هو اللي بيفوقنا الصبح، وبيختم يومنا بالليل، الكوباية اللي بتجمع العيلة على السفرة، واللي من غيرها المذاكرة ما تمشيش، ولا الشغل يكمل، ولا القعدة يبقى ليها طعم.
شاي العروسة مش مجرد كوباية شاي، ده مزاج مصري أصيل، وريحه مالية كل البيوت.
من الصنايعي اللي بيشربه بعد شغل اليوم الطويل، لحد الطالب اللي بيسهر يذاكر، وست البيت اللي بتقدمه أول ما الضيف يدخل، الكل بيشترك في نفس الطقس اليومي ده.. كوباية الشاي.
الغريب إن اللي جمع كل الناس دي على نفس الكوباية مش إعلان ضخم ولا حملة تسويقية، لأ، دي حكاية بدأت من أكتر من نص قرن في مدينة صغيرة في الصعيد اسمها "طهطا"، ومن هناك بدأت رحلة شاي العروسة اللي بقى مع الوقت مشروب الشعب، والرمز اللي صعب يتنسى.
قصة بسيطة بدأت بتجربة، لكن انتهت باسم محفور في قلوب المصريين كلهم.
لو فتشت في أي مطبخ مصري، هتلاقي كيس شاي العروسة مستني دوره جنب الكوباية، مشروب بسيط بقى جزء من روتين الناس اليومي، لدرجة إن صعب تلاقي قعدة مصرية من غيره.

القصة بدأت من أكتر من 50 سنة، وتحديدا في مدينة طهطا في محافظة سوهاج.
عيلة "العشري" كانت شغالة في تجارة المعسل وسجاير البلمونت، لكن قرروا في يوم يغيروا النشاط خالص وقالوا: “نبدأ في الشاي”.
جابوا شاي كيني بجودة عالية، وسموه اسم مصري بسيط وقريب من القلب: شاي العروسة.
الاسم نفسه خلى الناس تحبه من أول مرة، لأنه مرتبط بالفرحة والبساطة والمزاج الحلو.
النسخة اللي نعرفها كلنا دلوقتي نزلت رسمي سنة 1989، ومن وقتها بقت الكوباية دي رمز شعبي، تتقدم في البيوت والمكاتب والكافيهات وحتى في القصور.
الغريب إن الشركة اللي ورا الاسم الكبير ده فيها بس حوالي 600 موظف! وأرباحها السنوية بتوصل لـ2 مليون دولار تقريبًا، وده رقم صغير مقارنة باسمها اللي مفيش بيت في مصر ميعرفوش.
وفي عز شهرتها، حصلت مشكلة كبيرة لما شركة مارلبورو رفعت عليهم قضية، وقالت إن علبة شاي العروسة شبه علب السجاير بتاعتهم. لكن المحكمة المصرية قالت كلمتها: المنتجات مختلفة، والعروسة كملت مشوارها من غير ما تتأثر.
النهارده مصر بتستهلك حوالي 85 ألف طن شاي في السنة، رغم إننا ما بنزرعوش عندنا، أغلب الشاي بييجي من كينيا.
ومع كده، العروسة فضلت محافظة على مكانها كـ"شاي الشعب"، مش بس علشان سعره مناسب، لكن علشان طعمه ثابت ومحبوب من الكل.
وخليني اقولك ان النجاح الحقيقي للعروسة ماكانش بحملات دعائية ضخمة ولا إعلانات بالملايين، كان بالثقة اللي بنتها في قلوب الناس.
كل واحد جرب كوباية، حبها، وقال للي بعده.. ومن هنا بقت العروسة مش مجرد براند، بقت عادة مصرية أصيلة.
من أول الصنايعي اللي بياخد رشفته بعد يوم طويل، لحد الطالب اللي بيسهر يذاكر، والست اللي بتحضر ضيافتها.. الكل بيشترك في نفس اللحظة دي: كوباية شاي العروسة.
اصلها مش كوباية شاي وبس، دي قصة رحلة من طهطا لحد كل بيت مصري.. قصة بسيطة، بس طعمها مبيتنسيش.
0 تعليق