
في مبادرة تنبض بالمعنى الإنساني والدعم المجتمعي، تقدم جمعية “حضن” منحة مالية لفائدة الطلبة المتفوقين المنحدرين من أسر معوزة، في إطار برنامج يروم تشجيع التميز الدراسي ومساندة مسارات الطلبة في ظل ظروف اجتماعية صعبة. وتبلغ قيمة هذه المنحة ألفي درهم تُصرف كل أربعة أشهر، ما يجعلها سندا حقيقيا لهؤلاء الشباب في مواجهة أعباء الحياة الجامعية، وتعبيرا صادقا عن دور المجتمع المدني في تعزيز تكافؤ الفرص وفتح آفاق الأمل أمام العقول النابغة التي تعيقها الإمكانيات.
يشكل الدعم المالي الذي تقدمه جمعية “حضن” للطلبة المتفوقين المعوزين أكثر من مجرد مساعدة ظرفية، بل يعد ركيزة أساسية في تمكين هؤلاء الطلبة من مواصلة مسارهم الأكاديمي في ظروف تحفظ كرامتهم وتحفّز طاقاتهم. فبالنسبة لكثير من المستفيدين، تغطي المنحة مصاريف أساسية كالكراء، والتنقل، وشراء الكتب واللوازم الدراسية، مما يخفف العبء عن أسرهم ويفسح لهم المجال للتركيز على التحصيل العلمي. وتكمن أهمية هذا الدعم في قدرته على تحويل واقع اجتماعي هش إلى فرصة حقيقية للنجاح، بما يجسد الإيمان بأن التميز لا يجب أن يقيَّد بالوضع المادي، بل يستحق أن يُحتضن ويُدعم حتى يبلغ مداه الأكاديمي والمهني.
وتلعب جمعية “حضن” دورا رياديا في دعم الطلبة المتفوقين المنحدرين من أسر معوزة، من خلال برنامج تكافلي يجمع بين البعد الاجتماعي والتربوي في إطار من الشفافية والكرامة. وتقوم الجمعية، وفق ما ورد في إعلانها السنوي، بتنسيق العلاقة بين المحسنين والطلبة المتكفل بهم بطريقة تقوم على المجهولية، حيث لا يعرف المتبرع هوية الطالب، ولا الطالب هوية المتبرع، حفاظا على الخصوصية ومنعا لأي إحراج أو تبعية رمزية، في نموذج تضامني راقٍ يعكس الثقة المتبادلة وروح العطاء الخالص.
وتتجاوز مساهمة الجمعية الجانب المالي، لتشمل مواكبة شاملة عبر أنشطة ثقافية، وتوجيهات نفسية وتربوية، ولقاءات دورية تهدف إلى صقل شخصية الطلبة، وتقوية قدراتهم الذاتية وتحفيزهم على التفوق والاستمرار. كما توفر الجمعية فضاء إنسانيا دافئا يُشعر الطالب بأنه ليس وحيدا في مساره، بل هو جزء من نسيج مجتمعي يقدّر العلم، ويؤمن بأن الاستثمار في الكفاءات هو أساس النهوض الجماعي.
ووفق معطيات توصلت بها جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن جمعية “حضن” تعتمد آلية دقيقة في اختيار الطلبة المتفوقين المعوزين، تستند إلى معايير أكاديمية واجتماعية واضحة، من بينها التفوق الدراسي، والانحدار من أسر ذات دخل محدود، وتقديم ما يثبت الوضعية الاجتماعية الهشة. وتعمل الجمعية، بتنسيق مع فعاليات تربوية ومؤسسات تعليمية، على التحقق من المعطيات الميدانية، لضمان توجيه الدعم لمستحقيه الحقيقيين. كما تبذل مجهودا ملموسا في تتبع المسارات الدراسية للمستفيدين، وتوفير بيئة داعمة تُحفّزهم على المثابرة والنجاح، بما يُترجم التزامها العميق بقيم التضامن وتكافؤ الفرص.
النشرة الإخبارية
اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا
اشترك
يرجى التحقق من البريد الإلكتروني
لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.
لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.
0 تعليق