يعكس استراتيجية "النَفَس الطويل".. عمرو موسى يثني على خطاب السيسي في الدوحة - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أشاد الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى بخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال قمة الدوحة الأخيرة، مؤكدًا أن صياغة الخطاب جاءت بدقة واحترافية عالية، وأن اختيار الرئيس لكلمة "العدو" جاء في توقيت مدروس وبأسلوب سياسي متقن.
وقال موسى خلال لقائه في برنامج "يحدث في مصر" مع الإعلامي شريف عامر على قناة MBC مصر، إن استخدام هذه المفردة حمل رسالة قوية ومقصودة، تعبّر عن موقف مصري واضح تجاه ما تشهده المنطقة من تصعيد سياسي وعسكري، مع حرص القاهرة على توازن الموقف دون الانزلاق إلى المواجهة.

لغة دقيقة ورسالة واضحة

أوضح عمرو موسى أن خطاب السيسي اتسم بـاللغة الدقيقة والهدوء المتزن، بعيدًا عن الانفعال أو المبالغة، مشيرًا إلى أنه لم يكن دعوة للحرب كما قد يفسره البعض، بل تحذير سياسي محسوب من خطورة استمرار التوتر الإقليمي، ودعوة غير مباشرة إلى التعقل وضبط النفس.
وأضاف أن مصر تتابع التطورات الإقليمية بدقة ووعي كامل، وتدرك أن استمرار الوضع الراهن في المنطقة قد يؤدي إلى صدامات لا ترغب فيها القاهرة، لكنها في الوقت ذاته لن تقف مكتوفة الأيدي إذا مسّت مصالحها أو تهدد أمنها القومي.

دعم غربي متصاعد واستراتيجية طويلة المدى

وفي سياق متصل، اعتبر موسى أن تصاعد الدعم الغربي لأوكرانيا وتوسيع نطاق المساعدات العسكرية يعكسان استراتيجية “النَفَس الطويل” التي يتبعها الغرب في مواجهة موسكو، مؤكدًا أن هذا النهج يعبر عن رهان استراتيجي بعيد المدى وليس مجرد رد فعل على التطورات الميدانية.
وأشار إلى أن توازن القوى الدولي يشهد مرحلة إعادة تشكيل، وأن التحركات الدبلوماسية والاقتصادية الجارية تكشف عن محاولة لإعادة رسم خريطة النفوذ العالمي، في ظل حرب استنزاف سياسية واقتصادية قد تمتد لسنوات.

رؤية مصرية متوازنة

وشدد موسى على أن الرؤية المصرية في التعامل مع هذه التطورات تقوم على الواقعية السياسية والتمسك بالحلول السلمية، مع الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها، مؤكدًا أن خطاب الرئيس السيسي في قمة الدوحة جاء ليعبر عن موقف عربي مسؤول وصوت عقلاني في زمن تتسارع فيه الأزمات.

التوازن بين الحزم والدبلوماسية

أكد عمرو موسى أن ما يميز السياسة المصرية في المرحلة الحالية هو قدرتها على الجمع بين الحزم والدبلوماسية، مشيرًا إلى أن القاهرة تتحرك ضمن إطار رؤية شاملة للأمن القومي العربي، ولا تتخذ مواقفها بمعزل عن السياق الإقليمي والدولي. وأوضح أن خطاب الرئيس السيسي عكس إدراكًا عميقًا لطبيعة التحديات المحيطة بالمنطقة، سواء ما يتعلق بالأوضاع في غزة أو أوكرانيا أو البحر الأحمر، مؤكدًا أن مصر تتعامل مع هذه الملفات من منطلق الاستقرار ومنع الانزلاق نحو الفوضى.

مصر مركز الثقل الإقليمي

وأضاف موسى أن دور مصر الإقليمي ما زال محوريًا في تشكيل المعادلات السياسية في الشرق الأوسط، لافتًا إلى أن العالم ينظر إلى القاهرة باعتبارها صوت العقل والاتزان في ظل تزايد حدة الصراعات. كما أشار إلى أن الرئيس السيسي استطاع عبر خطاباته الأخيرة، خاصة في القمم الدولية، أن يعيد صياغة مفهوم الردع السياسي دون اللجوء إلى التصعيد العسكري، وهو ما يعكس تطورًا في أدوات السياسة الخارجية المصرية.
وختم موسى حديثه بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة ستشهد تناميًا في أهمية الدور المصري على المستويين العربي والدولي، مع الحاجة إلى تعزيز الحوار والتعاون الإقليمي لمواجهة التحديات المشتركة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق