الخارجية , عبّر الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، عن اعتزازه العميق بانتمائه إلى محافظة أسيوط، تلك المحافظة التي شهدت نشأته وبداياته التعليمية، حيث حصل فيها على شهاداته الابتدائية والإعدادية والثانوية. وأكد عبد العاطي خلال حديثه في الحلقة الأولى من بودكاست «دبلوكاست Diplocast» الذي يقدمه الإعلامي رامي رضوان، أن أسيوط ليست مجرد مسقط رأسه، بل هي المكان الذي صاغ شخصيته وزرع فيه قيم الانتماء والاعتزاز بالجذور المصرية الأصيلة.
" frameborder="0">
وأشار إلى أن أسيوط تتمتع بتاريخ عريق يمتد إلى العهد الفرعوني، موضحًا بفخر أن فيها نشأت حضارة البداري، التي سبقت حضارة الأسرات، ما يجعلها من أقدم بقاع مصر التاريخية. وأضاف أن هذه الجذور العميقة تمنح أبناءها إحساسًا قويًا بالهوية والانتماء، رغم أن المحافظة كانت لسنوات طويلة تُعد من المحافظات الفقيرة ماديًا، إلا أنها كانت – ولا تزال – غنية بأهلها الطيبين وكرمهم وأصالتهم.

وزير الخارجية يتحدث عن النهضة الحديثة في أسيوط ودعم القيادة السياسية
تحدث الوزير أيضًا عن التحول الكبير الذي شهدته المحافظة في السنوات الأخيرة، مؤكدًا أن أسيوط اليوم ليست كما كانت بالأمس. فقد أصبحت مدينة حديثة تزدهر بالمشروعات التنموية والعمرانية الجديدة، بفضل التوجيهات الواضحة من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي حرص على أن تمتد يد التطوير إلى كل ربوع مصر، لا أن تتركز في العاصمة فقط.

وأشاد عبد العاطي بما تحقق في مدينة أسيوط الجديدة من مشروعات تنموية كبيرة، معتبرًا أنها نموذج لما يمكن أن تحققه الإرادة السياسية من تغيير في وجه المحافظات. واستشهد الوزير بموقف إنساني جمعه مع قداسة البابا تواضروس الثاني خلال حفل تخريج دفعة جديدة من كلية الشرطة، حيث قال له البابا إنه زار أسيوط مؤخرًا وأُعجب بما شاهده من تطور وتحديث في مختلف أرجائها، وهو ما عكس – بحسب الوزير – حجم الجهود المبذولة لتحسين مستوى الحياة في الصعيد.

وزير الخارجية يروي ذكريات طفولته والتسامح الديني في أسيوط
ولم يخفِ عبد العاطي تأثره العميق بالروح المصرية المتسامحة التي عاشها في طفولته داخل أسيوط، إذ استعاد ذكرياته قائلاً: «عندما كنا أطفالًا، كنا نخرج من المدارس ونتوجه للعب في الكنائس، ولم يحدث يومًا أن منعنا قسيس من ذلك». وأوضح أن هذه المواقف البسيطة كانت تعبيرًا طبيعيًا عن النسيج الوطني المصري الذي يجمع أبناء الوطن دون تفرقة بين مسلم ومسيحي.
كما أشار إلى أن المدارس الابتدائية في أسيوط كانت تنظم رحلات إلى الأديرة التاريخية، مثل الدير المحرق ودير درنكة، اللذين لجأت إليهما السيدة مريم العذراء والسيد المسيح أثناء وجودهما في مصر. واعتبر أن هذه الأماكن المقدسة في قلب الصعيد تمثل رمزًا للتاريخ المشترك بين أبناء الديانتين، ودليلًا على عمق التسامح والاحترام المتبادل بين جميع المصريين.
في ختام حديثه، عبّر وزير الخارجية والهجرة عن امتنانه لتلك الجذور التي صاغت وعيه الإنساني والوطني، مؤكدًا أن أسيوط لم تكن مجرد محطة في حياته، بل كانت المدرسة الأولى التي علّمته معنى الانتماء والتعايش والمحبة، وهي القيم التي ما زال يحملها معه في كل مراحل مسيرته المهنية والدبلوماسية.











0 تعليق