
الذهب والفضة - أرشيفية
شهدت أسواق المعادن النفيسة يوم الثلاثاء موجة بيع واسعة تسببت في خسائر حادة، حيث سجل سعر الذهب أكبر تراجع يومي له منذ 12 عاماً، بينما تكبدت الفضة أكبر انخفاض لها منذ فبراير 2021.
جاء هذا التصحيح العنيف عقب صعود متواصل استمر لأسابيع ودفع بالمعادن إلى تسجيل مستويات سعرية قياسية متتالية.
انخفض سعر الذهب ليلامس 4082.03 دولار للأونصة، في حين هبطت الفضة إلى 47.89 دولار للأونصة.
العوامل الضاغطة على أسعار المعادن النفيسة
عزت التراجعات الحادة إلى مجموعة من العوامل المتزامنة التي أضعفت الطلب على الملاذات الآمنة وأثارت جني الأرباح، وتشمل:
المحادثات التجارية المواتية: تراجع نسبي في الطلب على الملاذات الآمنة مع استعداد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ لعقد اجتماع الأسبوع المقبل لتسوية الخلافات التجارية بين البلدين.
قوة الدولار الأمريكي: أدى صعود قيمة الدولار منذ بداية الأسبوع إلى زيادة تكلفة المعادن النفيسة بالنسبة لمعظم المشترين الذين يتعاملون بعملات أخرى.
إجهاد القوى الشرائية: أشارت المؤشرات الفنية، وعلى رأسها مؤشر القوة النسبية، إلى أن موجة الصعود القوية التي انطلقت في أغسطس قد بلغت مستويات "تشبُّع شرائي" مرتفعة جداً.
نهاية الشراء الموسمي: انتهى موسم الشراء الموسمي المعتاد في الهند، مما قلص الطلب الفوري.
عدم اليقين التنظيمي: استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية زاد من حالة عدم اليقين بشأن المراكز الاستثمارية.
اختبار صمود موجة الصعود
قال أولي هانسن، استراتيجي السلع في "ساكسو بنك"، إن "المتداولين بدأوا خلال الجلسات القليلة الماضية بالتردد، مع تصاعد المخاوف من حدوث تصحيح أو الدخول في مرحلة من التحرك العرضي".
وأضاف هانسن: "في فترات التصحيح يتضح مدى قوة السوق الحقيقية، وهذه المرة لن تكون مختلفة، إذ يُرجّح أن يؤدي الطلب الكامن إلى الحد من أي تراجع كبير."
غياب البيانات الرسمية يزيد من احتمالات التصحيح
تسبّب استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة في حرمان متداولي السلع من أحد أهم الأدوات التحليلية، وهو التقرير الأسبوعي الصادر عن هيئة تداول السلع الآجلة الأمريكية (CFTC)، الذي يوضح المراكز الاستثمارية لصناديق التحوط ومديري الأموال في عقود الذهب والفضة الآجلة.
وأشار هانسن إلى أن "غياب بيانات المراكز يأتي في وقت حرج، مع احتمال تراكم المراكز الشرائية المضاربية في كلا المعدنين، ما يجعلهما أكثر عرضة للتصحيح الحاد."
التقلبات وموقف المصارف المركزية
شهدت التقلبات في أسعار المعادن النفيسة ارتفاعاً حاداً في الأيام الأخيرة، حيث يسعى المتداولون إلى التحوّط ضد أي هبوط محتمل في قطاعات أخرى أو لتحقيق أرباح سريعة.
وقد تجاوز عدد عقود الخيارات المتداولة المرتبطة بأكبر صندوق مؤشرات متداول مدعوم بالذهب حاجز مليوني عقد يومي الخميس والجمعة الماضيين، متجاوزاً الرقم القياسي السابق.
ويرى خبراء "بلومبرغ إيكونوميكس"، ممثلين في المحللة تاتيانا داريا، أن: "حيازات صناديق المؤشرات من الذهب لم تصل بعد إلى المستويات القياسية التي سُجلت في فترات سابقة، وغالباً ما تمتد موجات الصعود لفترات أطول.
لكن التاريخ يُظهر أن الزخم يتلاشى في نهاية المطاف، ويتحول الشراء إلى بيع.
وإذا كشفت البيانات المتأخرة عن اقتصاد أميركي أقوى من المتوقع، قد يسجل الذهب انخفاضاً أكبر".
الخسائر المحددة للفضة
تراجعت الفضة أيضاً بعد أن شهدت ارتفاعاً مبهراً بلغ نحو 80% منذ بداية العام، مدفوعة بعوامل اقتصادية كلية مشابهة لدعم الذهب، بالإضافة إلى نقص تاريخي في بورصة لندن.
وقد تفوقت الأسعار المرجعية على عقود نيويورك الآجلة، مما دفع المتداولين إلى شحن المعدن إلى العاصمة البريطانية لتخفيف شح المعروض.
وفي ختام الجلسة، هبط سعر الذهب بنسبة 5.8% إلى 4105.30 دولار للأونصة بحلول الساعة 3:19 مساءً بتوقيت نيويورك، بينما تراجعت الفضة بنسبة 8.4% إلى 48.05 دولار للأونصة.
إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق