الإيرانيون في عزلة نتيجة توسيع نطاق حجب الإنترنت منذ حرب يونيو - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

منذ حربها القصيرة مع إسرائيل في يونيو الماضي، قامت إيران بخنق حركة الإنترنت وتعطيل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، مما جعل المهام اليومية عبر الإنترنت صعبة وأثار مخاوف الإيرانيين من زيادة المراقبة.

طوال فترة حربها التي استمرت 12 يوما مع إسرائيل في يونيو، فرضت إيران حظرا شبه كامل على الإنترنت على شعبها وتعطيل نظام تحديد المواقع العالمي GPS، قائلة إنه كان إجراء أمنيا ضروريا لوقف الاختراقات الإسرائيلية، مما جعل أداء المهام اليومية عبر الإنترنت صعبة.

 

ورغم أن السلطات رفعت الحظر من الناحية الفنية منذ ذلك الحين، فإن نشطاء الإنترنت ورواد الأعمال في مجال التكنولوجيا ومراقبي حقوق الإنسان يؤكدون أن الخناق الذي فرضته الحرب على شبكة الإنترنت لا يزال قائما، مماجعل العديد من الإيرانيين في حالة انقطاع عن التكنولوجيا.

عزلة إيرانية

ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، الجمعة، فقد أكد خبرا الحقوق الرقمية أن سرعات الإنترنت قد تباطأت، وانخفضت حركة المرور على الإنترنت، وتعرضت خدمات تحديد المواقع الجغرافية (GPS) للتشويش، كما جُرِّم استخدام أدوات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية ، مثل ستارلينك، التي قد تسمح للمستخدمين بتجاوز هذه الحجب.

كما أدى الإغلاق الجزئي إلى صعوبة تواصل الإيرانيين مع بعضهم البعض ومع العالم الخارجي، ومما زاد من عزلة إيران الدولية، إعادة فرض الأمم المتحدة مؤخرًا عقوبات على برنامجها النووي.

 

وكان لقيود الإنترنت آثارٌ عميقة على الإيرانيين العاديين. منذ الحرب، أصبحت المهام البسيطة، مثل البحث عن الاتجاهات، أو طلب سيارة أجرة، أو دفع ثمن البقالة عبر الإنترنت، بمثابة متاعبَ طويلة.

تعطيل  GPS

وقال رجل أعمال- 71 عاماً :"كنت أسير في دوائر"، وذلك عندما تتبع اتجاهات هاتفه عبر الإنترنت لدى محاولة العثور على منزل صديق له في مدينة كرج، مضيفًا أنه لم يكن وحيدًا في هذا الإحباط، "الجميع يضلون الطريق".

وذكر مقال نُشر في يونيو في وكالة أنباء تسنيم، التابعة للحرس الثوري الإيراني، ذكر أن "قيود الإنترنت ضرورية في زمن الحرب للدفاع ضد العدو".

رّ وزير الإعلام، ستار هاشمي، علنًا بوجود تشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، قائلاً إنه كان يهدف إلى منع إسرائيل من إطلاق طائرات مسيرة في إيران، كما أبلغت السلطات وسائل الإعلام الرسمية أن ضوابط الإنترنت ضرورية لمنع انتشار التضليل الإسرائيلي والهجمات الإلكترونية .

قال أمير رشيدي، مدير الحقوق الرقمية والأمن في مجموعة ميان، وهي منظمة حقوقية مقرها الولايات المتحدة تُعنى بالشرق الأوسط، إن تضييق الخناق على الإنترنت سيكون له تأثير محدود على الاستخبارات الإسرائيلية، مضيفا أن إيران مُخترقة بالفعل بعمق من قِبل عملاء إسرائيليين .

وقد أظهرت إسرائيل مدى كفاءتها الاستخباراتية في التعامل مع إيران خلال الحرب القصيرة التي اندلعت في يونيو، عندما قتلت الغارات الإسرائيلية سلسلة من كبار الجنرالات والعلماء النوويين في منازلهم، وأسقط أنظمة الدفاع الجوي، وأجبر المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي على الاختباء.

فرضت الجمهورية الإسلامية رقابة جزئية على الإنترنت منذ عام 2005، حيث حُجبت مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام في جميع أنحاء البلاد. كما قطعت الوصول إلى الإنترنت مؤقتًا في أجزاء من البلاد سابقًا، ردًا على احتجاجات واسعة النطاق مناهضة للحكومة.

بعد الهجوم الإسرائيلي على المواقع النووية والعسكرية الإيرانية في يونيو، حجبت السلطات الإيرانية الوصول العام إلى المواقع الإلكترونية ومنصات التراسل، باستثناء الشبكات الحكومية أو المعتمدة. كما حجبت المكالمات عبر الإنترنت، بالإضافة إلى المكالمات الهاتفية الدولية والرسائل النصية، مما جعل تواصل الإيرانيين مع أحبائهم في الخارج شبه مستحيل.

وقال نشطاء الحقوق الرقمية إن الإغلاق الأخير كان واسع النطاق ومفتوحًا على ما يبدو، ويشير إلى حذر متزايد بين المسؤولين الإيرانيين منذ الحرب بشأن السماح بالوصول المفتوح إلى الإنترنت.

بعد انتهاء القتال في يونيو، اتضح أن إسرائيل استخدمت الهواتف المحمولة وأدوات الإنترنت لتتبع الحراس الشخصيين لقادة إيران وعلمائها النوويين، ويجادل ناشطو الإنترنت داخل إيران وخارجها بأن السلطات تستغل هذه المخاوف الأمنية لكبح الحريات الاجتماعية والسياسية النسبية التي يوفرها الإنترنت، لا سيما كوسيلة لانتقاد الحكومة.

ويشير المحللون إلى أن الإغلاق أعطى إيران أيضًا فرصة طويلة الأمد لتحويل نموذج الإنترنت الخاص بها إلى ما يقرب من النموذج الموجود في الصين، من خلال فرض استخدام إصدارات محلية من التطبيقات الدولية لكل شيء من الرسائل إلى التسوق.

تم  حظر تطبيق واتساب، وهو تطبيق مراسلة دولية، مؤقتًا في إيران من قبل، لكن الإيرانيين غالبًا ما يستخدمون شبكات خاصة افتراضية، أو VPN، للتحايل على تلك القيود.

خلال الحرب في يونيو، عندما فرضت إيران قيودًا مشددة على الوصول إلى الإنترنت، حُظرت تطبيقات دولية مثل واتساب، وأصبحت العديد من شبكات VPN غير متاحة، وأجبر ذلك الإيرانيين على التحول إلى استخدام منصات محلية مثل تطبيق "بيل" للمراسلة، والذي تجنبه الكثيرون لفترة طويلة بسبب مخاوف المراقبة.

وقال فريدون بشار، مدير شركة ASL19 للتكنولوجيا ومقرها تورنتو، والتي تصنع برامج VPN للسوق الإيرانية: "كان هدف إيران بالكامل لعقود من الزمن هو عزل الناس قدر الإمكان على الشبكة المحلية".

ومنذ الحرب، تمت استعادة استخدام شبكات VPN إلى حد كبير، ولكن معظمها عبارة عن منصات محلية الصنع، ويقول الخبراء إنها قد تكون عرضة للمراقبة والرصد من قبل السلطات.

كان استخدام شبكات VPN منتشرًا على نطاق واسع لدرجة أن الإيرانيين كانوا من أكثر مستخدمي إنستجرام استخدامًا، رغم حظره رسميًا، وكثيرًا ما يُصدر كبار المسؤولين - بمن فيهم آية الله خامنئي- بيانات على منصات مثل X، المحظورة أيضًا.

وفي أغسطس، وقعت 100 شركة على رسالة تطالب الحكومة برفع القيود المفروضة على الإنترنت، وردًا على ذلك، أقرّت السلطات الإيرانية قانونًا يفرض نظام "إنترنت متدرج"، يُمكّن الشركات والأكاديميين والصحفيين من الوصول إلى إنترنت أسرع من عامة المستخدمين. إلا أن الحكومة، خشيةً من المقاومة الشديدة التي واجهتها سابقًا، طبّقت النظام ببطء.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق