ممارسون وباحثون يُبلورون رؤية متجددة للتراث التاريخي للمدينة العتيقة - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ناقش عدد من الخبراء والباحثين والممارسين، السبت بفاس، الممارسات اللامادية التي تسهم في تشكيل الهوية الحضرية، بهدف بلورة رؤية حية ومتطورة للتراث التاريخي.

وأكد هؤلاء الخبراء والممارسون، الذين التأموا في إطار الندوة الختامية للدورة الأولى من منتدى “رحاب”، وهو فضاء للتبادل بين مختلف الفاعلين المهتمين بالفضاء العام، تنظمه جمعيتا “شمس فاس” و Cobaty Horizons–Maroc، أهمية إعادة التفكير في الفضاء التراثي للمدن التاريخية بطريقة تجعلها قابلة للحياة ومفعمة بالحيوية.

وفي كلمة في افتتاح هذا اللقاء، الذي تمحور حول أربع ورشات تناقش مواضيع متنوعة، أفاد مدير المنتدى، محمد أمين لوكيلي، أن منتدى “رحاب” يسعى إلى تصور تراث “حي يتنفس ويتطور”، قادر على التكيف مع الاستخدامات المعاصرة، في قطيعة مع المقاربة الجامدة التي تحصره في بعد متحفي ثابت.

وشدد لوكيلي على أهمية التبادلات التي شهدها المنتدى على مدى أسبوع كامل، التي شكلت مناسبة لتبادل وجهات النظر بين الساكنة والمهندسين المعماريين والفنانين حول استعمالات الفضاءات، والتحولات التي تعرفها المدن العتيقة، وكيف يمكنها استيعاب أنماط جديدة من العيش دون أن تفقد هويتها الأصيلة.

وفي إطار هذه الندوة، قد م طلبة مؤسسات تعليمية مشاركة، ضمنها الجامعة الأورومتوسطية بفاس والمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بفاس، مشاريعهم التي تناولت مواقع محددة داخل المدينة العتيقة، بهدف إعادة تصورها وتحويلها من فضاءات مهملة أو جامدة إلى فضاءات نابضة بالحياة ومنفتحة على محيطها الحضري.

وهكذا، أوضح أنس منجي، طالب بالجامعة الأورومتوسطية بفاس، أن مشروع فريقه يهدف إلى إعادة التفكير في الفضاء العام داخل نسيج المدينة العتيقة من خلال دراسة ساحة صغيرة مهملة، لكنها تتوفر على إمكانيات كبيرة لتتحول إلى فضاء للتلاقي والتفاعل الاجتماعي.

وقدم 13 فريقا يمثلون مؤسسات عمومية وخاصة، مقترحاتهم لإعادة تأهيل عدد من المواقع غير المعروفة، بهدف إبرازها وتحويلها إلى فضاءات حية مندمجة في النسيج العمراني للمدينة العتيقة.

وتوزعت أشغال الندوة على أربع ورشات موضوعاتية تناولت مواضيع متعددة، من بينها: “العيش في الفضاء التراثي بين استعمالات الأمس وممارسات اليوم”،و “الشفوية والذاكرة كرافعتين للسرد الحضري”،و “الفن في الفضاء العام: الإبداع المشترك في عين المكان”، و”الحكامة والاقتصاد في التراث الحي”.

وشكلت النسخة الأولى من منتدى “رحاب” المنظمة تحت شعار”نحو إنتاج مشترك ومستدام للفضاء الاجتماعي والتراثي في المدن التاريخية – الشفوية كوسيلة لاستعادة الهوية”، مناسبة لإبراز الروايات والشهادات والممارسات اللامادية التي تشكل الهوية الحضرية للمدن التاريخية، ولتطوير رؤية مشتركة ومستدامة للتراث الحي.

كما تبادل المشاركون وجهات النظر حول السبل والآليات الكفيلة بإنتاج مشترك ومستدام للفضاءين الاجتماعي والتراثي في المدن التاريخية، مع التأكيد على أهمية الشفوية كوسيلة أساسية لحفظ الذاكرة ونقلها عبر الأجيال.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق