شهدت مدينة "قابس" جنوب تونس حالة من الذعر بعد تسجيل حالات اختناق وإغماء متكررة بين عدد من التلاميذ خلال فترة زمنية قصيرة، وسط تأكيدات بأن السبب يعود إلى تسرب غازات سامة صادرة من المجمع الكيميائي القريب من المدارس والمراكز التعليمية، وتم توثيق تلك الحوادث بالصوت والصورة، ما أثار موجة غضب واسعة في أوساط الأهالي.
الانبعاثات السامة التي غطت أجواء المدينة أعادت إلى الواجهة ملف التلوث الصناعي المزمن الذي يعاني منه سكان "قابس" منذ سنوات، إذ خرج مئات المواطنين في احتجاجات حاشدة مطالبين بإغلاق المصنع المسؤول عن معالجة الفوسفات، متهمين إياه بتلويث الهواء والبحر وإطلاق كميات ضخمة من ثاني أكسيد الكبريت والأمونيا ومواد أخرى شديدة السمية.
وأكد المتظاهرون أن استمرار هذه الانبعاثات حول "قابس" إلى منطقة غير صالحة للعيش، مشيرين إلى أن الآثار الصحية للتلوث باتت ملموسة لدى السكان، من أمراض تنفسية مزمنة وتشوهات خلقية وحتى حالات سرطان، وهو ما أيدته دراسة حديثة صادرة عن مختبر العلوم الجيولوجية والبيئة في تولوز الفرنسية، التي وصفت الوضع في المدينة بأنه كارثة بيئية صامتة.
كما عبر المحتجون عن استيائهم من تراجع الثروة السمكية التي كانت تميز سواحل "قابس"، معتبرين أن النفايات الكيميائية التي تُصرف مباشرة في البحر أدت إلى تدمير الحياة البحرية وتهديد مصدر رزق الصيادين المحليين، ويرى خبراء البيئة أن تهالك المعدات داخل المجمع الكيميائي وتجاوزها عمرها الافتراضي من أبرز الأسباب وراء زيادة التسريبات السامة، مؤكدين أن عدم صيانة المنشآت منذ سنوات جعلها قنبلة موقوتة تهدد حياة السكان يوميًا.
ويطالب أهالي "قابس" السلطات التونسية بالتدخل الفوري لإيجاد حل جذري ومستدام، سواء عبر نقل المصنع بعيدًا عن المناطق السكنية أو إغلاقه نهائيًا، مؤكدين أن الحق في بيئة نظيفة لا يقل أهمية عن الحق في الحياة.
إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق