياسية والدبلوماسية التي راكمها المغرب في مسار الدفاع عن سيادته الترابية، في أفق إغلاق آخر صفحات النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وترسيخ واقع التنمية والاستقرار الذي بات عنوان المرحلة الجديدة بالأقاليم الجنوبية.
وأكد عدد من المواطنين، في تصريحات متفرقة لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن مدينة العيون تعيش هذه الأيام على وقع أجواء احتفالية استثنائية تواكب تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، مشيرين إلى أن “مظاهر الزينة التي عمت الشوارع والساحات العمومية تعكس روح الانتماء الوطني والفخر بهذه المناسبة التاريخية الغالية على قلوب جميع المغاربة”.
وأوضح المتحدثون أن الأشغال التي تعرفها مختلف أحياء المدينة من تهيئة للطرقات وتزيين للفضاءات العمومية ومنشآت الإنارة الحديثة ساهمت في إضفاء رونق جديد على المشهد الحضري، معتبرين أن “المظهر العام للعيون يعكس صورة مدينة عصرية تنبض بالحياة، ومؤهلة لاحتضان احتفالات وطنية تليق بمكانتها كعاصمة للأقاليم الجنوبية للمملكة”.
وأضاف آخرون أن هذه الدينامية التي تشهدها المدينة تترجم العناية الكبيرة التي تحظى بها الأقاليم الجنوبية في ظل السياسة التنموية المتواصلة، لافتين إلى أن “السكان يلمسون على أرض الواقع ثمار هذه المشاريع التي لا تقتصر على التجميل فقط، بل تشمل البنية التحتية والخدمات الأساسية”.
وأنهى المواطنون تصريحاتهم لهسبريس بالتأكيد على أن احتفالات هذه السنة لها رمزية خاصة، كونها تتزامن مع مستجدات سياسية ودبلوماسية مهمة تعزز الموقف المغربي في قضية الصحراء، مشددين على أن “أجواء الفرح التي تعم المدينة تعبّر عن التفاف الساكنة حول ثوابت الوطن، وتجسد وحدة المغاربة وإيمانهم بمستقبل تنموي واعد تحت راية واحدة”.














0 تعليق