البابا أثناسيوس الرسولي.. اليوم تحتفل الكنيسة بذكرى المعجزة العظيمة التي صنعها الرب مع القديس البابا أثناسيوس الرسولي في الثلاثين من شهر توت، الموافق 10 أكتوبر 2025. ففي هذا اليوم، أظهر ربنا وإلهنا يسوع المسيح له المجد آية عظيمة مع القديس الجليل البابا أثناسيوس الرسولي، البابا العشرين لكرسي الإسكندرية.
ذكرى المعجزة التي صنعها الرب مع القديس البابا أثناسيوس الرسولي
كانت خلفية هذا الحدث عندما اقتنع الإمبراطور قسطنطينوس، ابن الإمبراطور قسطنطين الكبير، بتعاليم أريوس التي أنكرت أزلية الابن ومساواته للآب. فأرسل شخصًا يُدعى جاورجيوس مع خمسمائة فارس ومعه رسائل تُعينه بطريركًا على الإسكندرية بدلًا من القديس أثناسيوس. وكانت مهمة جاورجيوس فرض تعليمات أريوس بالقوة، حتى لو أدى ذلك لقتل من يعارضه. وعندما وصل إلى الإسكندرية وبدأ بنشر تلك التعليمات، لم يلقَ قبولًا كبيرًا لدى أهل المدينة إلا من قلة.
اندلعت الاضطرابات في المدينة، وراح عدد كبير من أهل الإسكندرية ضحية هذا الأمر. أما القديس أثناسيوس فقد اضطر للاختباء وظل في الخفاء لمدة ست سنوات، ثم توجه بعدها إلى القسطنطينية ليواجه الملك قسطنطينوس بنفسه. وطلب منه إما أن يعيده إلى كرسيه أو يقتله كي ينال إكليل الشهادة.
الملائكة تحمي القديس البابا أثناسيوس الرسولي وتقوده
لكن الملك قرر التخلص منه بطريقة أخرى، فأمر بوضعه في مركب صغير في البحر دون طعام أو ماء ليهلك بالوسيلة التي يشاءها القدر، سواء بالجوع أو العطش أو الغرق. ولكن بتدبير إلهي، تحركت المركب بسلام حيث كانت الملائكة تحمي البابا أثناسيوس الرسولى القديس وتقوده، فوصل بعد ثلاثة أيام بأمان تام إلى الإسكندرية.
فرح المؤمنون كثيرًا بعودته، وخرجوا لاستقباله بالصلوات والتسابيح حاملين مشاعل الفرح. وأعادوه إلى الكنيسة ليأخذ مكانه المستحق، وطردوا جاورجيوس الأريوسي ومن معه. واحتفاءً بهذا الحدث العظيم، جعل القديس البابا أثناسيوس الرسولي هذا اليوم عيدًا مهيبًا يتجدد فيه شكر الرب الذي له المجد والكرامة الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين. آمين.
0 تعليق