أكد اللواء عصام عبد الحليم، أحد أبطال حرب أكتوبر ومستشار معهد المهندسين العسكريين، أن سلاح المهندسين مثّل ركيزة النصر في السادس من أكتوبر، ليس فقط في ميدان القتال، بل في إعداد الدولة المصرية بالكامل للحرب، موضحًا أن المهندسين العسكريين قاموا بدور متكامل بدأ قبل الحرب بسنوات طويلة من التخطيط والبناء والتجهيز.
اختيار توقيت الحرب لم يكن مصادفة
وقال اللواء عصام عبد الحليم، أحد أبطال حرب أكتوبر ومستشار معهد المهندسين العسكريين، خلال لقائه ببرنامج “أهل مصر” على قناة أزهري، إن المهندسين العسكريين وضعوا شبكة التحصينات والدفاعات من الإسكندرية إلى أسوان، لتأمين المنشآت الحيوية، ومحطات المياه والكهرباء، وخطوط السكك الحديدية، والكباري الرئيسية، مشيرًا إلى أن ما أُنجز قبل الحرب كان بمثابة “تهيئة وطن للعبور”.
القوات الهندسية شاركت في بناء حائط الصواريخ ومواقع الدفاع الجوي بالتعاون مع الشركات المدنية
وأوضح اللواء عصام عبد الحليم، أحد أبطال حرب أكتوبر ومستشار معهد المهندسين العسكريين، أن القوات الهندسية شاركت في بناء حائط الصواريخ ومواقع الدفاع الجوي بالتعاون مع الشركات المدنية، مثل المقاولون العرب، مشيرًا إلى أنه كان من بين المشاركين في تلك الأعمال عندما كان برتبة ملازم أول، وأنها كانت من الأسباب التي أجبرت إسرائيل على قبول مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار قبل الحرب.
وأشار إلى أن فكرة استخدام خراطيم المياه لفتح الساتر الترابي في قناة السويس كانت إحدى علامات الإبداع المصري الخالص، مستلهمة من تجربة السد العالي، واصفًا تلك اللحظة بأنها “ذروة التفكير المصري الذكي” في الحرب الحديثة.
سلاح المهندسين كان العمود الفقري لنصر أكتوبر
روى اللواء عصام عبد الحليم، أحد أبطال سلاح المهندسين في حرب أكتوبر المجيدة، مستشار المهندسين العسكريين، تفاصيل مؤثرة من تجربته في معركة العبور، مؤكدًا أن لحظة بدء الحرب في الساعة الثانية ظهر السادس من أكتوبر كانت لحظة امتزج فيها العلم بالإيمان، والمهارة بالشجاعة، والعسكرية بروح الشعب المصري.
وأوضح اللواء عبد الحليم، خلال لقائه ببرنامج “أهل مصر” على قناة أزهري، أن اختيار توقيت الحرب لم يكن مصادفة، بل كان قرارًا عبقريًا يحمي وسائل العبور من الغارات الجوية الإسرائيلية التي كانت تتوقف مع غروب الشمس، وهو ما أتاح حماية الكباري والمعديات أثناء عبور القوات المصرية إلى الضفة الشرقية.
وأكد أن الجندي المصري كان يقاتل بإيمان وسكينة لا توصف، حتى إن الجنود كانوا يضحكون أثناء الغارات، وكأنهم في مدينة ملاهي، لأنهم شعروا أن الله معهم وأن النصر قريب. وأضاف: “ما شاهدته لم يكن جيشًا فقط، بل شعبًا كاملاً يرتدي الزي العسكري”.
وتحدث اللواء عبد الحليم بإعجاب عن الشهيد اللواء أحمد حمدي، الذي كان مثالاً للقائد المتواضع الذي يتعلم من رجاله قبل أن يأمرهم، مشيرًا إلى أنه لقّنه درسًا لا يُنسى حين قال له وهو يقف بجانبه في أحد المعابر: “أنا واقف عشان أتعلم”.
وتابع :"حرب أكتوبر لم تكن معركة عبور قناة، بل عبور أمة بأكملها من الانكسار إلى العزة، ومن الهزيمة إلى الوعي بأن قوة مصر في وحدتها وشعبها.”
0 تعليق