بعمل جديد يحمل عنوان “خليني”، يواصل الفنان المغربي طاوسن رسم الملامح الفنية لألبومه الأول المنتظر “شكرا”، بعد النجاح اللافت الذي حققته أغنيته السابقة “دندن”.

الأغنية الجديدة التي صدرت رسميا على جميع المنصات، تمثل محطة فنية مختلفة في مسار الفنان؛ إذ تمزج بين الصدق الإنساني والجرأة الجمالية، في تجربة موسيقية وبصرية تضع طاوسن ضمن أبرز الأصوات الصاعدة في المشهد الغنائي المغربي المعاصر.

“خليني” عمل مشحون بالعاطفة، ينبض بعمق إنساني لافت، وقد اختار طاوسن أن يفتح من خلاله باب ذاته أمام المستمع، كاشفا عن مشاعر الظلم والوحدة والحنين إلى دفء الأم.

الأغنية التي تجمع بين نغمة الراي التي لطالما ميزت أسلوب طاوسن، ودفء العود المغربي الذي يضفي على اللحن أصالة وحرارة، تأتي كحوار داخلي مؤثر بين الابن ووالدته.

وانعكس الحس الإنساني العميق في الصورة البصرية المرافقة للأغنية كذلك، التي جاءت بتوقيع المخرج فريد المالكي؛ فقد صور الكليب داخل رياض مغربي في قلب الدار البيضاء باعتماد تقنية اللقطة الواحدة (One-Take)، ما يمنحه طابعا فنيا جريئا ونادرا في الساحة المغربية. ويقطع طاوسن في الفيديو رحلة رمزية من الطابق الأرضي إلى السطح، تمثل مسارا داخليا من العتمة نحو الضوء، ومن الانكسار نحو التصالح.

وتحوّل المشاهد التي تجمع بين الواقعية والخيال الأغنية إلى مساحة حلم تتقاطع فيها الرموز والأحاسيس، وكأن الكليب هو الرد الخيالي للأم على نداء ابنها.

وفي تصريح لهسبريس، قال طاوسن إن “خليني” عمل مهم جدا بالنسبة له، لأنه يواصل رسم الطريق نحو ألبومه الأول “شكرا”.

وأضاف أنه أراد من خلاله أن يحتفي بغنى الثقافة المغربية، لكن بطريقة جديدة غير متوقعة مثل حلم لا يريد أن يستيقظ منه.

وتابع بأن هذا التناقض بين عمق الكلمات والمشاعر التي تحملها الأغنية هو ما يعبر عنه تماما، موردا أنها شخصيته وأن هذا بالضبط ما يلمس جمهوره.