تجار مخدرات يشعلون نارا للتدفئة قرب مدرسة ابتدائية في فرنسا - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أوقفت الشرطة الفرنسية تاجري مخدرات أشعلا نارًا قرب مدرسة ابتدائية في مدينة مرسيليا في فرنسا، في حادث يعكس تحديات الأمن اليومي في بعض أحياء المدينة.

ألقت الشرطة البلدية لمدينة مرسيليا في فرنسا القبض على تاجري مخدرات، صباح الثلاثاء، بعد أن أشعلا موقدًا (نارًا صغيرة) على بُعد بضعة أمتار من مدرسة فاسيير (المنطقة 14)، في وقت دخول التلاميذ إلى الصفوف.

وقالت صحيفة "لا بروفانس" الفرنسية، إنه "في مشهد يعكس مدى التدهور الأمني في بعض أحياء مرسيليا، أقدم صباح الثلاثاء مجموعة من تجار المخدرات المحليين على إشعال نار صغيرة (موقد مؤقت) قرب مدرسة فاسيير الواقعة في المنطقة الرابعة عشرة من المدينة، وذلك بهدف التدفئة من البرد الصباحي، غير عابئين بوجود الأطفال وأولياء الأمور على بُعد أمتار قليلة".

نار مشتعلة قرب مدرسة تفضح شبكة لتجارة المخدرات

مفاجأة غير متوقعة عند بوابة المدرسة

وحوالي الساعة الثامنة صباحًا، وبينما كان أولياء الأمور يوصلون أبناءهم إلى المدرسة، تفاجأ الجميع بوجود نار مشتعلة داخل برميل معدني قرب المدخل، وحولها شبان معروفون بتورطهم في نشاطات الاتجار بالمخدرات في حي دو ميل، أحد الأحياء التي تشتهر بوجود نقاط بيع المخدرات.

وتحوّلت الدهشة إلى قلق وغضب شديدين، ما دفع إدارة المدرسة وبعض الأهالي إلى الاتصال الفوري بالشرطة البلدية التي وصلت بسرعة إلى المكان.

تدخل أمني سريع واعتقال اثنين من "المراقبين"

وعند وصول دورية من فرقة الشمال التابعة للشرطة البلدية، تم توقيف شخصين كانا يقومان بدور "الحراس" أو "العيون" الذين يراقبون تحركات الأمن لحساب شبكات التهريب المحلية.

وأفادت التقارير أن أحد الموقوفين كان يحمل سكينًا من نوع "أوبينيل" كبير الحجم، وهو ما عزز الاشتباه في تورطهما ضمن أنشطة غير قانونية.

في الوقت ذاته، تدخّل فريق الإطفاء البحري لمرسيليا لإخماد النار باستخدام خراطيم المياه، بينما عملت خدمات البلدية على إزالة المخلفات والعوائق التي كانت تُستخدم لحماية موقع التهريب القريب، بما في ذلك كرسي الحارس الشهير، وهو مقعد جلدي مريح كان موضوعًا خصيصًا لمراقبة مداخل الحي.

نار مشتعلة قرب مدرسة تفضح شبكة لتجارة المخدرات

"نقطة البيع" القديمة تغيّر مكانها.. لكن النشاط مستمر

وتشير مصادر أمنية إلى أن نقطة بيع المخدرات التي كانت تقع سابقًا أمام المدرسة تم تفكيكها ونقلها إلى منطقة أخرى داخل الحي بعد سلسلة من المداهمات الشرطية خلال الأشهر الماضية.

لكن رغم ذلك، فإن الناشطين في الشبكة ما زالوا يحافظون على وجودهم قرب مداخل الحي لمراقبة التحركات وتسهيل عمليات البيع في أماكن جديدة أقل وضوحًا.

استياء الأهالي وتنديد من المجتمع المحلي

وأثارت الحادثة استياءً واسعًا في صفوف أولياء الأمور وسكان الحي الذين أعربوا عن قلقهم من اقتراب النشاط الإجرامي من محيط المؤسسات التعليمية، معتبرين أن ذلك يشكّل خطرًا مباشرًا على الأطفال ويعكس عجز السلطات عن فرض الأمن في بعض الأحياء الحساسة.

وقالت إحدى الأمهات لوسائل الإعلام المحلية: "لم أعد أشعر بالأمان عند مرافقة ابني إلى المدرسة. هؤلاء الأشخاص يتصرفون وكأن المكان ملك لهم، والشرطة لا يمكنها أن تبقى في كل زاوية طوال الوقت".

السلطات تتدخل وتنظف المكان

بعد انتهاء العملية، قامت فرق البلدية ومتروبول مرسيليا بإزالة جميع العوائق والركام التي كانت تُستخدم لإغلاق الممرات نحو موقع التهريب، في محاولة لإعادة النظام والنظافة إلى المنطقة.

وأكدت المصادر الرسمية أن العمليات الأمنية ستتواصل في الأحياء الشمالية من مرسيليا بهدف تفكيك الشبكات الإجرامية التي تستغل ضعف الرقابة والظروف الاجتماعية.

بين الأمن الاجتماعي وتفكك الأحياء: مرسيليا على صفيح ساخن

هذه الحادثة، رغم طابعها البسيط في الظاهر، تسلّط الضوء على واقع خطير تعيشه مرسيليا، حيث تتشابك الجريمة المنظمة مع الهشاشة الاجتماعية في أحياء باتت تعاني من فقدان الثقة بين السكان والدولة.

ويرى المراقبون أن مكافحة تجارة المخدرات لا يمكن أن تعتمد فقط على الحلول الأمنية، بل تحتاج إلى سياسات اجتماعية واقتصادية حقيقية تعيد الأمل إلى شباب هذه المناطق المهمشة.

إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق