أعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، أن بلاده ستتحمل تكلفة حزمة أسلحة أمريكية بقيمة 500 مليون دولار لصالح أوكرانيا، تشمل أنظمة دفاع جوي وصواريخ باتريوت ورادارات وصواريخ مدفعية دقيقة التوجيه وذخائر متنوعة.
وأكد الوزير، خلال اجتماع مجموعة رامشتاين في بروكسل، أن إجمالي الدعم العسكري الإضافي الذي تقدمه ألمانيا تجاوز 2 مليار يورو، مشيراً إلى تسليم نظامين جديدين من الدفاع الجوي أيريس-تي المزوّدين بعدد كبير من الصواريخ ومنصات الإطلاق المحمولة على الكتف.
أوكرانيا: استقرار في خطوط القتال وشتاء صعب قادم
من جانبه، صرّح وزير الدفاع الأوكراني دينيس شميهال بأن قوات بلاده تسجل استقراراً على خطوط القتال الأمامية ضد روسيا، لكنه حذر من شتاء قاسٍ بسبب استمرار الهجمات الروسية على البنى التحتية للطاقة.
وشدد الوزير على حاجة أوكرانيا إلى أنظمة صواريخ بعيدة المدى وتقنيات رصد الطائرات المسيّرة وتحييدها، مشيراً إلى أن الشركاء الأوروبيين يمولون مشتريات كييف من الأسلحة الأمريكية. كما وجّه شكره لحلفاء الناتو على دعمهم، داعياً إلى مشاركة أوسع من باقي الدول.
الناتو: أكثر من نصف الأعضاء يشاركون في التمويل
بدوره، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، أن أكثر من نصف الدول الأعضاء البالغ عددها 32، تعهدت بتمويل شحنات الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا.
وقال روته عقب اجتماع وزراء دفاع الحلف في بروكسل: "سمعنا اليوم مساهمات جديدة من حليف بعد الآخر، مما يعكس وحدة الصف داخل الناتو."
مبادرة "بيرل" تجمع ملياري يورو دعم إضافي
وفي وقت سابق، تعهدت ست دول هي: ألمانيا، كندا، هولندا، السويد، الدنمارك، والنرويج، بتقديم 2 مليار يورو (3.2 مليار دولار) ضمن مبادرة قائمة المتطلبات الأوكرانية ذات الأولوية "بيرل"، التي أُطلقت في أغسطس الماضي.
كما أعلنت فنلندا ولاتفيا وبلجيكا وليتوانيا وإستونيا انضمامها للمبادرة، فيما لم يتضح بعد موقف فرنسا وإيطاليا وإسبانيا من المشاركة.
وتتضمن المساعدات أنظمة دفاع جوي وصواريخ اعتراضية وذخيرة أمريكية الصنع، إضافة إلى أسلحة يتم شراؤها من قبل الحلفاء الأوروبيين لصالح أوكرانيا.
تصاعد الدعم الغربي يعكس استراتيجية "النَفَس الطويل"
يرى محللون أن توسيع نطاق المساعدات العسكرية لأوكرانيا يعكس توجه الغرب نحو استراتيجية استنزاف طويلة الأمد ضد روسيا، تقوم على تزويد كييف بأسلحة نوعية بدل التركيز على الكميات فقط.
فالتركيز الحالي على أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ الدقيقة يهدف إلى تحصين المدن الأوكرانية ومنع انهيار الجبهة الداخلية خلال الشتاء، لا سيما مع تزايد الهجمات الروسية على محطات الطاقة والبنية التحتية الحيوية.
كما يشير هذا الدعم المتجدد إلى أن الدول الأوروبية باتت أكثر تنسيقاً في تقاسم أعباء التمويل والتوريد، مما يعزز تماسك حلف الناتو ويؤكد أن دعم أوكرانيا لم يعد مجرد التزام سياسي، بل جزء من أمن أوروبا الجماعي في مواجهة التهديدات الروسية المستمرة.
0 تعليق