في خطوة تعد سابقة عالمية ونقلة نوعية في مسار الصناعة الخضراء، تشهد مدينة توشكى تنفيذ أول مصنع من نوعه في العالم لإنتاج خشب الـMDF بالاعتماد على مخلفات النخيل، في مشروع يجسد مفهوم الاستدامة وتحويل النفايات الزراعية إلى ثروة اقتصادية.
يقام المصنع على مساحة تبلغ 400 ألف متر مربع، بطاقة إنتاجية تصل إلى 400 متر مكعب يوميًا، ليشكل أحد أبرز المشروعات الصناعية التي تمزج بين الابتكار البيئي والتنمية الاقتصادية.
تحويل مخلفات النخيل إلى ثروة صناعية
يعد المشروع أول تطبيق عملي لاستخدام جريد وسعف النخيل ومخلفاته في تصنيع ألواح الخشب المضغوط، حيث كان يتم التخلص من هذه المخلفات بالحرق، مما يسبب أضرارًا بيئية جسيمة.

ومع تشغيل هذا المصنع، سيتم استيعاب كميات ضخمة من جريد وسعف النخيل وتحويلها إلى منتج صناعي ذي قيمة اقتصادية عالية، في خطوة تضع مصر في مقدمة الدول التي تتبنى تكنولوجيا إعادة التدوير الصناعي للمخلفات الزراعية.
شراكة مصرية ألمانية لتكنولوجيا متقدمة
يأتي تنفيذ المشروع بالشراكة مع شركة Dieffenbacher الألمانية، وهي إحدى كبرى الشركات العالمية المتخصصة في تكنولوجيا صناعة الأخشاب.
وتمثل هذه الشراكة نقلًا مباشرًا للخبرات والتقنيات الحديثة إلى السوق المصرية، بما يضمن إنتاج ألواح MDF عالية الجودة قادرة على المنافسة في الأسواق المحلية والعالمية، فضلًا عن دعم التوجه نحو تصنيع يعتمد على التكنولوجيا النظيفة.

إضافة قوية للصناعة الوطنية
يسهم المصنع الجديد في ترسيخ مفهوم الاقتصاد الدائري من خلال الاستفادة من المواد المهملة وإعادة توظيفها في دورة إنتاجية مستدامة، فبدلًا من التخلص من سعف النخيل بالحرق، سيتم تحويله إلى مادة أولية لصناعة الأخشاب، مما يقلل من الانبعاثات الكربونية ويحافظ على البيئة، ويعزز توجه الدولة نحو تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية الموارد الطبيعية.
يمثل مشروع مصنع MDF في توشكى إنجازًا صناعيًا متكاملًا يعكس إرادة الدولة في دعم الصناعات التحويلية والاعتماد على مصادر خام غير تقليدية. كما يساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأخشاب الصناعية وتقليل فاتورة الاستيراد، بجانب خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وتحقيق قيمة مضافة كبيرة من مخلفات كانت تُهدر سابقًا.

تحويل مصر إلى مركز إقليمي للصناعات الخضراء
يتكامل هذا المشروع مع أهداف رؤية مصر 2030 التي تركز على التحول إلى اقتصاد متنوع ومستدام، وتوسيع قاعدة التصنيع المحلي، وتحويل مصر إلى مركز إقليمي للصناعات الخضراء.
ومن المتوقع أن يشكل المصنع نموذجًا يحتذى به في مشروعات إعادة التدوير الصناعي، ويعزز مكانة مصر كدولة رائدة في تبني الحلول البيئية المبتكرة التي تربط بين التنمية والصناعة والاستدامة.
0 تعليق