شهدت محطة الضبعة النووية في محافظة مطروح حدثًا بارزًا يرسّخ تقدم المشروع الوطني للطاقة السلمية في مصر، مع وصول وعاء ضغط المفاعل الخاص بالوحدة الأولى، والذي يُعد من أهم مكونات المحطة وأكثرها تعقيدًا من الناحية التقنية.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، فقد وصلت القطعة العملاقة إلى ميناء الضبعة التخصصي يوم الثلاثاء 21 أكتوبر/تشرين الأول 2025، بعد رحلة بحرية استغرقت 20 يومًا من ميناء سانت بطرسبرغ الروسي، استعدادًا لبدء أعمال التركيب خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ويزن وعاء ضغط المفاعل أكثر من 330 طنًا، وقد صُنّع في مصنع "إيغورا" التابع لمؤسسة روساتوم الروسية، بمشاركة خبراء من هيئة المحطات النووية المصرية في جميع مراحل التفتيش لضمان الالتزام الكامل بمعايير الجودة والسلامة النووية العالمية.
ويمثّل هذا الإنجاز خطوة مفصلية في مسار تنفيذ محطة الضبعة النووية، التي تُعد أول مشروع نووي من نوعه في مصر، ويُنتظر أن تبدأ أولى وحداتها العمل التجاري خلال الأعوام القليلة المقبلة، في إطار خطة الدولة لتأمين مصادر طاقة نظيفة ومستدامة.
وصول وعاء ضغط المفاعل
يشكل وصول وعاء ضغط المفاعل إلى موقع محطة الضبعة النووية محطة رئيسة في مسار تنفيذ المشروع، كونه يحتضن قلب المفاعل النووي حيث تتم التفاعلات المتحكم بها لإنتاج الطاقة.
ويتميّز بقدرته على تحمّل الضغط ودرجات الحرارة العالية، ما يجعله عنصرًا محوريًا في منظومة الأمان، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وقال رئيس هيئة المحطات النووية الدكتور المهندس شريف حلمي، إن هذه الخطوة تمثل إنجازًا جديدًا في المشروع الوطني العملاق، مشيرًا إلى أن بدء أعمال التركيب سيجري منتصف نوفمبر/تشرين الثاني المقبل ضمن جدول زمني دقيق يراعي أعلى معايير الجودة.
وأوضح أن نقل وعاء المفاعل تمّ في إطار تعاون تقني شامل بين الفرق المصرية والروسية، ما يعكس عمق الشراكة بين الجانبين في بناء محطة الضبعة النووية، التي تمثل أحد أعمدة إستراتيجية الطاقة في مصر للسنوات المقبلة.
من جانبه، وصف نائب رئيس شركة "أتوم ستروي إكسبورت، مدير مشروع الضبعة من الجانب الروسي أليكسي كونونينكو، وصول الوعاء بأنه حدث رئيس في مسار المشروع، وستشهد المرحلة المقبلة التحضير لأبرز حدث في العام، وهو تركيب الوعاء في موضعه التصميمي.
وأشار إلى أن العمل يجري بوتيرة ثابتة وبالتزام صارم بمعايير السلامة الدولية، مع استمرار التعاون المثمر بين الجانبين المصري والروسي لضمان تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية في مصر وفق الجدول المحدد.
واعتبرت مؤسسة روساتوم أن إنجاز هذه المرحلة دليل على نجاح التعاون الدولي في تنفيذ مشروعات الطاقة النووية السلمية، إذ يبرز مشروع محطة الضبعة النووية بوصفه نموذجًا للتكامل بين التكنولوجيا الروسية والإدارة المصرية.
ومع اكتمال هذه الخطوة، تقترب مصر من تحقيق هدفها التاريخي بتشغيل أول وحدة نووية لتوليد الكهرباء، ما يعزز قدرتها على تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
تطورات هندسية متسارعة
شهد مشروع محطة الضبعة النووية في 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري إنجازًا تقنيًا مهمًا تمثّل في اكتمال تركيب الهيكل الداعم (Support Ring Beam) للوحدة الأولى، وهي مرحلة حاسمة تسبق تثبيت وعاء ضغط المفاعل في موضعه النهائي.
وأوضح نائب رئيس شركة “أتوم ستروي إكسبورت” أليكسي كونونينكو أن فرق العمل نجحت في تنفيذ أحد أكثر الأعمال تعقيدًا في المشروع، مؤكدًا أن الإنجاز يمثل خطوة أساسية نحو محطة نووية حديثة وآمنة.
وأضاف أن الجهود تتجه الآن نحو التحضير للحدث الأبرز لهذا العام، وهو تركيب وعاء المفاعل في موقعه التصميمي، بالتوازي مع استمرار أعمال تجهيز أنظمة الأمان والمراقبة الخاصة بالوحدة الأولى من محطة الضبعة النووية.
بدوره، أكد الدكتور شريف حلمي أن هذا التطور يبرز التنسيق العالي بين الفرق المصرية والروسية، مشددًا على أن كل تقدم جديد في محطة الضبعة النووية يسهم في تسريع الوصول إلى التشغيل الكامل للمحطة خلال الأعوام القادمة.
وأشار إلى أن المشروع يسير ضمن الجدول الزمني المخطط له، وأن الهيكل الداعم صُمم لتحمل أوزان ثقيلة وضمان الثبات الميكانيكي أثناء تشغيل المفاعل النووي تحت أقصى الظروف.
ويبلغ قطر الهيكل أكثر من 6.7 مترًا، ويزن نحو 28.7 طنًا، وقد شارك أكثر من 50 خبيرًا في تركيبه باستخدام رافعة ضخمة بقدرة رفع تصل إلى 2000 طن، ما يعكس تعقيد العمليات داخل محطة الضبعة النووية.
وصُنِع الهيكل في مصنع “تياغماش” الروسي قبل نقله بحرًا وتجميعه في مصر، ضمن مشروع النظام الإنتاجي لشركة روساتوم (PRS)، الذي يهدف إلى رفع كفاءة البناء وضمان الالتزام بأعلى المعايير الدولية للأمان النووي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..








0 تعليق