دخل أكبر مشروع هيدروجين أخضر في اليابان حيز التشغيل رسميًا في خطوة كبرى تستهدف إزالة الكربون من القطاع الصناعي، تمهيدًا لتحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن.
وبدلًا من حرق الوقود الأحفوري، يُمكن الآن بفضل محطة "هاكوشو" (Hakushu) استعمال الهيدروجين الأخضر في عدة صناعات بالقرب من العاصمة طوكيو.
وفور تشغيله بسعته القصوى، سيكون المشروع، الذي تبلغ سعته 16 ميغاواط، قادرًا على إنتاج 2200 طن من الهيدروجين سنويًا، وخفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بمقدار 16 ألف طن كل عام.
وبإجمالي استثمارات 18.6 مليار ين ياباني (122.8 مليون دولار)، تطور المشروع حكومة محافظة ياماناشي و10 شركات، أبرزها "طوكيو إلكتريك باور" (Tokyo Electric Power)، و"سيمنس إنرجي" (Siemens Energy)، و"كندافيا" (Canadavia).
(الين = 0.0066 دولارًا أميركيًا).
مواصفات أكبر مشروع هيدروجين أخضر في اليابان
من خلال خط أنابيب، تُنقل الإمدادات من أكبر مشروع هيدروجين أخضر في اليابان إلى محطة مياه معدنية ومعمل تقطير تابعَيْن لشركة إنتاج الخمور المحلية "سنتوري" (Suntory).
وهناك، سيحل الهيدروجين الأخضر محل الغاز الطبيعي لتشغيل مواقد غلايات منخفضة أكاسيد النيتروجين اللازمة لعمليات التعقيم بالبخار وإنتاج الخمور.

وزوّدت شركتا "سيمنس إنرجي" و"كندافيا" المشروع بأجهزة تحليل كهربائي العاملة بتقنية غشاء تبادل البروتون (PEM). كما حصل على منحة من صندوق الابتكار التابع لمنظمة تطوير الطاقة الجديدة والتقنيات الصناعية المملوكة للحكومة (NEDO).
ولا يدعم المشروع إنتاج شركة سنتوري فحسب، وإنما يزوّد مستهلكين محليين بقطاع الصناعة، ومن المتوقع أن تمتد إمدادات أكبر مشروع هيدروجين أخضر في اليابان إلى منطقة العاصمة طوكيو في المستقبل.
وبفضل المشروع، من المتوقع أن تصبح محطة هاكوشو أول مركز إمداد بالهيدروجين الأخضر في اليابان داخل قطاع إنتاج الكحوليات والتقطير.
وفي يونيو/حزيران الماضي (2025)، أعلنت شركة سنتوري رؤيتها للهيدروجين الأخضر على المدى المتوسط إلى الطويل، وبموجبها تتوقع المجموعة أن تكون الأولى في عموم اليابان التي تنخرط في كامل سلسلة قيمة الهيدروجين الأخضر من الإنتاج وحتى المبيعات.
خطط الهيدروجين الأخضر في اليابان
تُعدّ محطة هاكوشو أكبر مشروع هيدروجين أخضر في اليابان، وتمتد على مساحة 3 آلاف متر مربع، وهي جزء من مشروع تابع لمنظمة تطوير الطاقة الجديدة والتقنيات الصناعية بإجمالي استثمارات 18.6 مليار ين.
وبحلول نهاية عام (2026)، يخطط الشركاء لجمع معلومات وخبرات بشأن تحسين موثوقية النظام والكفاءة الاقتصادية، وهو ما يضع أساسًا لتطور المزيد من التطبيقات التجارية.
كما تتضمّن خطط العام المقبل تجربة الدورة الكاملة لتحويل الطاقة المتجددة إلى هيدروجين أخضر ثم إلى حرارة، وهو ما يجمع تقنيات الكهرباء والتحليل الكهربائي وتطبيقات حرارية.
ومن شأن ذلك أن يؤسّس لنموذج لا مركزي لأنظمة طاقة الهيدروجين، ويقلّل الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري الباهظة.
وعلاوة على تدعيم أهداف الاستدامة لشركة سنتوري، فإن مشروع الهيدروجين الأخضر قابل للتكرار بقطاعات الصناعة في العالم أجمع؛ وذلك لتزويد شبكات الكهرباء ومحطات إنتاج الكحوليات ومعامل التقطير.
وخلافًا لتأثيره في البيئة، يمثّل المشروع إثباتًا لمفهوم خطة الحياد الكربوني في اليابان الأوسع نطاقًا وذلك بحلول عام 2050.
كما يمثل انتقالًا من أبحاث الهيدروجين التجريبية إلى الانخراط في الواقع الحقيقي داخل نطاق الصناعة، ليسد الفجوة بين الابتكار والتنفيذ.
وبدعم من امتلاكها القيادة الحكومية الداعمة واستثمارات الشركات والتفوق التقني، يمكن بناء أساسات اقتصاد الهيدروجين القادر على إزالة الكربون من الصناعات الثقيلة وتعزيز أمن الطاقة والاستدامة أيضًا.
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة، تستهدف إستراتيجية الهيدروجين اليابانية استعمال 3 ملايين طن من الهيدروجين والأمونيا بحلول عام 2030 ترتفع إلى 12 مليون طن في 2040، و20 مليون طن في 2050.
كما حدد هدفًا يتمثّل في خفض تكلفة إنتاج الهيدروجين إلى 20 ينًا للمتر المكعب بحلول عام 2050، من 230 ينًا في ثاني عطاءات الهيدروجين الأخضر التي أقامتها العاصمة طوكيو في 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري (2025).
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
0 تعليق