رفض الرئيس السيسي لمخطط التهجير.. لم يكن من الممكن تحقيق هذا التقدم دون قيادتكم المميزة والجهود الاستثنائية لفريقكم. بدوركم، سيدي، كان وجودكم محورياً في إتمام هذه المهمة. هذا الإنجاز يمثل بداية جديدة للعلاقات بين مصر والولايات المتحدة.
هذه الكلمات جاءت على لسان المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، خلال لقائه أمس بالرئيس السيسي، مشيداً بالدور الحاسم الذي لعبته القاهرة في وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وإنهاء المعاناة الإنسانية التي عانى منها السكان على مدار العامين الماضيين. موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية ينبع من ثوابتها التاريخية، حيث ظلت على الدوام الحامي الأول لقضية العرب الرئيسية.
حرب غزة التي دامت عامين قاسيين
في مدينة السلام، شرم الشيخ، جاء الاتفاق على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليضع حداً للحرب على غزة التي دامت عامين قاسيين على الشعب الفلسطيني، شهد خلالها النزوح المتكرر وجرائم الإبادة. وسط هذه المعاناة، وقف الرئيس عبد الفتاح السيسي بحزم ضد مخططات التهجير القسري، مؤكداً أن مصر لن تكون أبداً طرفاً في إلحاق الظلم بالشعب الفلسطيني أو تصفية قضيتهم. وأكد أن مدينة رفح ستبقى دائماً معبراً للإغاثة ولن تتحول أبداً إلى منفذ للتهجير أو مسار لتصفية القضية الفلسطينية.
مصر لم تتوانَ لحظة عن تقديم الدعم والمساندة
على مدار 733 يوماً منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، لم تتوانَ مصر للحظة عن تقديم الدعم والمساندة لأشقائها في القطاع. وقد تجلى هذا الدعم سواء من خلال جهودها المتواصلة للتوصل إلى اتفاق سياسي يضع حداً لمعاناتهم الإنسانية، أو عبر إدخال المساعدات المتنوعة بواسطة قوافل الهلال الأحمر المصري ومنظمات المجتمع المدني.
ورغم التعرض لعدة عراقيل ومحاولات لإيقاف تلك المساعدات من الجانب الإسرائيلي، استمرت مصر بموقفها الثابت المبني على إيمان الرئيس السيسي بعدالة القضية الفلسطينية وكونها قضية العرب المحورية. أكد الرئيس مراراً أن السلام هو السبيل الوحيد لضمان التعايش الآمن بين شعوب المنطقة، مشدداً على أن التصعيد والعنف والدمار لا تؤدي إلا إلى تفاقم الأوضاع ودفع المنطقة نحو مخاطر متزايدة على المستويين الإقليمي والدولي.
تمسك الرئيس السيسي بموقفه الرافض لفكرة التهجير
كانت الخطوة الأولى نحو الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة هي تمسك الرئيس السيسي بموقفه الرافض لفكرة “التهجير القسري” للشعب الفلسطيني. وعلى الرغم من الضغوط الكبيرة والتحديات التي تعرضت لها مصر في هذا السياق، إلا أن الرئيس السيسي تصدى لهذا المخطط بحزم ووطنية وإخلاص. كان ذلك انطلاقاً من إيمانه بأن التهجير القسري قد يؤدي إلى اجتثاث القضية الفلسطينية من جذورها، وبحق الشعب الفلسطيني في تحقيق حل عادل يحفظ حقوقه التاريخية، ويمكنه من إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
على الصعيد الميداني، تستمر مصر في أداء دورها التاريخي تجاه القضية الفلسطينية. بتوجيهات مباشرة من الرئيس السيسي، استقبلت البلاد عشرات من الأطفال الخُدَّج، إلى جانب استقبال عشرات الآلاف من الفلسطينيين من مختلف الأعمار، مقدمة لهم الرعاية الطبية اللازمة بكافة التخصصات.
خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
أما على الجانب السياسي، فقد بذلت مصر جهوداً مكثفة ولعبت دور الوسيط في المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التوصل إلى اتفاق يُنهي الحرب وتأثيراتها المأساوية. وقد شهدت تلك المفاوضات مراحل متباينة بين الإيجابية والسلبية، وتوقفت تقريباً لفترة قصيرة بعد الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مجموعة من قادة حماس أثناء اجتماعهم في الدوحة.
ولكن هذه الجهود توجت فيما بعد بالموافقة على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واتفاق وقف إطلاق النار خلال مباحثات شرم الشيخ، حيث كان للوساطة المصرية دور حاسم بمشاركة وسطاء آخرين، وهو ما أكد عليه المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف خلال لقائه الأخير بالرئيس السيسي.
إن نجاح مصر، بالتعاون مع الوسطاء الآخرين في تقريب وجهات النظر بين حركة حماس وإسرائيل خلال مفاوضات شرم الشيخ، يضيف فصلاً جديداً إلى التاريخ المشرف للدبلوماسية المصرية. ويُعد هذا نجاحاً يؤكد أن القاهرة كانت وستظل الداعم الأول والحارس الأمين للقضية الفلسطينية.
0 تعليق