البيت الأبيض , في واقعة غير معتادة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والسياسية الأمريكية، وجهت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، ردًا ساخرًا وحاد اللهجة إلى أحد مراسلي موقع «هاف بوست» الأمريكي، بعد استفسار طرحه بشأن اختيار العاصمة المجرية بودابست كموقع لعقد القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
????️ “والدتك هي من اختارت بودابست”… رد غير دبلوماسي يثير الاستغراب من متحدثة البيت الأبيض
بدأت الواقعة عندما أرسل مراسل «هاف بوست» سؤالًا عبر تطبيق محادثة رسمي مخصص للتواصل مع البيت الأبيض، يتساءل فيه عن دوافع اختيار بودابست لعقد القمة بين الزعيمين. وردّت ليفيت بشكل صادم بقولها: “والدتك هي من اختارت بودابست”، ما أثار دهشة المراسل والمؤسسة الإعلامية التي يعمل بها.
عندما استفسر المراسل عمّا إذا كان الرد مقصودًا على سبيل السخرية، صعدت ليفيت من حدة موقفها، ووجهت انتقادات لاذعة للموقع قائلة:
“من المضحك بالنسبة لي أنكِ تعتبرين نفسكِ صحيفة… أنتِ يساري متطرف لا يأخذ أحد موقعكِ على محمل الجد، حتى زملاؤكِ في الإعلام، توقفي عن إرسال أسئلتك المخادعة والمتحيزة والسخيفة إليّ.”
???? هاف بوست يرد: “ساحات المدارس” بدلًا من السياسة
في بيان لاحق، انتقد موقع «هاف بوست» الطريقة التي تم التعامل بها مع استفسار صحفي مشروع، معتبرًا أن “الرد استخدم لغة تشبه مشادات الأطفال في ساحات المدارس” بدلًا من الرد المؤسسي المتوقع من جهة رسمية.
وأكد الموقع أنه سيواصل طرح الأسئلة الصعبة، خاصة تلك التي قد “لا يرغب المتحدثون الرسميون في البيت الأبيض في الإجابة عنها”، معتبرًا أن دوره الصحفي يقتضي مساءلة السلطة، لا مجاملتها.
???? قمة مرتقبة في بودابست وسط جدل حول الموقع والحياد
تأتي هذه الواقعة بالتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قمة مرتقبة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ستُعقد في العاصمة المجرية بودابست، عقب مكالمة هاتفية مطولة بين الجانبين.
وكتب ترامب على منصته “تروث سوشال”:
“قررنا عقد اجتماع لكبار مستشارينا الأسبوع المقبل، وسيقود وزير الخارجية ماركو روبيو الاجتماعات التمهيدية، على أن يُستكمل التحضير لاجتماع القمة في بودابست.”
وتهدف القمة إلى بحث إمكانية إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، فيما يُنظر إلى بودابست كموقع رمزي، خاصة أنها شهدت توقيع “مذكرة بودابست” عام 1994، التي تخلّت بموجبها أوكرانيا عن ترسانتها النووية مقابل ضمانات باحترام سيادتها.
???? جدل حول اختيار بودابست: ليست مكانًا محايدًا
العديد من المراقبين والمحللين شككوا في حيادية بودابست كمكان لاجتماع بهذا الحجم والحساسية. وقال جيم تاونسند، المحلل في مركز الأمن الأمريكي الجديد، إن الرئيس ترامب ربما لا يُدرك حساسية الموقع، مشيرًا إلى علاقاته الوثيقة مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، المقرّب من موسكو.
وأضاف تاونسند:
“معظم العالم لا يعتبر بودابست مكانًا محايدًا، لكن يبدو أن ترامب وبوتين يريانها كذلك.”
???? زيلينسكي: منفتحون على السلام
على صعيد موازٍ، عقد الرئيس الأمريكي اجتماعًا مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث أكد الأخير خلال اللقاء أنه منفتح على عقد اتفاق سلام مع روسيا، مما يفتح المجال أمام القمة المرتقبة لتحقيق اختراق سياسي في الملف الأوكراني، رغم الشكوك المحيطة بالموقع والدوافع.
0 تعليق