أعلنت شركة فولفو السويدية لصناعة الشاحنات، اليوم الجمعة، عن تحقيق أرباح تشغيلية للربع الثالث من عام 2025 جاءت متوافقة مع توقعات السوق، على الرغم من تراجع الطلب في الأسواق الأمريكية الشمالية والجنوبية، وهو ما انعكس جزئيًا على نتائج الشركة المالية.
وقالت فولفو، في بيان رسمي نقلته وكالة «سي إن إن الاقتصادية»، إن أرباحها التشغيلية المعدلة بلغت 11.7 مليار كرونة سويدية (نحو 1.2 مليار دولار أمريكي)، مقارنة بـ 14.1 مليار كرونة خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما يتماشى مع متوسط توقعات المحللين وفق استطلاع أجرته مؤسسة LSEG.
وأوضح التقرير أن انخفاض الطلب في أمريكا الشمالية والجنوبية شكّل العامل الرئيسي وراء التراجع في الإيرادات، بينما حافظت الشركة على أداء مستقر في السوق الأوروبية بفضل الطلب المتوازن على الشاحنات الثقيلة ومعدات البناء.
وأشارت المجموعة التي تتخذ من غوتنبرغ مقرًا لها، وتنتج أيضًا معدات البناء والمحركات، إلى أنها خفضت توقعاتها لسوق الشاحنات في أمريكا الشمالية، مع الإبقاء على رؤيتها المستقرة تجاه السوق الأوروبية دون تغيير، في ظل توقعات أكثر تحفظًا للطلب العالمي خلال عام 2025.
وتوقعت فولفو تسليم نحو 295 ألف شاحنة ثقيلة في أوروبا، و265 ألف شاحنة في أمريكا الشمالية خلال العام المقبل، ما يعكس نظرة حذرة تجاه تراجع الطلب الأمريكي في ظل ارتفاع تكاليف التشغيل وأسعار الفائدة التي تؤثر على قرارات الاستثمار في قطاع النقل الثقيل.
وفي سياق متصل، كانت مبيعات سيارات فولفو قد شهدت تراجعًا بنسبة 11% خلال أبريل 2025 لتصل إلى 58,881 سيارة فقط، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، ما أدى إلى انخفاض أسهم الشركة في البورصة خلال شهر مايو الماضي.
كما كشفت الشركة المملوكة بحصة الأغلبية لمجموعة جيلي الصينية أن مبيعات السيارات الكهربائية بالكامل تراجعت بنسبة 32%، لتشكل 20% فقط من إجمالي حجم المبيعات، في إشارة إلى التحديات التي تواجه سوق السيارات الكهربائية عالميًا نتيجة تباطؤ الطلب وارتفاع تكاليف الإنتاج.
ورغم ذلك، أكدت الشركة التزامها بخطط التحول نحو الطاقة النظيفة والتقنيات المستدامة في قطاع النقل، مشيرة إلى أنها تعمل على تطوير جيل جديد من الشاحنات الكهربائية والهجينة لتحسين الكفاءة التشغيلية وخفض الانبعاثات الكربونية، بما يتماشى مع الأهداف المناخية للاتحاد الأوروبي.
ويرى محللون أن نتائج فولفو، رغم التراجع الطفيف في الأرباح، تعكس مرونة استراتيجية الشركة في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، خاصة في ظل استمرار الضغوط التضخمية وارتفاع أسعار الفائدة التي تؤثر على الطلب في الأسواق الرئيسية.
0 تعليق