ضوء أخضر أميركي لعزل حماس.. غزة بين التهدئة والانفجار - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يدخل اتفاق غزة مرحلة دقيقة تزداد فيها احتمالات الانفجار، بعد سلسلة من التطورات الميدانية والسياسية التي تهدد بنسف التفاهمات الهشة بين إسرائيل وحركة حماس، في ظل ما يوصف بـ"الضوء الأخضر الأميركي" لتحركات تل أبيب الأخيرة داخل القطاع.

توتر متصاعد واتهامات متبادلة

منذ بدء تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، تصاعدت الاتهامات بين الطرفين بشأن خروقات متكررة. 
فبينما تتحدث إسرائيل عن إخفاق حماس في إعادة جثامين الرهائن والالتزام الكامل ببنود الهدنة، تنفي الحركة هذه الادعاءات، مؤكدة التزامها الكامل بما تم التوصل إليه بوساطة إقليمية ودولية.
ومع استمرار الغارات الإسرائيلية المحدودة، تقول مصادر ميدانية إن الأوضاع الإنسانية تتدهور مجددًا في ظل تأخر دخول المساعدات، ما ينذر بانفجار وشيك إذا لم يتم احتواء الموقف سريعًا.

واشنطن بين التهديد والاحتواء

دخلت الولايات المتحدة على خط الأزمة بخطاب مزدوج يحمل في طياته التهديد والدعم في آن واحد. 
فقد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بلاده "لن تتردد في نزع سلاح حماس" إذا لم تفعل الحركة ذلك بنفسها، في تصريح اعتبرته أوساط سياسية بمثابة تفويض ضمني لإسرائيل لتصعيد عملياتها.
في المقابل، نقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين في الإدارة أن واشنطن "تتفهم" الضربات الأخيرة باعتبارها تهدف إلى "عزل حماس" ميدانيًا وسياسيًا، لا إلى استئناف الحرب الشاملة، ما يعكس توجهًا أميركيًا لتقليص نفوذ الحركة دون كسر اتفاق الهدنة كليًا.

إسرائيل لا تلتزم ببنود الاتفاق

يرى أستاذ العلوم السياسية حسام الدجني، أن جوهر الأزمة يتمثل في إخلال إسرائيل بالتزاماتها، خصوصًا ما يتعلق بفتح معبر رفح وإدخال المساعدات الإنسانية اليومية، التي يفترض أن تصل إلى نحو 600 شاحنة. 


كما أشار إلى تأخير الإفراج عن الأسرى وتسليم جثامين الضحايا، وهو ما يثير غضب الشارع الفلسطيني ويضع حماس في موقف الدفاع.
وأكد الدجني أن إسرائيل تجاهلت أيضًا الوثيقة التفسيرية المرافقة للاتفاق، وسجلت عشرات الانتهاكات، في حين قد تكون بعض الخروقات الميدانية ناتجة عن "مجموعات منفلتة" أو "طابور خامس" يسعى عمدًا لإفشال التفاهمات ومنح إسرائيل ذريعة للتصعيد.

المرحلة الثانية ونزع السلاح

شدد الدجني على أن الحديث الإسرائيلي والأميركي عن "نزع سلاح حماس" في هذا التوقيت يعد خروجًا عن مضمون المرحلة الحالية من الاتفاق، إذ لم يُدرج هذا البند ضمن جدول المرحلة الأولى، بل جرى تأجيله إلى مرحلة تفاوضية لاحقة. وبالتالي فإن استخدامه ذريعة للتصعيد يجعل الإجراءات الإسرائيلية تفتقر إلى الغطاء القانوني والسياسي.

غزة بين الانفجار والتهدئة المشروطة


وسط هذه المعادلة المعقدة، تبدو غزة عالقة بين خيارين متناقضين: إما المضي في مسار تهدئة هشة رهن التزام الأطراف كافة ببنود الاتفاق، أو الانزلاق إلى جولة جديدة من المواجهة قد تكون أكثر عنفًا واتساعًا. وبين التهديدات الأميركية والضربات الإسرائيلية، تبقى حياة المدنيين في القطاع هي الخاسر الأكبر في معادلة السياسة والسلاح.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق