"احتجاج Z" يلفت الأنظار في تطوان - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قدّم شباب مدينة تطوان نموذجا مغايرا ولافتا في التعبير السلمي والمسؤول عن المطالب الاجتماعية، من خلال مظاهرة نظمها شباب من “جيل Z”، جسّدوا فيها وعيا مدنيا ورسالة وطنية عميقة مفادها أن حب الوطن لا يتعارض مع المطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد.

ورفع المحتجون الذين تجمهروا بالمئات وسط الشارع الرئيس بالمدينة لافتة كبيرة كتب عليها “نحب ملكنا ونحلم بوطن نقي من الفساد”، في أجواء هادئة ومنظمة شهدت مشاركة واسعة من شباب وشابات من مختلف الأحياء.

وبحت أصوات الشباب بشعارات ومطالب اجتماعية تدعو إلى تحسين أوضاع التعليم والصحة، وتوفير فرص الشغل، وإرساء سياسات عمومية أكثر عدلا وإنصافا.

وأكد عدد من المشاركين أن خروجهم إلى الشارع يجسد وعيا ومسؤولية مواطِنة بعيدا عن التمرد والتخريب والفوضى، معتبرين أن حب الوطن يعني أيضا الدفاع عن قيم الشفافية والمحاسبة ومناهضة الفساد حفاظا على مستقبل الأجيال القادمة.

وقدمت الوقفة الشبابية بتطوان نموذجا لافتا للأنظار عنوانه الانضباط والسلمية وروح المواطنة الإيجابية، إذ جمعت بين الولاء للوطن والملكية من جهة، والمطالبة بالإصلاح والمحاسبة من جهة أخرى.

وحازت هذه التظاهرة تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن تحوّلت إلى “ترند” وطني، لما تميزت به من رقي في التنظيم وغياب تام لأعمال العنف أو التخريب، على خلاف ما شهدته بعض المدن الأخرى، مع حمل باقات ورد عوض حجارة وعصي.

وأشادت مصادر محلية بالطريقة الحضارية التي مرت بها الوقفات الاحتجاجية بتطوان، معتبرة أنها تبعث على الفخر وتؤكد وعي الشباب المغربي بمفهوم الاحتجاج السلمي من أجل مطالب مشروعة.

وأبرزت المصادر ذاتها أن المشاركين التزموا بعدم ارتداء الأقنعة أو الخروج عن المسار المحدد للاحتجاج، كما حرصوا على ترديد شعارات اجتماعية خالصة، دون استفزاز أو احتكاك بالقوات العمومية، ما جعل من احتجاج تطوان نموذجا راقيا في التعبير الديمقراطي المسؤول، ورسالة إيجابية تعكس وعي جيل جديد يربط بين حب الوطن والسعي الصادق نحو الإصلاح.

في هذا السياق قال الدكتور رشيد بلزعر، أستاذ محاضر في التواصل، إن مدينة تطوان لطالما شكلت استثناء في العديد من المحطات، وها هي اليوم تؤكد ذلك من جديد، بعدما تابع الجميع كيف بادر الشباب إلى تكريم والي الأمن بتطوان، محمد الوليدي، ومن خلاله كل نساء ورجال الأمن، عبر الثناء عليه خلال المظاهرات، في مشهد مؤثر وثّقته الكاميرات، وحظي بتداول واسع وتعليقات إيجابية.

وأشار المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس، إلى أن توزيع الورود على رجال ونساء الأمن شكل بدوره مبادرة رمزية خففت من الأجواء المشحونة، وبعثت رسالة عميقة مفادها أن السلمية تبقى السبيل الأمثل لتحقيق المطالب المشروعة التي خرج الشباب من أجلها.

وأضاف بلزعر أن شباب “جيل Z” بتطوان عبّروا من خلال لافتة رفعوها عن حبهم لملك البلاد وتشبثهم بالثوابت الوطنية إلى جانب حلمهم بوطن خال من الفساد، وختم تصريحه بالقول إن هذه المبادرات جعلت من شباب تطوان نموذجا يحتذى، ورسالتهم وصلت، مؤكدا أن حب الوطن والتشبث بالثوابت لا يتناقضان مع المطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد وبناء مغرب أفضل يسير بسرعة واحدة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق