مع انبلاج الفجر وسكون الكون، تتنزل رحمات الله على عباده الذاكرين المستغفرين. فساعة الفجر ليست كأي ساعة، إنها مفتاح يوم جديد وباب للغفران. 

وقد قال النبي ﷺ: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: هل من مستغفر فأغفر له؟"، فما أكرمها من لحظة وما أوسعها من رحمة.

دعاء الفجر لغفران الذنوب

اللهم مع إشراقة هذا الفجر الطاهر، اغسل قلبي من كل ذنب، وبدّل سيئاتي حسنات، وامنحني قوةً على طاعتك وترك معاصيك.
اللهم اجعل هذا الصباح بدايةً بيضاء كالنور، لا يحمل ذنبًا ولا وزرًا، واغفر لي ما قدّمت وما أخّرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني.

يا واسع المغفرة، اجعلني من الذين إذا أذنبوا استغفروا، وإذا تاهوا عادوا، وإذا بُعدوا اقتربوا، وارضَ عني برضاك الذي لا سخط بعده.

فضل الاستغفار في الفجر

الاستغفار في الفجر له سرٌّ عجيب، فهو وقت تستجاب فيه الدعوات وتُمحى الخطايا. يقول تعالى: "وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ" [آل عمران: 17].

فمن داوم على الاستغفار مع طلوع الفجر، جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب.

لحظة توبة وصفاء

حين يسجد العبد في سكون الفجر، يبكي بين يدي ربه، يجد نفسه خفيفًا كريشة طُهرت من ثقل الخطايا. هي لحظة تجديد للعهد مع الله، وبداية جديدة تمحو غبار الأمس.

الذنوب وإن عظمت، فإن رحمة الله أعظم، والمغفرة وعدٌ كريم لكل من أقبل بقلب منيب.

ختام الدعاء وبشارة الغفران

اللهم اجعل فجرنا مغفرةً من كل ذنب، ونورًا يمحو ظلمة القلب، وسكينة تملأ أرواحنا.
اللهم اجعلنا من الذين تُنادي عليهم الملائكة في الفجر قائلة: قوموا مغفورًا لكم، قد بُدّلت سيئاتكم حسنات.

يا رب، افتح لنا أبواب توبتك، واغسل قلوبنا برحمتك، وامنحنا صباحًا لا يعقبه ذنب، ونورًا لا يزول.

دعاء الفجر ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو عبور صادق نحو الله، واحتضان لنوره مع بداية كل يوم. فلتجعل من فجر كل يوم موعدًا مع الغفران، وابتسامةً تبدأ من القلب إلى السماء.