في كشف علمي مثير للاهتمام أعلن أحد كبار أطباء الأعصاب في الهند أن العلامات الأولى للخرف قد تظهر في الساقين قبل أن تظهر في الدماغ وهو ما يغير الاعتقاد السائد حول بداية التدهور المعرفي وأوضحت الدراسات الحديثة أن ضعف القوة العضلية وبطء المشي ومشكلات التوازن قد تكون مؤشرات مبكرة على التدهور المعرفي الذي يؤدي إلى الخرف وتؤكد هذه النتائج على أهمية النشاط البدني وتمارين تقوية الساقين كوسيلة وقائية فعالة للحفاظ على صحة الدماغ والوقاية من الشيخوخة العصبية حسبما ذكر موقع تايمز ناو.

العلامات الأولى للخرف العضلات الضعيفة تهدد الذاكرة

أكد الدكتور أرون نايك المتخصص في أمراض الأعصاب بمعهد عموم الهند للعلوم الطبية أن الخرف قد يبدأ في الساقين وليس في الدماغ كما يظن الكثيرون.

وأوضح أن الخمول البدني يؤدي إلى حالة ضمور العضلات (Sarcopenia) وهي ضعف عضلات الساقين بشكل خاص مما يزيد بشكل مباشر من احتمالية حدوث خلل في وظائف الدماغ على المدى الطويل.

وأضاف الطبيب أن العضلات النشطة تلعب دورًا حيويًا في إفراز مواد كيميائية تسمى عوامل التغذية العصبية المشتقة من الدماغ (BDNF) وهذه المواد حيوية لتعزيز الروابط العصبية في منطقة الحصين المسؤولة عن الذاكرة مما يوفر حماية للدماغ من التدهور المعرفي.

توازن الجسم وقوة الساقين مفتاح حماية الدماغ

أشار طبيب الأعصاب إلى أن الساقين القويتين لا تعنيان فقط قدرة أكبر على الحركة بل تعنيان توازنًا جيدًا وثباتًا أكبر للجسم وبالتالي انخفاضًا كبيرًا في احتمالية السقوط مع التقدم في العمر.

وتعد حماية كبار السن من السقوط أمرًا بالغ الأهمية حيث أكد أن السقوط بعد سن الخامسة والستين قد يكون خطرًا ومميتًا في بعض الأحيان فالعلاقة بين قوة الساقين وثبات الجسم وصحة الدماغ علاقة وثيقة جدًا.

المشي المنتظم تمرين ذهني وجسدي

تشير الأبحاث إلى أن المشي المنتظم يعتبر أحد أفضل الوسائل للحفاظ على نشاط الدماغ فهو لا يقوي العضلات فحسب بل ينشط الدورة الدموية ويحسن تدفق الأكسجين والمغذيات الحيوية إلى الدماغ ويحفز إفراز المواد الكيميائية التي تساعد على بقاء ونمو الخلايا العصبية.

فكل خطوة أثناء المشي تتطلب تنسيقًا دقيقًا بين الفص الجبهي والمخيخ والحبل الشوكي والجهاز الحسي العميق مما يجعل المشي تمرينًا ذهنيًا وجسديًا متكاملًا يساهم أيضًا في تحسين المزاج وزيادة الإبداع وتعزيز الترابط بين شبكات الدماغ المختلفة.

إستراتيجية بسيطة للوقاية من التدهور المعرفي

ينصح الأطباء باتباع روتين يومي بسيط للمشي يساعد على تقوية العضلات وتنشيط الدماغ ومن أهم النصائح الموصى بها ممارسة المشي لمدة تتراوح بين 30 و45 دقيقة يوميًا مع أخذ فترات راحة عند الحاجة.

والدمج بين تمارين القوة لعضلات الساقين والمشي الترادفي لتمارين التوازن وحتى تجربة المشي أثناء حل الألغاز أو التفكير في مسائل ذهنية للحفاظ على نشاط الدماغ وهذا يؤكد أن الوقاية من الخرف تبدأ بخطوات بسيطة ويومية.