ترامب , في مشهدٍ يجمع بين الرمزية السياسية والتجربة الشخصية، استرجع الرئيس الأمريكي تفاصيل أول ليلة له داخل البيت الأبيض، مؤكدًا أن تلك اللحظة شكّلت له ولزوجته ميلانيا تجربة لا تُنسى، وأنه لا يزال يشعر بدهشة المكان رغم السنوات التي مضت. تصريحاته جاءت خلال عشاء رسمي أُقيم في البيت الأبيض بحضور نخبة من داعميه ومؤيديه، حيث تحدث بصراحة عن تجربته في السلطة، وإنجازاته العمرانية داخل مقر الرئاسة، وعودته التاريخية إلى المكتب البيضاوي.

ليلة أولى في قلب التاريخ: “هل تصدقين أننا هنا؟”

روى الرئيس الأمريكي خلال العشاء لحظة وصفها بـ”السريالية”، حين صعد مع زوجته ميلانيا إلى الجناح السكني في البيت الأبيض لأول مرة بعد تنصيبه رئيسًا. توقفا أمام غرفة نوم الرئيس الأسبق أبراهام لينكولن، أحد أعظم رموز التاريخ الأمريكي، وتبادلا نظرة مفعمة بالذهول. قال لميلانيا: “هل تصدقين أننا هنا؟ هذه غرفة نوم لينكولن، نحن فعلاً في البيت الأبيض”.

وأضاف، وهو يعبر عن رهبة الموقف: “لا يستغرق الأمر بعض الوقت من أجل التعود على الوضع الجديد.. ما زلت على الأرجح غير معتاد عليه. إنه مجرد مكان خاص، ماذا يمكنني أن أقول؟”.

ترامب يتحدث عن مشروعات بملايين الدولارات: تجديد البيت الأبيض وتخليد الرموز

لم يكن وجوده في البيت الأبيض مجرد إقامة مؤقتة، بل رافقه إصرار على إحداث تغييرات جذرية وشاملة في البنية التحتية والرمزية للمكان. كشف خلال حديثه أنه أشرف على مشروعات تطوير ضخمة، أبرزها قاعة فخمة بتكلفة وصلت إلى 200 مليون دولار، ساهم عدد من الحاضرين في تمويلها.

كما شملت التحديثات إعادة تصميم “حديقة الورود” الشهيرة، وتحديث أثاث الفناء الرئاسي، ورصف المساحات الخضراء المحيطة بالمبنى. وضمن رؤيته لتخليد الرؤساء السابقين، أنشأ “قاعة المشاهير الرئاسية” على طول الرواق الغربي. ولم تتوقف طموحاته عند ذلك، بل أعلن عن خطة طموحة لبناء قوس نصر ضخم مقابل نصب لينكولن التذكاري، ليكون معلمًا جديدًا يخلّد رموز الأمة.

عودة تاريخية: ترامب أول رئيس يعود للبيت الأبيض بعد الخسارة منذ قرن

بصعوده مجددًا إلى رئاسة الولايات المتحدة، كتب دونالد صفحة جديدة في تاريخ السياسة الأمريكية. فبعد خسارته الانتخابات، عاد إلى المكتب البيضاوي بعد أربع سنوات، ليصبح ثاني رئيس في التاريخ الأمريكي ينجح في الفوز بولايتين غير متعاقبتين، بعد غروفر كليفلاند الذي حقق ذلك قبل أكثر من مئة عام.

تُعد هذه العودة سابقة في العصر الحديث، لا سيما في ظل ما شهده المشهد السياسي من صراعات حادة بين الجمهوريين والديمقراطيين. ورغم محاولات العديد من الرؤساء السابقين العودة إلى المنصب بعد خسارته، فإن ترامب وحده تمكّن من كسر هذا الحاجز، مما يعزز مكانته كأحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل والتأثير في التاريخ السياسي الحديث.