قال مدير عام تسويق النفط والغاز بوزارة الطاقة والمعادن بسلطنة عمان سابقا، علي الريامي إن سوق النفط العالمي يمر حاليًا بحالة من التقلب الحاد والتذبذب في الأسعار، نتيجة لعوامل متعددة تتراوح بين التخمة في المعروض، وغياب الشفافية بشأن مستويات المخزون الاستراتيجي في الصين، إلى جانب التطورات الجيوسياسية الأخيرة، وعلى رأسها الاتصال المطول بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وأوضح الريامي في مداخلة مع العربية بيزنيس، أن التراجع في أسعار النفط خلال الفترة الأخيرة يعود إلى عاملين رئيسيين: زيادة المعروض في السوق، ووجود مئات آلاف البراميل العائمة على ظهر الناقلات في عرض البحر بانتظار التوجيه، وانحسار العلاوة الجيوسياسية بعد الاتصال الذي استمر ساعتين بين ترامب وبوتين، والذي يُعتقد أنه يمهّد لاجتماع مباشر محتمل خلال الأسابيع المقبلة في بودابست، ما قد يفتح الباب أمام اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وأشار الريامي إلى أن الصين لا تزال لاعبًا محوريًا في السوق، حيث تستورد كميات كبيرة من النفط الروسي والإيراني، مدفوعة بالخصومات السعرية (الديسكاونت) رغم الضبابية حول مستوى تشبّع مخزوناتها، مضيفًا: "السؤال الدائم هو: إلى متى ستواصل الصين هذا الشراء بشغف؟ لا أحد يعلم على وجه الدقة، لأن حجم المخزونات غير معروف".
هل تتجه السوق إلى فقاعة عرض؟
وحذر الريامي من أن استمرار تدفق النفط إلى السوق دون قابلية شرائية كافية من كبار المستوردين، قد يؤدي إلى ضغط إضافي على الأسعار، خاصة مع استمرار المصافي الخاصة في الهند والصين في شراء النفط الروسي بالرغم من التقارير التي تشير إلى خفض مشتريات نيودلهي بنسبة 50%، واصفًا ذلك بأنه "على الورق فقط، أما فعليًا فالمصافي لا تزال تشتري".
ترامب والأسعار: المفارقة المستمرة
في رده على سؤال حول موقف ترامب من أسعار النفط، قال الريامي إن هناك تناقضًا واضحًا في سياسات ترامب منذ ولايته الأولى، إذ يسعى إلى خفض أسعار الوقود للمستهلكين، لكنه في الوقت نفسه يرفع شعار "دريل بيبي دريل" لدعم إنتاج النفط الصخري الأمريكي، الذي لا يمكن أن يستمر دون أسعار تتجاوز 60 إلى 65 دولارًا للبرميل.
وأوضح أن بعض التقديرات، مثل تلك الصادرة عن "سيتي جروب"، تشير إلى أن أسعار النفط دون 50 دولارًا تهدد جدوى إنتاج النفط الصخري تمامًا.
وأضاف: "الأساس هو أن ترامب يريد خفض الأسعار، لكن السوق الأمريكي لا يتحمل هذا الانخفاض. يبقى السؤال الأهم: هل ستواصل أوبك+ ضخ المزيد من الإمدادات رغم الأسعار الحالية؟ هذا ما سنعرفه في الاجتماعات القادمة".
واختتم الريامي بالقول إن أي مؤشرات على لقاءات في البيت الأبيض مع رؤساء شركات نفطية كبرى ستكون بمثابة إشارة قوية لتغيير محتمل في السياسات النفطية الأمريكية.
إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق