شركة ناقلات النفط الكويتية تدرس استئجار مرافق تخزين في الفجيرة - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تعكس إستراتيجية شركة ناقلات النفط الكويتية (KOTC) رؤية تجمع بين متطلبات السوق العالمية، إذ تركّز أهدافها على التوسع اللازم لمواكبة الطلب مع مراعاة الاعتبارات البيئية والمناخية في الوقت ذاته.

وشرح الرئيس التنفيذي للشركة التابعة لمؤسسة البترول الكويتية (KPC)، الشيخ خالد الصباح، الخطط المستقبلية لتطوير قطاع النفط في البلاد ودوره الدولي، خاصة بعد تدشين ذراع تجارية جديدة انضمّت مؤخرًا للمؤسسة.

وقال، إن متابعة مستجدات السوق متواصلة بالتوازي مع عملية تجديد الأسطول، كما تطرَّق إلى آليات الحفاظ على معدلات التشغيل واستعدادات مواجهة التقلبات الجيوسياسية، حسب تصريحاته ضمن مقابلة تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).

وتكتسب شركة الناقلات أهمية كبرى بين أذرع المؤسسة، إذ يتولى أسطولها مهام نقل الإمدادات وتصديرها لنشرها عالميًا، وفق خطط ممنهجة ومعايير حددتها دراسة دولية.

أسطول شركة ناقلات النفط الكويتية

ينخرط أسطول شركة ناقلات النفط الكويتية في نقل الخام ومشتقاته وغاز النفط المسال؛ لذلك يخضع للتجديد والتطوير المستمر، سواء على صعيد التوسعات أو التقنيات.

وأوضح خالد الصباح أن هناك مرونة لمواكبة حجم الطلب حسب مستجدات السوق، مشيرًا إلى تبنّي الشركة برنامجًا منذ العام الماضي 2024 لتجديد الأسطول، والاستغناء عن الناقلات القديمة.

ناقلة غاز الكويت 2
ناقلة غاز الكويت 2 - الصورة من الموقع الرسمي للشركة

وتتضمن عملية التجديد دراسة تعزيز الأسطول بالسفن ثنائية المحركات العاملة بوقود الغاز المسال، وفق تفاصيل المقابلة المنشورة في مجلة إنرجي يير.

ويرى "الصباح" أن السفن المملوكة تدرّ عوائد أعلى، لكن الشركة الكويتية تفضّل الإيجار المزدوج (تأجير ناقلاتها الحالية، واستئجار سفن أخرى بأسعار أقل)، ما يعزز الأرباح.

ويأتي هذا من منطلق رؤية الرئيس التنفيذي لشركة ناقلات النفط الكويتية للاستثمارات البحرية طويلة الأجل، ومدى تأثُّرها بالتدفقات التجارية.

ويغطي الأسطول حاليًا طلبات العملاء، إذ تؤجر الشركة الكويتية 11 ناقلة لصالح مؤسسة البترول الكويتية.

وكانت شركة الناقلات قد أبرمت صفقة استحواذ ناجحة على 8 سفن عام 2020، وتوافرت بها معايير الاستدامة البيئية، إذ تضمنت:

  • ناقلة نفط واحدة كبيرة جدًا.
  • 3 ناقلات غاز كبيرة جدًا.
  • 4 ناقلات متوسطة.

وأضاف "الصباح" أن شركة ناقلات النفط الكويتية ملتزمة بإستراتيجية القطاع لعام 2040، مشيرًا إلى الاتجاه لإبرام عقود استئجار طويلة الأجل وشراء سفن من السوق، وتقييم الجدوى الاقتصادية للمشروعات المشتركة.

وأضاف أن هذا التنوع يؤكد أن بناء وحدات جديدة ليس الخيار الوحيد أمام الشركة.

الاعتبارات البيئية والاستدامة

راعت شركة ناقلات النفط الكويتية الاعتبارات البيئية والاستدامة خلال خطة تحديث أسطولها، وأعمالها الداخلية.

أولًا: استدامة الأسطول

قال الرئيس التنفيذي، إن صفقة الناقلات الـ8 لعام 2020 تضمنت معايير محددة تستهدف خفض الانبعاثات، من بينها:

  • هيكل يراعي الكفاءة.
  • محركات مطورة مزودة بتقنيات ذكية.
  • أنظمة تغير أكاسيد النيتروجين الضارة إلى صور أخرى.
خالد الصباح
خالد الصباح - الصورة من كويت تايمز

وأشار خالد الصباح إلى أن الشركة تترقب تسعيرًا مناسبًا لدمج تقنيات الوقود المزدوج، خاصة أن ناقلات الأسطول معتمَدة من المنظمة البحرية الدولية.

وتراعي الشركة تسيير الناقلات بزيت وقود منخفض الكبريت إلى ما دون 0.5%، رغم التكلفة المرتفعة والتحديات التشغيلية، انخفاضًا من نسبة كبريت 3.8% كانت مرصودة سابقًا.

وتطرَّق للاستعانة بهيئة التصنيف المختصة بالأبحاث البحرية "لويدز ريجستر" لإجراء دراسة حول انبعاثات أسطول الشركة الكويتية، والفرص المستقبلية للناقلات في ظل اللوائح التنظيمية العالمية.

وبالتوازي، حددت الدراسة خيارات التطوير من خلال خريطة طريق تستهدف إزالة الكربون، وعلى إثر هذه النتائج تبنّت شركة ناقلات النفط الكويتية خطة من 3 مراحل لتعزيز الأسطول بالسفن ذات محركات الوقود المزدوج.

ثانيًا: إنجازات داخلية

بجانب سعي الشركة لخفض انبعاثات أسطولها، اتخذت إجراءات محلية لتعزيز الاستدامة، إذ تبنّت مبادرات تركّز على المعايير البيئية والحوكمة، بالتنسيق مع مؤسسة البترول.

ومن بين هذه الإنجازات:

  • حصول مصنع لتعبئة غاز النفط المسال، تابع للشركة في "أم العيش"، على شهادة الحياد الكربوني من المنظمة الخليجية للبحث والتطوير، في سابقة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط.
  • إدراج المقرّ الرئيس للشركة في "الشويخ" بالتصنيف الذهبي للنظام العالمي لتقييم الاستدامة، لمراعاته تقليص النفايات.
  • إطلاق برنامج واسع النطاق في سابقة بين الشركات الكويتية، تضمَّن الاستثمار في محطتي طاقة شمسية بقدرة إجمالية 7 ميغاواط، داخل مصنعَي تعبئة غاز النفط المسال في أم العيش والشعيبة.

وبدأ تشغيل المحطتين في مارس/آذار الماضي، بإنتاج يصل إلى 11 غيغاواط/ساعة سنويًا (يعادل استهلاك 16 ألف برميل نفط سنويًا)، لكن اللافت للنظر أنهما يزوّدان الشبكة الوطنية بفائض من الإمدادات.

رؤية عالمية لخطط التشغيل

تملك شركة ناقلات النفط الكويتية رؤية وإستراتيجية واضحة للتشغيل، تتضمن التأهيل الداخلي والخارجي لعالمية التوسع.

وانضمت ذراع تجارية دولية جديدة لمؤسسة البترول الكويتية تحت اسم "كيه بي سي تريدنج (KPC Trading) مطلع أبريل/نيسان الماضي، ويترأّسها خالد الصباح أيضًا.

ناقلة الكوت
ناقلة الكوت - الصورة من موقع الشركة الرسمي

وتُركّز الشركة على توظيف أسطول الناقلات لتعزيز إستراتيجية الطاقة الكويتية وزيادة التسويق وإنعاش العائدات، من خلال التوسع في أنواع مختلفة من الوقود والمشتقات.

وقال خالد الصباح، أنه تجري حاليًا دراسة سبل تعزيز مكانة قطاع النفط الكويتي في السوق التنافسية، مع بحث جدوى استئجار مرافق في الفجيرة للتخزين، كاشفًا خطوات فعلية مرتقبة قبل نهاية العام، دون الإفصاح عن ملامحها.

ويأتي هذا في إطار مساعي الشركة للتمتع بصبغة تجارية لتعزيز الأرباح الدولية، خاصة بعد موجة استحواذات وإنعاش لأسطول النقل اتّبعتها شركات أخرى خلال السنوات الأخيرة.

وحدّد "الصباح" بعض الأدوات المساندة في التغلب على تحديات السوق، ومن بينها: التركيز على إنفاق رأس المال، والتحكم في التكاليف بمرونة، والتركيز على موثوقية تشغيل الأسطول.

وكشف الرئيس التنفيذي أن شركة ناقلات النفط الكويتية ستؤدي دورًا مهمًا في سلسلة صادرات الطاقة في البلاد خلال السنوات المقبلة، بما يحقق التوازن بين متطلبات السوق ومعايير الاستدامة والتقنيات.

وقال، إن هناك استعدادات للتغلب على التقلبات الجيوسياسية، تتضمن:

1) تخزين 3.2 مليون برميل نفط خام في اليابان.

2) تخزين 4 ملايين برميل في كوريا الجنوبية.

وأشار إلى أن هذه الكميات تُمثّل إمدادات إستراتيجية واحتياطيات لتلبية طلب العملاء، في حالات تصاعد الأحداث الجيوسياسية وتوقُّف النقل لأيّ أسباب محتملة، مشددًا على أن مضيق هرمز يشكّل "ممرًا حيويًا" لما يقرب من "ثلث" الإمدادات العالمية، وأن الشركة جاهزة بخطّة طوارئ، سواء على الصعيد التجاري أو بالنسبة للأسطول.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق