باتت التقنيات الحديثة -مثل: احتجاز الكربون وتخزينه، والذكاء الاصطناعي- داعمة لقطاعات الطاقة في بلدان مختلفة، ومن بينها البحرين.
وتعدّ هذه التقنيات مهمة لتمهيد تحول قطاع الطاقة، ومحاولة خفض انبعاثات النفط والغاز بعد إقرار غالبية دول الخليج بضرورة استمرار الإنتاج.
وتعمل شركة إس إل بي الأميركية (شلمبرجيه سابقًا) على توظيف التقنيات الحديثة بقطاع النفط والغاز في البحرين، حسب تفاصيل مقابلة تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتطرقت المديرة القطرية للشركة في الدولة الخليجية "سمية آل رضي" إلى خطة تفصيلية حول تطبيق التقنيتين، بالتعاون مع شركة بابكو (Bapco) البحرينية.
احتجاز الكربون في البحرين
تتوسع تقنيات احتجاز الكربون في البحرين بصورة تدريجية، في إطار مساعي خفض انبعاثات الميثان، وفق مقابلة "سمية آل رضي" مع مجلة إنرجي يير.
وما تزال خطة تطبيق التقنية في مراحلها البحثية الأولى، وتخضع للدراسة المتأنية، نظرًا للتحديات التي تزيد من تعقيداتها مثل الكثافة السكانية.
وتدور التقديرات الأولية حول احتجاز ثاني أكسيد الكربون وسيناريوهات تخزينه بصورة آمنة، من خلال حقنه في بعض المكامن، مثل التكوين الجيولوجي الذي يُطلَق عليه (مكمن الخُف Khuff) المنتج للغاز منذ ما يزيد عن 70 عامًا.

ويشهد هذا المكمن حاليًا تراجعًا في مستويات الإنتاج، بعد انخفاض ضغط الغاز وانتشار الشقوق والتصدعات به.
وتشكّل هذه الأعراض العمرية تحديات لخطة احتجاز الكربون في البحرين، إذ تتطلب التقنية اختيار تكوين جيولوجي آمن يمنع تسرّب الإمدادات بعد حقنها وتخزينها، بما يوافق المعايير الجغرافية والسكنية للبلاد.
وبحسب "سمية آل رضي"، هناك دراسة لمواقع تخزين برّية وبحريّة تراعي الاعتبارات الاقتصادية واللوجستية للتخزين البحري والمعدّات والمرافق المطلوبة، وكيفية النقل.
دمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي
تتبنّى شركة "إس إل بي" مبادرة قوية مع شركة بابكو البحرينية، إذ تسعى لتعزيز خدمات الحقول وقطاع النفط والغاز بتقنيات الذكاء الاصطناعي والرقمنة.
ويشمل ذلك:
- مبادرة لتحفيز المكامن وفق معدل الطلب عن طريق نشر "منصة سحابية" لنمذجة المكامن واقتراح العمليات الهندسية المطلوبة لزيادة الإنتاج، مثل التكسير أو حفر آبار جديدة.
وبتطبيق هذه التقنية يمكن إتمام عملية التحفيز خلال يوم واحد فقط، بدلًا من استغراقها مدة تتراوح بين 6 أشهر وعام في حالة اتّباع الطرق التقليدية.
- تطوير الأصول على السطح بتقنيات الذكاء الاصطناعي، من خلال أدوات تساعد في تعزيز خطوط النقل القديمة والمتهالكة بأجهزة استشعار، للإنذار المبكر حول التسريبات وتقليص الخسائر.
وتعتمد شركة "إس إل بي" في هذا الشأن على أجهزة ومعدّات أميركية الصنع، ما يدعم أهداف زيادة الإنتاج وتعزيز كفاءة الغاز المصاحب.
ولا يقف الأمر عند ذلك، إذ تعكف الشركة الأميركية -التي يمتدّ عمر عملها في البحرين لما يقارب القرن- على "رقمنة" المعلومات المرصودة لسنوات، وتشكيل غرفة بيانات شاملة خاصة بها.
وتتيح هذه البيانات: عمليات التنبؤ والتوقعات، واتخاذ القرارات بشأن المكامن، وطرح نماذج لمحاكاة خطط الإنتاج وتطويرها.
وقالت "آل رضي"، إنه رغم صعوبة هذه الخطوة، فإنها تشكّل ضرورة بالنسبة للدولة الخليجية.
وشددت في الوقت ذاته على أن الذكاء الاصطناعي والرقمنة لا يعنيان الاستغناء عن الوظائف البشرية في البحرين، إذ يكمن دور الشركة في توظيف هذه التقنيات لصالح دعم اتخاذ القرارات، وليس التغاضي عن الخبرات الضرورية.
وأضافت أن الدمج بين التقنيات الذكية والخبرات البشرية يصبّ في صالح قطاع الطاقة البحريني.

مبادرات أخرى
وقّعت الشركتان الأميركية والبحرينية اتفاقيتي "عدم إعلان" حول تفاصيل مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه، والميثان، لكن "سمية آل رضي" كشفت بعض تفاصيل هذا التوسع.
وأوضحت أن الحلول المطروحة تتوافق مع خطط المنامة للانضمام إلى البرنامج الدولي لشراكة النفط والغاز والميثان، إذ تساعد برامج الشركة الأميركية حول الحلول المتكاملة في قياس كمية الانبعاثات وتقليص تسربها.
كما تتطرق حلول "إس إل بي" إلى الاستفادة من الغاز المصاحب بدلًا من حرقه، منعًا لإطلاق الميثان، وتقديم حلول بديلة مثل: إعادة حقن الانبعاثات.
وتتشارك الشركة مع "بابكو" خططًا لإعادة تدوير المياه المستعملة، ويتوافق هذا مع أهداف تطوير "حقل البحرين" أحد أقدم الحقول في المنطقة، والحفاظ على مستويات إنتاجه.
وأشارت "آل رضي" إلى أن شركة "إس إل بي" تسعى -من خلال تقنياتها- لمواكبة الأهداف العالمية الداعمة للاستدامة وتحقيق الحياد الكربوني، عبر نشر تقنيات احتجاز الكربون وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والرقمنة.
وفي الوقت ذاته، أوضحت أن أهداف الشركة تلتقي مع خطط البحرين، بالتركيز على اقتصاد منخفض الكربون يراعي التغلب على التغيرات المناخية.
وبدأت الشركة بتطبيق ذلك في فرعها بالدولة الخليجية، مثل: تعزيز مركز الشركة في العوالي بتركيب ألواح شمسية، وتحويل أسطول سياراتها إلى "هجين".

من هي سمية آل رضي؟
تعدّ "سمية آل رضي" أول عربية تتقلد منصب المديرة القطرية لشركة طاقة عالمية، مثل شركة "إس إل بي" أو شلمبرجيه، بجانب ترؤُّسها جمعية مهندسي البترول العالمية في البحرين.
وشرعت "آل رضي" في عملها مع الشركة الأميركية عام 2005، إذ تخصصت دراستها في الجانب الجيولوجي وطبقات وعلوم الأرض، وكانت البداية من حقول النفط الكويتية، كما شاركت في تطوير الحقول البحرية الإماراتية وعمليات الحفر.
وامتدّت خبرات المسؤولة في الشركة الأميركية من الكويت والإمارات إلى قطر، وتعاونت مع شركة أرامكو في السعودية، إلى أن تقلدت منصب مسؤولة "إس إل بي" الأميركية في البحرين.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
0 تعليق