تضع أوروبا أنظارها على كنوز المعادن في الجزائر، من أجل تأمين احتياجاتها من سلاسل الإمدادات الضرورية لصناعات تحول الطاقة في ظل التنافس وسيطرة الصين على غالبية الإنتاج العالمي حاليًا.
وفي هذا الإطار، استقبل وزير الدولة، وزير المحروقات والمناجم، محمد عرقاب، اليوم الثلاثاء 21 أكتوبر/تشرين الأول 2025، سفير الاتحاد الأوروبي لدى الجزائر، دييغو ميادو، بحضور كاتبة الدولة لدى وزير المحروقات والمناجم المكلفة بالمناجم، كريمة بكير طافر.
وبحث الجانبان -وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- واقع وآفاق التعاون الطاقي بين الجزائر وأوروبا، وسبل تعزيزه في إطار الحوار الإستراتيجي في مجال الطاقة، لاسيما في مجالي المحروقات والمناجم واستغلال المعادن في الجزائر.
وتراهن الجزائر على تطوير مجموعة من المعادن الحيوية، مثل: الزنك والفوسفات والحديد والألماس واليورانيوم والنحاس، إلى جانب العديد من المعادن الأرضية النادرة، لدفع عجلة التنمية الاقتصادية.
المعادن الإستراتيجية في الجزائر
تناولت المباحثات آفاق الاستثمار في القطاع المنجمي، واستغلال المعادن الإستراتيجية في الجزائر، وإقامة شراكات متبادلة المنفعة مع الشركات الأوروبية.
وشدّد اللقاء على ضرورة التركيز على نقل المعرفة والتكوين والتقنيات الحديثة، خاصة في مجالات البحث والاستكشاف والتحويل وتثمين الثروات المنجمية، على غرار العناصر الأرضية النادرة والمعادن الإستراتيجية في الجزائر، ضمن إطار القانون الجديد للمناجم الذي يمنح تسهيلات مهمة، ويشجع على توطين الصناعة المنجمية بالجزائر.

وأعرب السفير دييغو ميادو عن ارتياحه لمستوى الحوار الإستراتيجي القائم بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة، مؤكدًا الاهتمام المتزايد للشركات الأوروبية بالسوق الجزائرية.
وأشاد بدور الجزائر بصفتها شريك مهمًا وموثوقًا في ضمان الأمن الطاقي الأوروبي، مبديًا رغبة الاتحاد الأوروبي بتعزيز التعاون في مجالات إنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق، واستغلال المعادن الإستراتيجية في الجزائر، وتحويلها لخدمة الصناعات عمومًا والمرتبطة بالطاقة المتجددة خصوصًا.
التعاون الطاقي بين الجزائر وأوروبا
يرتكز التعاون الطاقي بين الجزائر وأوروبا على 5 محاور رئيسة، تدعم خطط التحول وتأمين الإمدادات، في إطار شراكة إستراتيجية بين الجانبين وسط تطلُّع لاستغلال المعادن الإستراتيجية.
وبرزت الجزائر لاعبًا رئيسًا في تأمين الإمدادات إلى أوروبا خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية، إذ صعدت للمركز الثاني في تأمين احتياجات دول القارة العجوز من الغاز عبر خطوط الأنابيب، بالإضافة إلى إسهامها بجزء كبير من الاحتياجات عبر ناقلات الغاز المسال.
وشكّل اللقاء فرصة لاستعراض التقدم المُحرَز في مختلف أشكال التعاون الطاقي القائم بين الجزائر وأوروبا، التي ترتكز على ما يلي:
- مجال تزويد أوروبا بالغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب أو الغاز المسال.
- تطوير الحقول لرفع القدرات الإنتاجية، إذ يشارك عدد من شركات الطاقة الأوروبية -في مقدّمتها إيني وتوتال إنرجي وبي بي- بالعديد من المشروعات.
- تعزيز التعاون في مجالات التقنيات الحديثة للحدّ من الانبعاثات وتقليص البصمة الكربونية.
- مشروعات التقاط الكربون وحماية البيئة وسط خطط الجزائر للتوقف عن حرق الغاز بحلول 2030.
- تطوير الهيدروجين في إطار مشروع الممر الجنوبي (Corridor Sud H₂) الذي يربط الجزائر بأوروبا عبر إيطاليا وألمانيا والنمسا، بهدف تصدير الهيدروجين مستقبلًا.

وأكد وزير الطاقة الجزائري أن بلاده تدعو الشركات الأوروبية إلى تعزيز حضورها في السوق الوطنية، من خلال الاستثمار في مجالَي المحروقات والمناجم.
وأشار إلى أن الجزائر عملت على تهيئة مناخ استثماري محفّز وجاذب بفضل الإصلاحات القانونية والتنظيمية الجديدة في مجالَي الاستثمار والمحروقات، التي توفر إطارًا أكثر مرونة وشفافية لتسهيل الشراكات ومرافقة المستثمرين الأجانب.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
0 تعليق