توقعات سعر الذهب 2025

حذر الخبير الاقتصادي، محمد صلاح، من أن الإقبال الكبير من الأفراد على شراء الذهب في الوقت الحالي، وسط مستويات سعرية قياسية، قد يحمل في طياته مخاطر تكرار سيناريوهات "فقاعة الذهب" التي حدثت في العقد الماضي، حيث أعقب الارتفاعات القوية هبوط حاد، استغرق سنوات للتعافي.

وقال صلاح، في مداخلة مع قناة العربية بيزنيس، إن الذهب شهد سابقًا موجات ارتفاع مشابهة، مثل ما حدث في الثمانينيات عندما قفز من 200 إلى 800 دولار للأوقية، قبل أن يتراجع بأكثر من 50% ويظل لسنوات دون استعادة هذه القمم، لكنه أكد أن الوضع هذه المرة يختلف جذريًا.

" title="YouTube video player" frameborder="0">

وأوضح أن المحرك الأساسي للارتفاعات الحالية هو مشتريات البنوك المركزية حول العالم، والتي تستمر في شراء الذهب حتى مع ارتفاع أسعاره، مشيرًا إلى وجود تدفقات نقدية تاريخية نحو صناديق الذهب (ETFs) على مدى الأشهر العشرة الأخيرة، وهي الأكبر منذ جائحة كورونا.

وأشار إلى أن السوق يتأثر كذلك بـ: التوقعات بخفض الفائدة الأمريكية مرتين خلال العام، الضبابية الاقتصادية الناتجة عن غياب البيانات الرسمية من الولايات المتحدة/ أزمة الإغلاق الحكومي الأمريكي، عودة الحديث عن التعريفات الجمركية مع الصين، ما يعزز المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية.

وأكد صلاح أن الذهب لم يعد يستجيب للتحليلات الفنية التقليدية، حيث تخطى مؤشر القوة النسبية (RSI) حاجز 90%، وهو مستوى نادرًا ما يُرى، ويعكس تشبعًا شرائيًا كبيرًا. وأضاف: "رغم احتمالية حدوث جني أرباح – كما شهدنا بالفعل تراجعًا بنحو 100 دولار يوم الجمعة – إلا أن الهبوط الحاد أو فقدان نصف المكاسب، كما حدث تاريخيًا، غير مرجح في ظل المعطيات الحالية".

وعن التوقعات المتفائلة التي تشير إلى إمكانية وصول الذهب إلى 5000 أو حتى 10000 دولار للأوقية، قال صلاح إن هذه الأرقام غير مرجحة خلال 2025، نظرًا للارتفاع السريع الذي شهده الذهب في فترة قصيرة، إذ ارتفع بنحو 600 دولار خلال 30 يومًا دون تصحيحات تُذكر.

وأوضح: "التحليل الفني يشير عادة إلى ضرورة تصحيح 50% من المكاسب، لذلك قد نشهد تراجعًا مؤقتًا في حال حدوث تقدم في ملف الإغلاق الحكومي الأمريكي، أو ظهور بوادر تهدئة تجارية مع الصين".

واختتم صلاح بالقول إن مستوى 4500 دولار للأوقية قبل نهاية العام قد يكون رقمًا واقعيًا في حال استمرار التوترات الجيوسياسية والضبابية الاقتصادية، لكنه حذر من التسرع في التوقعات المفرطة بالتفاؤل، خاصة في ظل حساسية السوق تجاه أي تغيرات مفاجئة في السياسة النقدية الأمريكية.