أعلنت لجنة نوبل، يوم الأربعاء، في حفل أقيم في ستوكهولم بالسويد، بفوز كل من سوسومو كيتاغاوا، وريتشارد روبسون، وعمر ياغي، بجائزة نوبل للكيمياء 2025، لافتا إلى أنهم سيتقاسمون الجائزة لاكتشافاتهم الرائدة التي يمكن أن تساعد في معالجة بعض المشاكل الأكثر إلحاحًا على كوكب الأرض، مثل تغير المناخ.

أردني يفوز بجائزة نوبل للكيمياء 

وقال هاينر لينكه، رئيس لجنة الكيمياء، إن اكتشافات الحائزين على الجائزة ورؤاهم أدت إلى مواد جديدة تمامًا يمكنها "تخزين كميات هائلة من الغاز في حجم صغير".

وأشادت اللجنة بالفائزين لابتكارهم أطرًا معدنية عضوية (MOFs)، والتي "يمكن استخدامها لحصاد المياه من هواء الصحراء، أو التقاط ثاني أكسيد الكربون، أو تخزين الغازات السامة، أو تحفيز التفاعلات الكيميائية".

عمر ياغي.. من رحم المحنة تولد المنحة 

وضمن الفائزين بهذه الجائزة هو العالم الأردني عمر ياغي، أستاذ الكيمياء في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، الذي علم بفوزه عندما كان على متن رحلة جوية تلقى اتصالاً يُخبره بفوزه بجائزة نوبل. وقال إنه شعر "بالدهشة والسرور والبهجة" لفوزه بالجائزة.

وقال ياغي للجنة نوبل: "كان والداي بالكاد يجيدان القراءة والكتابة. لقد كانت رحلةً شاقة، فالعلم يُمكّنك من القيام بها". ونشأ ياغي وإخوته في غرفة واحدة في عمّان، الأردن، بلا كهرباء . وقالت اللجنة إن المدرسة كانت ملاذًا له من حياةٍ مليئةٍ بالتحديات.

وعمر مونّس ياغي؛ من مواليد 9 فبراير 1965، وهو أيضًا عالم منتسب في مختبر لورانس بيركلي الوطني ، والمدير المؤسس لمعهد بيركلي العالمي للعلوم ، وعضو منتخب في الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم وكذلك الأكاديمية الوطنية الألمانية للعلوم ليوبولدينا

وفي يناير 2025، أصبح ياغي الرئيس السابع للمجلس الثقافي العالمي ، وهي منظمة دولية مكرسة لتعزيز القيم الثقافية وحسن النية والعمل الخيري. وفي عام 2025، حصل على جائزة نوبل في الكيمياء مع ريتشارد روبسون وسوسومو كيتاغاوا لتطوير الأطر المعدنية العضوية.

ونشأ ياغي في أسرة بها العديد من الأطفال، يعيشون جميعًا معًا في غرفة واحدة مع ماشية الأسرة، مع وصول محدود إلى المياه النظيفة وبدون كهرباء. 

رحلة كفاح في أمريكا

وفي سن الخامسة عشرة، انتقل إلى الولايات المتحدة بتشجيع من والده. وعلى الرغم من أنه لم يكن يعرف سوى القليل من اللغة الإنجليزية، فقد بدأ الدراسة في كلية مجتمع وادي هدسون ، وانتقل لاحقًا إلى جامعة ولاية نيويورك في ألباني لإكمال شهادته الجامعية. بدأ دراساته العليا في جامعة إلينوي ، أوربانا شامبين، وحصل على درجة الدكتوراه عام 1990 تحت إشراف والتر جي كليمبيرر. 

في عام 2021، حصل ياغي على الجنسية السعودية بموجب المرسوم الملكي الذي أصدره ملك المملكة العربية السعودية. 

المسيرة الأكاديمية

كان عضوًا في هيئة التدريس بجامعة ولاية أريزونا (1992-1998) كأستاذ مساعد، وجامعة ميشيغان (1999-2006) كأستاذ روبرت دبليو باري للكيمياء، وجامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس (2007-2012) كأستاذ كريستوفر إس. فوت للكيمياء. 

في عام 2012، انتقل إلى جامعة كاليفورنيا، بيركلي ، حيث يشغل الآن منصب أستاذ الكيمياء جيمس ونيلتجي تريتر. وكان مديرًا لمسبك الجزيئات في مختبر لورانس بيركلي الوطني من عام 2012 حتى عام 2013. وهو المدير المؤسس لمعهد بيركلي العالمي للعلوم. وهو أيضًا مدير مشارك لمعهد كافلي لعلوم الطاقة النانوية بجامعة كاليفورنيا، بيركلي، ومختبر لورانس بيركلي الوطني، وتحالف أبحاث كاليفورنيا التابع لشركة باسف ، بالإضافة إلى معهد باكار للمواد الرقمية للكوكب.

وفي عام 2025، قام مجلس أمناء جامعة كاليفورنيا بترقية ياغي إلى رتبة أستاذ جامعي، وهو أعلى وسام شرف في جامعة كاليفورنيا مخصص للعلماء الحاصلين على أعلى تمييز دولي.

حصل ياغي على العديد من الجوائز والميداليات العالمية طوال مسيرته المهنية، بما في ذلك جائزة ألبرت أينشتاين العالمية للعلوم عام 2017، وجائزة وولف في الكيمياء عام 2018، وجائزة جريجوري أمينوف عام 2019، وجائزة فين فيوتشر عام 2022، وجائزة إرنست سولفاي للعلوم من أجل المستقبل عام 2024 وغيرها من الجوائز تقديرًا لجهوده وما قدمه في المجال العلمي.