ارتفع مؤشر نيكاي الياباني للأسهم خلال تعاملات اليوم الخميس، بدعم من التوقعات المتزايدة بتولي ساناي تاكايشي، زعيمة الحزب الليبرالي الديمقراطي، رئاسة الوزراء المقبلة، وهو ما أنعش ثقة المستثمرين في استمرار السياسات الاقتصادية التوسعية، وتوسيع الإنفاق الحكومي لدعم النمو.

وسجّل مؤشر نيكاي ارتفاعًا بنسبة 0.87% ليصل إلى 48,088.07 نقطة بحلول منتصف التعاملات، بينما ارتفع المؤشر الأوسع توبكس بنسبة 0.49% ليبلغ 3,199.18 نقطة، مدفوعًا بمكاسب في قطاعات التكنولوجيا والعقارات والبنوك.

وتزايدت الآمال في الأسواق بعد أن أعلن حزب الابتكار الياباني استعداده لدعم تاكايشي في حال الاتفاق على برنامج سياسي مشترك مع الحزب الليبرالي الديمقراطي، وهو ما قد يفتح الباب أمام تشكيل ائتلاف حكومي جديد يدعم الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد.

وقال شويتشي أريسوا، المدير العام لقسم أبحاث الاستثمار في شركة إواي كوسمو سيكيوريتز، إن "صفقة تاكايشي عادت إلى الواجهة مجددًا، ما أعاد الحماس إلى السوق ودفع المستثمرين نحو الأسهم المحلية".

وكان مؤشر نيكاي قد قفز الأسبوع الماضي إلى مستوى قياسي فور انتخاب تاكايشي زعيمة للحزب، قبل أن يتراجع نسبيًا بعد انسحاب حزب كوميتو، الشريك التقليدي في الائتلاف الحاكم. ومع ذلك، يرى المحللون أن عودة الثقة في إمكانية قيادة تاكايشي الحكومة أعادت الزخم إلى البورصة اليابانية.

وأضاف أريسوا: "قد يعاود نيكاي اختبار مستوياته المرتفعة السابقة، إلا أن قوة الين تشكل تحديًا أمام أرباح الشركات اليابانية المصدّرة، مما قد يحد من وتيرة الصعود في المدى القصير".

وارتفع الين الياباني أمام الدولار الأمريكي بعد محادثات بين وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت ووزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو في واشنطن، وهو ما أثار تكهنات حول إمكانية تدخل مشترك لضبط تقلبات أسعار الصرف.

وفي البورصة، قفزت أسهم سوفت بنك بنسبة 6.58% بعد تحسن شهية المخاطرة في أسهم التكنولوجيا، بينما صعدت أسهم شركة طوكيو إلكترون المصنعة لمعدات أشباه الموصلات بنسبة 3.65%، بدعم من الطلب العالمي القوي على الرقائق الإلكترونية.

كما ارتفعت أسهم فوجيكورا لصناعة الكابلات بنسبة 1.58%، مدعومة بزيادة الاستثمارات في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، في حين قفزت أسهم رينيساس إلكترونيكس بنسبة 7.28% عقب تقرير لوكالة رويترز يفيد بأن الشركة تدرس بيع وحدة التوقيت في صفقة قد تصل قيمتها إلى 2 مليار دولار.

وفي قطاع العقارات، سجلت شركات هانكيو هانشين هولدينغز، وكيهانشين بيلدينغ، وكيهان هولدينغز مكاسب تراوحت بين 1.9% و4.7%، مع تزايد التوقعات بتحول مدينة أوساكا إلى العاصمة الثانية لليابان، وهي خطة يدعمها حزب الابتكار.

في المقابل، تراجعت أسهم فاست ريتيلينغ، المالكة لعلامة يونيكلو الشهيرة، بنسبة 0.76%، لتكون الأكثر ضغطًا على المؤشر، نتيجة عمليات جني الأرباح بعد مكاسب قوية في الجلسات السابقة.

ويرى محللون أن استمرار الزخم الصعودي في سوق الأسهم اليابانية يعتمد بشكل رئيسي على وضوح المشهد السياسي، وسياسات الحكومة المقبلة تجاه الضرائب والإنفاق العام، فضلًا عن تعاملها مع ارتفاع الين وتباطؤ الطلب العالمي.