البابا تواضروس الثاني يوجه رسالة إلى كهنة المعادي وحلوان ومصر القديمة - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تواضروس , في إطار حرصه المستمر على الرعاية والتعليم الأبوي للكهنة، التقى قداسة البابا بكهنة إيبارشيات حلوان والمعادي ومصر القديمة، وذلك بمقر مطرانية المعادي، حيث ألقى قداسته كلمة روحية تحت عنوان “الكاهن بين الذات والاتضاع”.

وقد تناول البابا خلال اللقاء موضوعًا جوهريًا في الحياة الكهنوتية، مشيرًا إلى التحديات التي قد يواجهها الكاهن بين نوازع الذات وفضيلة الاتضاع، مؤكدًا أن الخدمة الحقيقية لا تستقيم إلا حين يضع الإنسان نفسه أمام الله في تواضع قلب وسلام داخلي.

 

البابا تواضروس

البابا تواضروس

الله يطلب القلب الكامل.. لا القلب المتكبر

استهل قداسة البابا حديثه بالتأكيد على أن الله لا ينظر إلى المظاهر أو المراكز، بل إلى القلب، قائلًا: “الله يطلب القلب الكامل، القلب النقي الذي لا تسيطر عليه الذات أو الأنا”.

وحذر قداسته من خطر الانجراف وراء الذات، التي وصفها بأنها “قد تسرق الكاهن من رسالته الأساسية، وتجعل خدمته مرتبطة برغبات شخصية أو أهداف أرضية”، مضيفًا: “الذات قد تكون عقبة أمام النعمة، فتجعل الإنسان مركزًا على نفسه بدلًا من أن يكون شاهدًا للمسيح”.

وأوضح أن الكاهن مدعو للعيش في اتضاع دائم، وأن يتذكر دائمًا أن خدمته ليست من ذاته بل عطية من الله، وقال: “الكاهن الحقيقي هو من ينسى ذاته ليُظهِر المسيح في حياته وخدمته”.

 

البابا تواضروس

البابا تواضروس

البابا تواضروس الاتضاع في حياة القديسين.. نماذج كتابية حية

ولكي يُقرّب الفكرة أكثر للحضور، استعرض قداسة البابا أمثلة كتابية رائعة للاتضاع، على رأسها شخصية يوحنا المعمدان، الذي رغم عظمة خدمته قال عن المسيح: “ينبغي أن ذاك يزيد وأني أنا أنقص”.
كما أشار إلى القديسة العذراء مريم، مثال الطاعة والاتضاع، التي قبلت إرادة الله دون تذمر قائلة: “ليكن لي كقولك”.
كذلك ذكر القديس بولس الرسول، الذي رغم عظمة إرساليته لم يتفاخر، بل قال عن نفسه: “أنا أقل الرسل، ولست أهلًا أن أُدعى رسولًا”.

وأكد قداسته أن “الاتضاع لا يعني ضعف الشخصية، بل هو قوة داخلية مستمدة من الثقة في الله والخضوع لمشيئته، وأن المتواضع يعيش بمبدأ: لتكن مشيئتك يا رب، لا مشيئتي”.

 

دعوة البابا تواضروس

دعوة-البابا-تواضروس

دعوة البابا تواضروس للتجديد الروحي في حياة الكاهن

اختتم البابا كلمته بدعوة صادقة للكهنة بأن يجددوا نيتهم أمام الله باستمرار، وأن يراجعوا قلوبهم دومًا، حتى لا يفسد الذات نقاوة خدمتهم، مشيرًا إلى أن “الاتضاع هو الحصن الذي يحفظ الكاهن من السقوط، ويمنحه نعمة في عيني الله والناس”.

كما شدد على أهمية الرجوع الدائم للإنجيل والصلاة كوسيلتين أساسيتين لحفظ النفس من الكبرياء، ولتعميق الاتكال على الله في كل خطوة من خطوات الخدمة.

ويأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة من اللقاءات الرعوية التي يعقدها البابا تواضروس مع الكهنة، في إطار متابعته الروحية الدائمة لشعب الكنيسة وخدامها، وسعيه الدائم لتعزيز روح الشركة والوحدة والعمق الروحي داخل الجسد الكنسي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق