يُعرف تلوث الهواء بتأثيره الضار على الجهاز التنفسي والقلب، لكن دراسة علمية حديثة كشفت أن آثاره تمتد إلى العينين أيضاً، خصوصاً لدى الأطفال في مرحلة التعليم الابتدائي، حيث تكون أعينهم في مرحلة النمو والتطور الحساس.

تلوث الهواء وتأثيره على عيون الأطفال

تشير نتائج الدراسة إلى أن التعرض المستمر للهواء الملوث قد يؤدي إلى تغيّرات في شكل العين لدى الأطفال، ما يرفع من خطر الإصابة بـ قِصر النظر، وهي الحالة التي تجعل رؤية الأشياء البعيدة ضبابية.
وأوضحت الدراسة أن عنصرين رئيسيين في الهواء الملوث — ثاني أكسيد النيتروجين (NO₂) والجسيمات الدقيقة (PM2.5) — هما الأكثر ضرراً على صحة العيون.

كما تبين أن تلوث الهواء لا يسبب فقط إجهاداً والتهاباً في العينين، بل يقلل أيضاً من التعرض لأشعة الشمس الضرورية لنمو العين السليم. فقلة الضوء الطبيعي قد تحفّز تغيرات كيميائية داخل العين تؤدي إلى تغيير شكلها التدريجي، مما يساهم في الإصابة بقصر النظر.

البيئة أم الوراثة؟

رغم أن العوامل الوراثية ونمط الحياة مثل كثرة استخدام الشاشات تؤثر على النظر، إلا أن العوامل البيئية - وعلى رأسها جودة الهواء - تلعب دوراً محورياً في تطور بصر الأطفال.
وقد لاحظ الباحثون أن الأطفال الذين يعيشون في مناطق ذات هواء نقي يتمتعون برؤية أفضل مقارنة بغيرهم، حتى بعد احتساب تأثير العوامل الأخرى.
كما أظهرت الدراسة أن طلاب المرحلة الابتدائية أكثر حساسية لتلوث الهواء من الأكبر سناً، وأن تحسين جودة الهواء في بيئتهم اليومية يُسهم بشكل واضح في تعزيز حدة البصر لديهم.

أما الأطفال الأكبر سناً أو المصابون بقصر نظر متقدم فكان تأثير التلوث عليهم أقل نسبياً، إذ أصبحت العوامل الوراثية هي الأكثر تأثيراً في حالتهم، ما يشير إلى أهمية التدخل المبكر للحفاظ على صحة العين قبل تفاقم المشكلة.

نصائح لحماية بصر طفلك في بيئة ملوثة

رغم صعوبة التحكم في جودة الهواء الخارجي، يمكن اتخاذ إجراءات فعّالة داخل المنزل للحد من تأثير التلوث:

استخدام أجهزة تنقية الهواء المزودة بفلاتر متطورة.

زراعة النباتات الطبيعية داخل المنزل، فهي تساعد في تنقية الهواء وزيادة الرطوبة.

تهوية الغرف بانتظام، خصوصاً في ساعات الصباح الباكر عندما تكون جودة الهواء أفضل.

تشجيع الطفل على قضاء وقت في الخارج في أماكن مفتوحة ونظيفة بعيداً عن الطرق المزدحمة.