الطاقة النووية في أفريقيا.. مصدر واعد تدعمه موارد وفيرة من اليورانيوم (تقرير) - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تُعَد الطاقة النووية في أفريقيا مصدرًا واعدًا بسبب موارد القارة الوفيرة من اليورانيوم، وتكتسب أهمية خاصة بالنظر إلى الطلب المتزايد على الكهرباء.

في هذا الإطار، أوضحت المديرة العامة للرابطة النووية العالمية ساما بلباو وليون، "أن الطاقة النووية تدخل مرحلةً محوريةً في تحول الطاقة العالمي"، بحسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

في مقابلة مع مجلة "إي إس آي أفريكا" ESI Africa خلال أسبوع الطاقة الأفريقي الذي اختُتم مؤخرًا بمدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا، أكدت ساما بلباو وليون أن الطاقة النووية في أفريقيا لم تعد محل شك، بل إن القضية الحقيقية تكمن في حجم وسرعة نشرها.

وأردفت: "على المستوى العالمي، يُدرك صانعو السياسات والممولون ومُستَعمِلو الطاقة والمجتمع المدني الدور الأساسي للطاقة النووية".

أهمية الطاقة النووية في أفريقيا

قالت المديرة العامة للرابطة النووية العالمية ساما بلباو وليون: "إذا أردنا تحقيق أهدافنا المناخية، وضمان استقلالنا في مجال الطاقة، وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية؛ يجب أن تكون الطاقة النووية في أفريقيا جزءًا من الحل".

وأضافت "في جميع أنحاء العالم، تعمل الحكومات على إطالة عمر المفاعلات النووية الحالية، وتحديث الوحدات لإنتاج مزيد من الكهرباء، بل إعادة تشغيل المحطات التي أُغلقت قبل أوانها".

وفي الوقت نفسه، تُضاف قدرات جديدة، ولا سيما في آسيا، التي ضاعفت إنتاجها من الطاقة النووية خلال العقد الماضي.

وأشارت إلى أن "أوروبا وأميركا الشمالية والشرق الأوسط ودول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) تسعى إلى التوسع".

"لقد أُجيب عن سؤال ما إذا كان للطاقة النووية دورٌ في هذا المجال، ويقع الضغط الآن على عاتق القطاع لتحقيق ذلك".

المديرة العامة للرابطة النووية العالمية، ساما بلباو وليون
المديرة العامة للرابطة النووية العالمية ساما بلباو وليون - الصورة من إي إس آي أفريكا

طموحات الطاقة النووية في أفريقيا

بالحديث عن طموحات الطاقة النووية في أفريقيا، أشارت المديرة العامة للرابطة النووية العالمية ساما بلباو وليون إلى أن "جنوب أفريقيا لا تزال رائدة القارة، بخبرة تشغيلية تمتد لعقود في محطة كويبرغ للطاقة النووية، وتخطط لتمديد عمرها التشغيلي لـ20 عامًا أخرى".

بدورها، تبني مصر 4 مفاعلات في محطة الضبعة للطاقة النووية التي تخضع حاليًا لتقليص الإنشاءات.

وتدرس غانا ورواندا وكينيا وأوغندا ونيجيريا، من بين دول أفريقية أخرى، بجدية، الشروع في برنامج للطاقة النووية، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضافت أن موارد اليورانيوم في أفريقيا تمنح القارة أهمية إستراتيجية في سلسلة القيمة النووية العالمية. وأوضحت أن ناميبيا والنيجر، على وجه الخصوص، موردان رئيسان بغض النظر عما إذا كانتا تسعيان إلى برامجهما الخاصة للطاقة النووية أم لا.

في المنتدى الذري العالمي الذي عُقد مؤخرًا، خلال الأسبوع الذري العالمي في موسكو، وصف وزير المناجم النيجري عثمان أبارشي، الوصول إلى الطاقة بأنه حق، وأدان عقودًا من استغلال اليورانيوم، وتعهد بتعميق العلاقات مع روسيا.

القيمة طويلة الأمد للطاقة النووية

في معرض ردها على المفاهيم الخاطئة الشائعة، أكدت المديرة العامة للرابطة النووية العالمية ساما بلباو وليون، أن بناء محطات الطاقة النووية لا يستغرق وقتًا طويلًا.

وأضافت أنه على مدار الأعوام الـ20 الماضية، بلغ متوسط ​​أوقات البناء نحو 5 سنوات، مشيرةً إلى ارتفاع إنتاج دولة الإمارات العربية المتحدة من الكهرباء من الصفر إلى 25% من الطاقة النووية في أقل من 15 عامًا.

ورغم ارتفاع الاستثمار الأولي؛ فإن التكنولوجيا النووية توفر كهرباء أساسية موثوقة لمدة تصل إلى قرن، مع دعم التطبيقات الصناعية الأخرى غير الكهرباء، بما في ذلك البخار للتدفئة والمعادن والبتروكيماويات.

وأضافت: "لا يقتصر الأمر على القيمة التجارية، بل يشمل الوظائف والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والصناعات عالية التقنية التي تتكامل مع إمكان الوصول إلى كهرباء وفيرة على مدار الساعة".

محطة كويبرغ للطاقة النووية في جنوب أفريقيا
محطة كويبرغ للطاقة النووية في جنوب أفريقيا – الصورة من إن إس إنرجي

التصور العام والتمويل

أقرّت المديرة العامة للرابطة النووية العالمية ساما بلباو وليون، بأن سمعة الطاقة النووية قد تأثرت بأحداث سابقة، لكنها قالت إن المواقف تتغير.

وأشارت إلى أن استطلاعات الرأي المستقلة التي أجرتها الرابطة تُظهر تحسنًا ملحوظًا في التصور العام حول العالم، مع تزايد إدراك الناس لدور الطاقة النووية في توفير كهرباء بأسعار معقولة ومحايدة كربونيًا.

وفيما يتعلق بالتمويل، أوضحت أن أفريقيا تواجه عقبات منهجية شائعة في العديد من مشروعات البنية التحتية.

وقالت: "لا يوجد شيء أكثر خطورة في الطاقة النووية مقارنةً بمشروعات الطاقة الكبيرة الأخرى"، مؤكدةً ضرورة التعامل معها على قدم المساواة مع بنى تحتية أخرى للطاقة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وأشارت إلى أن المشروعات الناجحة من شأنها بناء الثقة للاستثمارات المستقبلية، شريطة أن تُظهر الحكومات قيادة جريئة.

وأضافت: "أحيانًا يكون الكمال عدوًا للجودة الكافية، لذلك، يمكن لأفريقيا أن تُقدم أداءً جيدًا تمامًا مثل أوروبا أو أميركا الشمالية أو آسيا، والأمر يتعلق باتخاذ قرار المضي قدمًا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق