أظهرت سوق تأجير ناقلات الغاز المسال فجوة كبيرة في الربع الثالث 2025، سواء على صعيد الطلب أو مستويات التسعير، حسب تحليل تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وخلال الأشهر الـ3 (من يوليو/تموز حتى نهاية سبتمبر/أيلول)، اتّسعت وتيرة تراجع الطلب الفوري على السفن، مقابل حالة من الاستقرار النسبي لعقود التأجير طويلة الأجل.
ويعود هذا التباين إلى عوامل عدّة، تتضمن: انتعاش الأسطول بسفن جديدة، وتغيير مسارات الشحن البحري لمسافات أطول، وضعف الطلب الأوروبي، وغيرها.
وأدت الضغوط التي تعرضت لها السوق إلى تراجع أسعار التأجير الفورية، في حين قدّمت المشروعات العالمية قيد التطوير (مثل التابعة لقطر للطاقة، وشل) دفعة قوية لأسعار عقود التأجير طويلة الأجل.
الطلب على ناقلات الغاز المسال
شهد الطلب على ناقلات الغاز المسال تراجعًا في عقود التأجير الفورية مقارنة بالعقود طويلة الأجل، رغم التوقعات بانتعاشة خلال فصل الصيف، ويمكن تفسير هذا وفق:
- تراجع معدل المرور في قناة بنما لارتفاع رسومها، وتحويل مسار غالبية الشحنات باتجاه طريق رأس الرجاء الصالح.
- ارتفاع مخزونات الغاز الأوروبية إلى 80%، وزيادة الصادرات الأميركية للقارة العجوز في الأرباع الفائتة؛ ما قلّص الشحنات إلى أوروبا حاليًا، وأسهم في تراجع العقود الفورية لتأجير الناقلات.

- تقارُب أسعار الغاز بين الأسواق يُضعف دافِع التجّار في تحمُّل تكلفة الشحن (عملية تعرف في الصناعة بـ"ضيق المراجحة").
- فائض المعروض في السوق الفورية، إذ يتجاوز عدد السفن الرحلات المطلوبة.
- انخفاض واردات الصين خلال الأشهر الفائتة من العام الجاري على أساس سنوي، مع احتفاظها بلقب أكبر المستوردين (استوردت 17.3 مليون طن في الربع الثالث).
- قيود إقليمية، مثل: تراجع الصادرات الروسية إلى أوروبا، وتوقُّف خطوط الإنتاج في أستراليا نتيجة الأعاصير، وخضوع عدد من المرافق النرويجية للصيانة.
متغيرات السوق
أدت أسباب ضعف الطلب على استئجار ناقلات الغاز المسال الفورية -السابق ذكرها- إلى متغيرات في السوق.
وتعرّضت السوق إلى "تخمة" في المعروض، نتيجة ضعف عقود الإيجار الفورية، وكذلك تسليمات الناقلات الجديدة، التي قد تشهد وتيرة متسارعة خلال العامين المقبلين (2026 و2027).
ومن جانب آخر، تخارجت السفن البخارية بأعداد كبيرة من الأسطول، إثر تفضيل المستأجرين للناقلات منخفضة انبعاثات واستهلاك الوقود.
وتراجع الطلب على الناقلات العاملة بتوربينات البخار، وبدأ يظهر اتجاه لـ"هدم" و"تفكيك" 5 ناقلات تقليدية بخارية، ما قد يصبّ في صالح "تقليص المعروض"، حسب تقرير نقله موقع ريفييرا ماريتايم ميديا عن "هاو روبنسون بارتنرز Howe Robinson Partners" إحدى أكبر شركات وساطات السفن العالمية.
وامتدّ ضعف سوق التأجير الفورية إلى التأجير متوسط الأجل أيضًا، إذ انعكس على تراجع تأمين عقود ناقلات الغاز المسال لمدّة ذروة الطلب المعتادة في فصل الشتاء.
وتثير 29 ناقلة -لم تحصل على عقود فورية أو متوسطة و حتى طويلة الأجل- القلق حاليًا، إذ قد تعزز تخمة السوق، رغم الآمال المنعقدة على توظيفها من قبل المشروعات الجديدة المرتقبة خلال عام ونصف للغاز المسال.
وتشهد السوق تسليم عدد من الناقلات إلى شركات، من بينها قطر للطاقة، خلال الربع الرابع من العام الجاري.

فجوة أسعار إيجار الناقلات
خلال الربع الفائت (الثالث من العام الجاري) برزت الفجوة السعرية بين عقود إيجار ناقلات الغاز المسال الفورية والآجلة.
وسجلت الأسعار اليومية للعقود الفورية تراجعًا ظهر بقوة في سبتمبر/أيلول، وشمل ذلك:
- 15 ألف دولار يوميًا للناقلات ثلاثية محركات الوقود (وقود، ديزل، كهرباء).
- من 29 إلى 30 ألف دولار يوميًا لإيجار الناقلات ثنائية محركات الوقود.
وكانت أسعار إيجار السفن ثنائية المحركات قد تراجعت في العقود متوسطة الأجل (لمدة عام واحد)، من 50 ألف دولار يوميًا في يوليو/تموز، إلى 35 ألف دولار يوميًا في نهاية سبتمبر/أيلول.
وبالانتقال إلى العقود طويلة الأجل، فقد سجلت:
- ما يتراوح بين 55 و60 ألف دولار يوميًا للسفن ثلاثية المحركات، لعقود الـ5 سنوات.
- ما يتراوح بين 71 و80 ألف دولار يوميًا للسفن الحديثة ثنائية المحركات، للعقود بين 5 و10 سنوات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
0 تعليق