تسعى إيران لشراء العشرات من طائرات سوخوي سو-35 المقاتلة في صفقة تاريخية مع موسكو، والتي قد تمثل واحدة من أكبر صادرات الأسلحة الروسية منذ غزوها لأوكرانيا.
وذكرت مجلة نيوزويك الأمريكية، أن تسريبات نشرت لشركة روس تك، وهي شركة الدفاع الحكومية الروسية، أن طهران تنوي شراء 48 طائرة متطورة، ومن شأن هذه الخطوة أن تُحدث سلاحها الجوي بشكل كبير، وتُعزز التعاون العسكري بين إيران وروسيا، في ظل مواجهة طهران المتصاعدة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، بينما تواصل موسكو مواجهتها مع الغرب.
تأتي صفقة سو-35 المحتملة في أعقاب حرب إيران التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، وما تلاها من غارات جوية أمريكية على منشآتها النووية، والتي كشفت عن محدودية أسطول طهران الجوي المتقادم، ومن شأن تطوير مقاتلات سو-35 إلى مقاتلات حديثة أن يعزز بشكل كبير قدرة إيران على ردع الهجمات المستقبلية والدفاع عن مواقعها الرئيسية.
العلاقات الروسية الإيرانية
في الشهر الماضي، استلمت إيران دفعة من طائرات ميج-29 الروسية المقاتلة، مما عزز قدراتها الجوية، تتزامن هذه الصفقات مع معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين إيران وروسيا، التي وقّعها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بزشكيان في وقت سابق من هذا العام، وتهدف هذه المعاهدة، التي دخلت حيز التنفيذ هذا الشهر، إلى تعزيز العلاقات الثنائية في قطاعات الدفاع والطاقة والاقتصاد.
ويشير التقرير إلى أن تلك صفقة السوخوي المحتملة، لن تعزز مكانة إيران الإقليمية فحسب، بل ستؤكد أيضًا على تعميق العلاقات الدفاعية بين دولتين خاضعتين لعقوبات شديدة، أما بالنسبة لروسيا، ستُمثل الصفقة نجاحًا حاسمًا في مجال التصدير في ظل العقوبات وضغوط الإنتاج في زمن الحرب.
تتضمن ملفات روس تك المسربة، والتي أفادت التقارير أنها نُشرت في الثاني من أكتوبر من قبل مجموعة القراصنة بلاك ميرور، أكثر من 300 وثيقة داخلية تفصل عقود التصدير والأسعار وجداول التسليم.
وانتشرت لقطات شاشة لهذه الوثائق عبر منصات X وTelegram وOSINT، وأفادت وسائل إعلام دفاعية، بما في ذلك Army Recognition وDefense Security Asia، بأن رمز العميل "364" في هذه الوثائق يشير إلى إيران، مما يشير إلى طلب محتمل لشراء 48 طائرة مقاتلة متعددة المهام من طراز Su-35.
وتشير الوثائق إلى أن هذه الصفقة سيتم دمجها مع حزم الحرب الإلكترونية والطيران المتقدمة التي طورتها شركة KRET، وهي شركة تابعة رئيسية لشركة Rostec الروسية.
ووفقا للوثيقة، فقد أظهر بند معنون بـ "الرمز 364"، البرنامج الذي تبلغ تكلفته 686 مليون دولار، ومن المقرر أن تتم عمليات التسليم على مراحل تمتد من 16 إلى 48 شهرًا، مما يعني أن أول طائرة قد تصل في وقت مبكر من عام 2026، والدفعة الأخيرة بحلول عام 2028.
يتضمن البرنامج أنظمة الحرب الإلكترونية "خيبيني-إم" لتعزيز القدرات الدفاعية والمضادة.
وذكرت مجلة "أرمي ريكيجنيشن" أنه على الرغم من أن المواد لا تزال غير مؤكدة، إلا أن تنسيقها ومصطلحاتها تُشبه إلى حد كبير وثائق "روس تك" الأصلية.
قدرات سو-35
تتميز المقاتلة الروسية سو-35 بأنها متعددة المهام بمحركين، ومزودة بمحركات توجيه دفعي لتوفير قدرة مناورة استثنائية. مزودة برادار إيربيس-إي، وتستطيع تتبع أهداف متعددة في آنٍ واحد، وتحمل ما يصل إلى 8000 كيلوجرام من الصواريخ والقنابل. صُممت لمنافسة المقاتلات الغربية الحديثة من الجيلين الرابع والرابع والنصف، مثل إف-15 إي سترايك إيجل، وإف/إيه-18 إي/إف سوبر هورنت، ويوروفايتر تايفون، وهي تُشكل حجر الزاوية في القوات الجوية الروسية وبرامج التصدير.
صفقة الجزائر
يبدو أن وثيقة منفصلة عن الوثائق المسربة، بعنوان "الرمز 012"، تتعلق بالجزائر، حيث تُدرج 12 مقاتلة شبح من طراز Su-57E ومجموعات دعم من طراز Su-34 بقيمة 414 مليون دولار. وفي حال تأكيدها، ستصبح الجزائر أول دولة أفريقية تُشغّل مقاتلات من الجيل الخامس، مما يُعزز قدرتها على الردع في غرب البحر الأبيض المتوسط.
وتُبرز هذه الشحنات دور موسكو كمورد عسكري رئيسي في وقتٍ شهدت فيه صادرات الأسلحة الروسية انخفاضًا حادًا، ووفقًا لمؤسسة جيمستاون، وهي مركز أبحاث في واشنطن العاصمة، انخفضت الشحنات بنسبة 92% بين عامي 2021 و2024، ولم يتبقَّ سوى 12 مشترٍ نشط، ومع تركيز الإنتاج على الحرب في أوكرانيا، تتزايد أهمية العقود مع دول مثل إيران والجزائر لاستدامة أعمال تصدير الأسلحة الروسية.
ولم تؤكد طهران ولا موسكو صفقة طائرات سو-35 المزعومة، وفي حال ثبوت صحتها، قد تُعيد هذه الاتفاقية تعريف القوة الجوية الإقليمية، وتعزز دفاعات إيران ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، وتُمثل مرحلة جديدة في التعاون الاستراتيجي بين روسيا وإيران.
0 تعليق